صافي /
حبيبتي
بالأمس
"كانت" تنتابني مشاعر الخوف على طاقتنا .. أن تنطفىء .. هل نغامر إذا أصررنا
على الحفاظ على داخلنا .. و ضحينا ببعض من الخارج؟ ..
و لماذا
هى مغامرة؟ و ماهو الشىء الحقيقي الذي لا يعتبر مغامرة؟
و جودنا
البيولوجي مغامرة .. و موتنا مغامرة .. و مابينهما مغامرات صغيرة بين المغامرتين
الكبيرتين .. و لكن هنالك شىء واحد ليس بمغامرة بين الحياة و الموت إذا عرفناه على
حقيقته .. ألا و هو الحب!
فإذا
كنا نعرف نفسينا كاملاً و نثق أننا لا يمكن أن يكون كل منا بمفرده أو دون الآخر ..
حقيقياً و كاملاً .. فما خارجنا لا يعتبر أهماله أو التضحية بجزء منه مغامرة.
المغامرة
هو أن نقرر الأرتباط و هنالك شىء ما بيننا لم نحسه و نعرفه و نثق فيه ثقة لا يصل
إليها الشك .. هل نحن هكذا؟؟
أخاف
أن يكون هنالك شىء ما لم تعرفينه فىّ .. و خائفة منه .. أن كان .. فأنا أحبك و أظل
فارداً حبي عليكِ و معريا داخلي كي تدخلينه في وضح المشاعر و تقضين عليه .. فأنا
لا أحب أن يكون هنالك أحتمال صخرة فى سبيل الوصول إلى الشط الأوحد و النجمة الوحيدة
التي ليست نهائية و ثابتة .. بل دائمة التحرك و الأتساع و التوهج الذي لم يغير فى
جوهرها بل يعمقه.
صافي ..
أخاف
أن تحمّلي الداخل على الخارج .. فيسقط الداخل بسقوط الخارج .. فالداخل و الخارج
ليسَ متلاصقين تلاصق الشىء و نقيضه .. بل هما متجادلان و ليسَ متقابلان ..
متصارعان صراعا لابد لنا فيه من أن ينتصر الداخل .. و لكن لن يموت الخارج .. بل
يعاد صياغته وفقا لما يريده الداخل .. أي وفقا لما نريد .. و هكذا فيه الجدل
بينهما مرة أخرى ..الخ
لينتصر
الشط و النجمة على كل ما هو وقتي و ثابت.
دقرمتي
الجميلة : أحبك .. فلا تقذفيني بحجارة الواقع .. و أن كانت لن تستطيع تحطيمي بعد أكتسابي
قوة من ألتصاقنا و تراشقنا .. و لكن حجارة الخارج قد يسقط حجر منها فوق طاقة ما
بداخلنا فيكتمها و يمنع من التنفس و الحياة أحد مستواياتها. ..
فنحس
مستقبلاً أن شيئا ما ناقص .. و أن ثمة حزن ما على فقد شىء كان يمكن أن لا يفقد إذا
كنا أكثر ألتصاقا .. و أقل تسليماً للواقع .. و أقوى ثقة في حبنا الذي أؤمن حق
الأيمان أنه عقيدتي الوحيدة التي أرى و أحس فيها الأله و الشعائر و الطقوس و الأخلاص
و التوحد الصوفي .. و المناجاة .. و أمل الخلود
فلتسلمي
يا حبيبتي من كل نقص .. و لتحبيني أكثر.
مجدي الجابري
1990
--------------------------------------