زوجتى تدخن
------------------
زوجتى تدخن، وأحياناً تلقينى أرضاً.
- لِمَ لا توافق على قتلى.
طالما أنتَ ..؟
أقطب عن جبينى ولا أجيب، تلقى بثقل جسمها على.
- هكذا أنتَ دوما، ملول، ولا تفزعنى.
لزوجتى حماقات، جادة، صارمة، لاتضحك، تصمت طويلاً،
وعندما تتحدث يحمر وجهها وتشيح بيدها، وأحياناً كثيرة تلقينا أرضاً.
- يا بن الواطى.
تعاركنا كثيراً، تركنا الفراش، والنوم والحب، والمداعبة،
صمتنا لدرجة نسينا الكلام.
وفى يوم وجدتها تدخن، تشد نفساً طويلاً وتنفثه فى الهواء
بقوة.
وعندما أدرت ظهرى، متوجهاً للمطبخ، أعد طعام العشاء،
سمعتها تضحك، تنكت، تتمرغ على الأرض.
وتنادينى : يا تافه.
تأخذ الأمور، مأخذ جد ولا تضحك.
أدرت وجهى، وأحضرت طعامى، وجلست أمضغ فى هدوء. وهى
تتلعبط على الأرض، وتضحك، وتضحك.
- أنتَ يا قذر، ألا زلت متماسكاً؟
هل تعرف سبب الحرب الأهلية؟
قلت لها : تلاقى أم إبراهيم هى السبب.
- أم إبراهيم، ولا إبراهيم يا بن ال.. بتضحك على.
مضغت طعامى، وقمت فى هدوء، غسلت يدي، ودخلت الحجرة،
متسحباً على أطراف أصابعى، ودسست نفسى فى الفراش، بكامل ثيابى، وأخذت أضحك.
أغسطس 1993
*****************************