صفاء عبد المنعم: الأدب النسوى ليس وصمة
هانم الشربيني
تاريخ النشر ٢٠:٠٣:٠٨ – ٢٠١٧/٠٧/٢١
كما هى هادئة فى الحياة فكتابتها تشبه شخصيتها، هادئة، ولا تكف عن النغم، لا تستطيع معها سوى الاستمرار فى القراءة، خلقت لنفسها مكانا خاصا وسط الكاتبات، هى الروائية صفاء عبد المنعم وصاحبة العدد الوافر من الروايات والمجموعات القصصية، بدأت الكتابة فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حتى أصبحت اسما مهما فى هذا الجيل الأدبي، كما أنها صاحبة دور مهم فى اكتشاف المواهب، عن عالمها الروائى وأعمالها المختلفة كان لنا معها هذا الحوار.
تاريخ النشر ٢٠:٠٣:٠٨ – ٢٠١٧/٠٧/٢١
كما هى هادئة فى الحياة فكتابتها تشبه شخصيتها، هادئة، ولا تكف عن النغم، لا تستطيع معها سوى الاستمرار فى القراءة، خلقت لنفسها مكانا خاصا وسط الكاتبات، هى الروائية صفاء عبد المنعم وصاحبة العدد الوافر من الروايات والمجموعات القصصية، بدأت الكتابة فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حتى أصبحت اسما مهما فى هذا الجيل الأدبي، كما أنها صاحبة دور مهم فى اكتشاف المواهب، عن عالمها الروائى وأعمالها المختلفة كان لنا معها هذا الحوار.
مؤخرا حصلت على جائزة اتحاد الكتاب، ماذا تمثل لك الجوائز؟
الجوائز فى المفهوم العام هى نوع من أنواع التقدير، والجائزة بالنسبة لى ربما تكون جاءت متأخرة، ولكننى سعيدة بالحصول عليها لأنها جعلت كثيرا من الأصدقاء فى الواقع الافتراضى يطلبون منى الرواية لقراءتها فهذا أسعدنى جدا.
الجوائز ليست شهادة على جودة النص الأدبى فقط، ولكن لابد من شهادة النقاد والقراء، ولكن ربما تكون الجوائز نوعا من جذب الانتباه نحو المنتج الأدبى ونحو المبدع (نقطة ضوء) فتتسع رقعة القراء، وتدفعه نحو الإحساس بأنه يقدر حتى ولو بالقليل.
حدثينا عن بدايات غرامك بالكتابة، وما تأثير الأسرة على حبك للكتابة؟
بداية غرامى بالكتابة بدأت عام 1982 حينما كتبت أول قصة لى "يوم عاصف" ونشرت ضمن مجموعة "حكايات الليل" عام 1984 طبعة خاصة مشتركة، ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن أواصل الكتابة والنشر، فى الرواية والقصة والأدب الشعبى والكتابة للأطفال.
بالنسبة لتأثير الأسرة على حبى للكتابة فكان ذلك منذ الصغر عندما كانت جدتى تحكى لنا الحكايات (الحدوتة) وخصوصا قبل النوم، فكنت أظل أنصت لها باهتمام وأنا أرسم فى خيالى صورا مختلفة للأبطال مثل "الشاطر حسن" والمغامرات التى قام بها مع "أمنا الغولة" لكى ينقذ "ست الحسن والجمال".
"أنا أكتب لأحيا" هذه مقولتك، فما هو هدف الكتابة بالنسبة لكى؟
الكتابة بالنسبة لى هى (العالم السحرى) الذى أعيش من أجله ومعه، وأنا أفكر فى الشخصيات، وأنا أكتب المواقف وأصور المشاهد، وأنا أبحث عن الجمل والكلمات والأماكن المناسبة لنمو الشخصية وكذلك الشخصيات المساعدة، وأحيانا أكون مهمومة، وأحيانا أكون سعيدة حسب الحالة المزاجية التى تكون عليها البطلة، وأحيانا أكون أنا الكتابة والكتابة أنا، بشكل ضمنى لا انفصال بيننا، أى التماهى مع الكتابة.
الكاتبات دائما ما يتم اتهامهن بالكتابة عن الذات، فهل ترين ذلك وصمة تلاحق الكتابة النسوية، وما رأيك فى مصطلح الكتابة النسوية؟
نعم كثير من الكاتبات فى البداية يكتبن عن ذواتهن وخبراتهن الشخصية، بشكل مباشر بصيغة الأنا، وهناك من يكتبن بشكل متوار من خلال (بطلة) ولكن مع الوقت وبلورة الرؤية تصبح الكتابة الجادة والمهمومة مشروع حياة، ثم تتطور وجهة النظر فتكون هناك هموم أخرى غير الذات.
لا أرى أى وصمة تلاحق الكتابة النسوية إلا عند من يقوم بعمل تفتيش داخل النص، وأحيانا يخلط بين النص والكاتبة، مفهوم النسوية يختلف، فليس كل كاتبة مبدعة تكتب أدبا نسويا، هناك ذكور يكتبون كتابة نسوية، فهى بالمفهوم العلمى للنسوية كفلسفة.
مصطلح النسوية بداية ظهر فى الغرب، وكان يتحدث عن حقوق المرأة فى العمل وفى النظم والقوانين السياسية، ثم أصبح يتحدث عن الإبداع والكتابة.
هل الكاتبة فى المجتمع الشرقى تتحمل عبأ مضاعفا بالمقارنة بالكاتب الرجل؟
نعم، وخصوصا فى البداية، ولكن مع الإصرار والعزيمة وتعدد الأعمال تختلف النظرة بشكل خاص للكتابة الجادة والمختلفة وخصوصا إذا كانت تحمل رؤية مغايرة.
لك مقولة إن "الإبداع والسياسة يتصارعان داخلك".. حدثينا عن ذلك؟
نعم، فى البداية عملت بالسياسة لفترة، ولو لم أكن مبدعة (كاتبة) كنت أصبحت سياسية، وكنت سوف أنتمى لحزب ما وأعمل فى المجال السياسى، ولكننى اخترت الإبداع وهو يحمل فى طياته موقفا سياسيا مأزوما.
هل عملك فى التربية والتعليم أضاف لك ككاتبة، وهل تكتشفين مواهبا خلال عملك؟
عملى فى التربية والتعليم استفاد بشكل كبير من كونى مثقفة، وكاتبة، أكثر فأصبحت مديرة مختلفة وغير نمطية وسباقة فى المواقف، وأقوم بدور (القائد) بشكل واع وممنهج وعلمى.
نعم أكتشف المواهب فى الأطفال من خلال ورشة تدريب الموهوبين منذ عام 2011 وإلى الآن، وقد أصدرت مجموعة قصصية على نفقتى الشخصية لطفل من المحمودية اسمه "بيشوى وليم"، وكانت فى معرض الكتاب وصادرة عن دار وعد للنشر والتوزيع، وأتمنى أن أصدر أعمالا لأطفال موهوبين كثر، ولدى ورشة "توتة" أيضا وسوف تصبح مؤسسة بإذن الله.
كيف تنظرين للتعاطى النقدى مع أعمالك، وهل أخذت حقها من النقد؟
فكرة التعاطى النقدى صعب لأن الإنتاج الأدبى أصبح أكثر غزارة عن المتابعة، وأعمالى لم تأخذ حقها من الدراسة والنقد بشكل عام، لأنه لا يوجد نقد مواكب لجميع ما ينشر، ولا توجد هناك نظرية نقدية تتابع الجديد، ولا يوجد مناخ نقدى بشكل عام، فيما عدا كتابة بعض الأصدقاء عن بعض أعمالى مثل الناقد سيد الوكيل، والدكتورة هويدا صالح وآخرين. هناك أزمة حقيقية فى النقد، وفكرة حفلات التوقيع ربما تحاول أن تقول هناك إبداع وإصدارات فانتبهوا أيها النقاد. فالكاتب يكتب وينشر على نفقته ويبحث عن النقاد ويقوم بتوزيع كتابه وعمل حفلات التوقيع.