أشياء صغيرة وأليفة
---------------------------
مروراً بالوقت، والأولاد، والدروس، وانتهاءً بالبيت،
والصابون، وصوت الموسيقى.
ترقدين ممددة الذراعين، تتركين لساقيك حرية الحركة.
والأشياء الليفة تخدعكِ للغاية، فى بساطتها، تواجدها،
إذابتها داخلك – عفواً – ستصنعين كوباً من الشاى، استكمالا للدفء والأسترخاء، وتواصلين
هز قدميك فى سرعة وسهولة واعتياد.
اليوم، الجو صحو، والسماء بها الشمس واضحة، ترسل أشعتها.
ومع ذلك يمر بداخلك تيار بارد وسخيف، تقبضين على الكوب الساخن بشدة، وتتلذذين بشرب
الشاى.
أنتِ الآن حرة، فى شرب الشاى، مد ساقيكِ، غسل الكوب أو
تركه، صحتك، حديثك.
حرة إلى مدى خرق عينيكِ فى صورة زواجك أو تقطيعها.
إنه الشتاء!
وحدك تدخنين، وابنتك إلى جوارك، تلعب بيديها الصغيرتين
فى كتاب جلبتيه خصيصاً لها.
إنه الشتاء هنا!
تشاركنا فى الفطور، والنوم، وحلاوة المولد، وبالذات
الحصان الحلاوة "إنه يرقد الآن أمامى، بلا حراك، بلا معارك، فقط يرقد".
(لا تتعجل فى الرد الآن. ولا تكتم عنى شيئاً أريد
إخبارك، أن الجميع هنا، فى الجو، والوقت، والأعياء سواء).
ابنتك تدلق الشاى الساخن على يدها، فأطفىء السيجارة، وأجرى
بها.
كم كنت قاسياً عندما لمست بيدك طرف حذائى وضحكت : العالم
يبدأ من هنا.
الجيران خيمة لا بد من تمزيقها، والبرد قارص هذا الشتاء.
وأعمدة النور أيور رجال مشرعة فى الهواء، والجو بارد جداً. وأنتَ تحت الضوء
الخافت، تنفث هواء سيجارتك، إنك شديد التماسك لدرجة أنك ترعبنى.
خنقت رغباتى
المتداخلة فيك، وقفزت، وقفزت بكل مدخراتك عن معرفتى، وحبستك داخل أسئلتى.
أخبرتنى أن الجرائم الصغيرة، تبدأ من ها هنا، وأشرت
ناحية القلب.
سؤال يحيرنى : كم تبقى لك الآن من الشجاعة، كى تهاجمنى
بالعساكر والبرد. دائماً تختار الأسود. المنضدة الصغيرة تزدحم بأكواب الشاى
والورق، وأعقاب السجائر، والشطرنج.
حيث أنا ..
لا أحد.
أنتَ الآن متعب للغاية.
تفرد ساقيكَ على الكنبة، تبسط راحة يدكَ، وتمدها فى
تكاسل.
جميل أنكَ تخطىء، وتطفىْ السيجارة على الأرض. التواريخ
منافذ عتمة.
فهل من حقى أن أكتب،
وأرقص،
وأشرب،
وأدخن،
وأحب،
و..
و..
ووووو
أغسطس 1994
---------------------------------------------------------------------------------------