عدت بعد يومين من محاكمة القرن , وبعد جولة الأنتخابات الأولى .
الساعة الثانية صباحا , بعد منتصف الليل .
أمامى جهاز الكمبيوتر مفتوح على جميع المواقع ( الفيس بوك , تويتر , بوتيوب ) معظم التعليقات على لا للأخوان , ولا لأعادة النظام السايق . ما اشبه اليوم بالبارحة .
ميدان التحرير يعج بالمتظاهرين غضبا من الحكم الصادر على الرئيس المخلوع ووزير داخليته , وبراءة أعوانه الستة .
من قتل المتظاهرين أذن ؟
بدأت تتسرب تصريحات بأن الحدود كانت مفتوحة أمام كتائب القسام وحماس وحزب الله , وهم الذين فتحوا السجون , وهربوا المساجين , مستغلين غياب الشرطة وحدوث الفوضى .
قلبى لا يصدق هذا !
اليوم 5يونية , يوم نكسة 67 .
نحن نعيش نكسة ثانية الآن .
وعلينا أن نصدق الحواديت , ولكنها هذه الليلة غير محكمة الصنع . فبدأ الحر يتصاعد , ولا توجد أى نسمة طرية تلطف من هذا الليل الطويل .
قررت بينى وبين نفسى لن أنزل الأنتخابات ثانية حتى لا أساهم فى أختيار من لاأحب .
لا النوم يأتى , ولا الحكايات مسلية .
وعلى الأمهات الثكلى أن يخلعن العباءات السوداء ويرتدين زى المقاتلات , أن يتشبهن بنساء الأمازون, كل منهن تقطع ثديها وتحمل الرمح مجاهدة فى سبيل الحق والحرية , ويأخذن بثأر أبنائهن .
هل سيحدث هذا ؟
لقد خلا الخيال من احتمالات الحلم , وبقيت خيوط الخديعة .
من ذا الذى قتلك ياشهيد ؟
من ذا الذى جعل امك تصرخ حزنا والما عليك ؟
من ذا الذى ثقب كبدها ثقبا كبيرا .