صافي حبيبتي ..
و حشتيني .. يمكن و حشتك؟ لكن مش قادر أفكر أو أركز في أي حاجة غيرك ..
العالم من غيرك دمه تقيل قوي .. كل الناس و الممارسات و الأشياء بأحس بيها مزيفة و
أنها يجب عشان يبقى لها طعم أنها تتحرك بحب و تشوف بحب و تموت بحب .. بأكتشف كل
يوم أنه كان ممكن أكون زي أي حد أو أي حاجة مزيف و ماليش طعم .. لو ما حبتكيش و حبتيني
..
صافي
أنتِ صدقيني سبب الطعم و اللون و الريحة اللي باعيش بيها .. و أنتِ اللي
بوجودك جوايا خلتيني بأكتشف الفرق الشاسع بينكِ و بين كل حاجة في الدنيا .. صافي
أنتِ أجمل و أرق و أوفا ما في الوجود.
.. تصوري لما يكون حد بيحب فيبقي عايز
يدي و مش طالب حاجة قدامها و يكتشف
أن العالم بره منطقة حبه .. عايز ياخد و مايديش .. يبقى إيه اللي ناقص .. أنه
يحب.. العالم محتاج يحب .. اللي بيحب يا صافي .. يعطى .. لا يريد جزاءً و لا شكوراً
فالله يحب بل الله هو الحب .. و لكن لم يعرف عالمنا الحالي .. معنى الحب .. لأنه
ليس له معنى فلسفي يمكن الأقتناع به .. و تعلمه .. فهو ممارسة، فضلاً عن أنه محتاج
طبيعة من السهل عليها أنها تعرف إيه الحقيقي اللي ناقصها من المزيف .. و عشان كده
ما عرفوش الحب .. خاصة أنتِ .. بتدى من غير ما تطلبي .. لأى حاجة و أي حد يكفيكي أنه
بتحسي أنكِ مستريحة و أنكِ أتخلقتي عشان تدي .. فما بالك معايا .. أنا اللي حاسس أني
لو فضلت طول عمري و الأعمار التي يجوز أن أحل فيها مرات أخرى .. أديكي فمش ممكن أكون إلا نبع صغير جنب نبع العطاء الكبير
.. صدقيني لو قلت مليون مرة أني ممكن أعمل أي حاجة عشان خاطرك و أديكي كل ما فيا
من طاقة عطاء هيبقى قليل عشانكِ ..
صافي.
أنتِ ما تعرفيش يا حبيبتي أنا بحبكِ
قد أيه؟ أنتِ عارفه أنا نفسي دلوقتى أعمل إيه أن صورتينك اللي قدامي يتم التجسيد
فيهم .. عارفة كنت خدتك في حضني و ضميتك لصدري قوي .. علىّ أستطيع أن أهبكِ ما لا يمكن
أن أهبه لغيركِ .. و من غيركِ تستحق أن أعطيها سر أسرار حياتي ... لا... أتمنى
الآن أن نغيب سوياً في قبلةٍ أو في حضنِ حتى نتلاشى كي نوجد مرة أخرى في كيان آخر
يحملنا.
صافي
باحبك قوي و لا أقصد المعنى المباشر لما أكتب
.. إن هناك منطقة ما أكثر غموضاً من أن تحملها اللغة هى الشعور الحارق و الأحساس
الدائم في كل لحظات عمري منذ حبنا المقدس و تقريرة .. الأحساس بأنكِ داخلي في كل
خلية مني .. و في كل نفس و في كل نفس الوقت كيانكِ يحسسني بأني لم أفعل من أجل
حبنا شيئاً رغم أنه مازال في داخلي الكثير أهبه لكِ حقاً و ليس منحة.
مجدي الجابري
1988
*************************