الأحد، 28 يناير 2018

مقالة

مسه , وأكمل هذه الحداثة حفيده أسماعيل باشا ,وكانت هذه الطبقة الجديدة التى بها (أطاعيين , كبار التجار , الطبقة الأرستقراطية التى تكونت , بالأضافة !لى الأجانب المقيمين فى مصر )

وكان أهتمام هذه الطبقة بالتعليم والفنون والأدب والمسرح والسينما والموسيقى والبالية وما !لى ذلك من فنون متنوعة .

وكذلك تكونت أخلاق أرستقراطية تحاكى الأجانب أو التربية الراقية لبنات العائلات فى ذلك الوقت .
كل هذا يحدث والمجتمع يتطور وأبناء الشعب المصرى ( الفلاحين ) يعيشون على الهامش أو هامش الهامش , وكانت لهم ثقفاتهم الخاصة بهم فى ذلك الوقت وهى ( الثقافة الشعبية بكل أوانها من ( حكايات , أغانى , مواويل , عادات وتقاليد )
فأصبح هناك ثقفاتان , طريقتان فى التفكير ,بمعنى أنه هناك نهر ثقافى يجرى مثل النيل منذ ألاف السنين , حقيقى الثقافة الشعبية تتطور وتدخل عليها مستحدثات جديدة من الواقع حتى هناك مفردات تدخل ضمن اللغة العامية أيضا , ومن خلال الأحتلال الذى مر على مصر منذ عصور طويلة و!لى الآن ( بتحفظ ) تداخلت ثقافات عديدة ومتنوعة لإاصبح هناك تعدد وديمقراطية حقيقية ظهرت ذروتها فى فترة الأربعينيات ( هناك نشاط حزبى حقيقى متمثلا فى حزب الوفد , هناك ثقافة ووعى لدى المثقفين والفنانين , توارد بعض الأدباء والفنانين من الدول العربية خاصة بلاد الشام .

وتطور هذا الحراك مع ثورة يوليو والحلم والأحباطات والطموحات التى قتلت على يد العسكر وهزيمة 67 .
فر من فر وسجن من سجن ومات من مات .

وجاء حرب أكتوبر وتبعة الأنفتاح 77
وظهرت طبقة جديدة ومختلفة تماما ( طبقة الطفيلين والنيو ريتش الجدد )
فكان لا بد من تصدير ثقافتهم للناس وخير دليل على ذلك ظهور أغانى مختلفة عن السائد فى ذلك الوقت ( عدوية على سبيل المثال )

ثم تبعتها السينما وجرت فى ذليلها الأدب ( بتحفظ )
وعاد من سافروا !لى الخليج بعد غياب سنوات طويلة .
ولابد من تصدير ثقافتهم أيضا التى تكونت فى الغربة ( خاصة الفكر الوهابى )
فبدأ المجتمع يغير من منظومة قيمه أيضا وعاداته وتقاليده على سبيل المثال أنتشار ظاهرة العقيقة بدلا من السبوع .
نماء الجماعات الأسلامية وتطورها عما سبق وأصبحت الآن تملك الشارع بسبب الخدمات والمساعدات التى تقدمها للناس البسطاء والأيتام .
فأصبح ولاء الجماعة الشعبية الفقيرة لهم وللأفكارهم .

أنهيار الطبقة المتوسطة

كانت الطبقة المتوسطة والتى حافظت على قيم وأخلاق الشعب لمدة طويلة وهى البوابة الكبرى فى المجتمع لكل شئ ( التعليم , الدين , الأخلاق , الثقافة ..الخ)
مع التضخم , والأقتصاد المفتوح هى لا تملك سوى الراتب الذى كانت تتقضاه من العمل الذى تقوم به ( الوظائف )
وكان هذا العمل يكفل لها الستر والعيشة على الحافة العليا .
وكان الأمل لدى هذه الطبقة هو تفوق أبنائها فى التعليم للصعود الأجتماعى ( طبيب , مهندس ..الخ )


ولكن مع الهزة الأقتصادية العنيفة ( سقط جزء كبير من هذه الطبقة وخصوصا بعد رفع يد الدولة عن التعيين )
فأصبح هناك شرائح متعددة داخل الطبقة الشعبية ولكنها لا تنتمى لهم بشكل كلى .

فيلم بنتين من مصر
يوضح الأنهيار التام والنهائى لأبناء هذه الطبقة .
بنتين متعلمات تعليم جامعى , شريفات بمعنى المفهوم القديم للشرف ( العفة الكلاسيكية )
طبيبة , وأمينة مكتبة ( بنات عم ) يساهمنا فى مصروف البيت ويحلمن بالعريس المناسب .
ولكن بلغن الثلاثين ولم يأتى أبن الحلال ( المناسب )

ورغم الأنهيار لا يفرطن فى القيم والأخلاق
ولكن يبدأ التنازل درجة درجة فى شروط العريس .

وطبعا السيخ ضارب الجميع شباب وبنات , لا ياتى العريس .
الأولى تلجأ للشات مع صديق ( لا منتمى لهذا العالم )
والثانية تصاب بمرض فى الرحم ولابد من شيله .

الأنوثة تموت بداخل كل منهن وتلجأ الثانية للطب النفسى .

ماذا بعد كل هذه الأنهيارات الكبرى تبقى لهذه الجماعة كى تتمسك ب( ....) 

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون