الخميس، 7 ديسمبر 2017

. هويدا صالح تكتب لمصر المحروسة : الكاتبة صفاء عبد المنعم مثقفة بدرجة مقاتل

القاهرة 04 ديسمبر 2017 الساعة 06:43 م

د. هويدا صالح 



نتيجة بحث الصور عن صفاء عبد المنعم
صفاء عبد المنعم، كاتبة متعددة العطاءات الأدبية والثقافية، بدأت ككاتبة قصة، منذ أن نشرت مجموعتها الأولى" تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية" وحتى أحدث رواياتها "امرأة الريح". واصلت العطاءات وما بين القصة القصيرة والرواية يتشكل مشروعها السردي الممتد لخمسة عشر عملا سرديا بجانب كتب الثقافة الشعبية وكتب الأطفال.
عرفت صفاء عبد المنعم منذ أن قرأت لها مجموعتيها القصصيتين " بنات في بنات " و" أشياء صغيرة وأليفة" واستمرت علاقتنا الأدبية حتى تحولت إلى علاقة إنسانية حينما قررنا نحن مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي أن نُكوّن جماعة فكرية، تعنى بالشأن الثقافي العربي، وتناقش قضايا فلفسية وفكرية ونقدية وأدبية، وتشتغل بطريقة "العصف الذهني"، وتعنى بطرح الأسئلة التي تشغل العقل العربي، وتُسَاءِل الثقافة العربية، وتسعى لتربية عقول نقدية لا تقبل بالإجابات التقليدية الجاهزة.
وكانت هذه المجموعة تتكون من الروائي والناقد سيد الوكيل، والشاعر والباحث الراحل محمد أبو المجد، والشاعرين عاطف عبد العزيز وعماد غزالي، والباحثين في الثقافة الشعبية حمدي سليمان وفؤاد مرسي، وأخيرا، أنا والكاتبة صفاء عبد المنعم. استمرت اللقاءات وقتا طويلا، ولكن كعادة كل الأشياء في ثقافتنا العربية لم نكمل مشروعنا، لكن نتج عن هذه اللقاءات الفكرية حدثان من أهم الأحداث الثقافية التي أعتز بها في حياتي: أولا فكرنا في عقد ملتقى أهلي تطوعي يذهب فيه بعض المثقفين على نفقتهم الخاصة، وبعيدا عن كل مؤسسات الدولة، إلى العريش، لنسمع لأدباء العريش وشمال سيناء ونناقش قضاياهم الشائكة حول الأدب والهوية وعلاقتهم المتلبسة بالدولة المصرية. وقد تحمس لهذا المشروع الثقافي كل من : سيد الوكيل ومحمد أبو المجد وصفاء عبد المنعم وأنا ، وشاركنا أدباء من محافظات خارج القاهرة، حيث ذهب معنا سمير الفيل من دمياط، وحسين القباحي من الأقصر، ومنى الشيمي من قنا، وجمال عدوي من سوهاج ، وكان الشرط الواضح للجميع، سوف نذهب على حسابنا الشخصي، ولن نشرب حتى كوب شاي على حساب أحد، ونتشارك جميعا في تكاليف المواصلات والطعام والشراب والسكن. 
ظللنا لسنتين متتاليتين نقوم بهذا الملتقى" ملتقى العريش الأدبي"، بل جاء إلينا من بلدان عربية مختلفة من شاركنا في هذا الملتقى مثل: الشاعرة الفلسطينية عايدة النوباني التي قدمت من الإمارات، والباحث الفلسطيني الراحل زكي العيلة الذي حاول أن يأتي إلينا من الضفة الغربية، لكن سلطات الاحتلال الصهيوني منعته، فقرأ ورقة عمله نيابة عنه زوج ابنته الذي كان في مصر في هذا التوقيت.
أما الحدث الثاني المهم الذي قربني أكثر من صفاء عبد المنعم هو الاشتراك أنا وهي والكاتبة سمية رمضان في مشروع إعادة قراءة الأدب المصري القديم من وجهة نظر النقد الثقافي؛ لنعيد اكتشاف أنفسنا عبر اكتشاف طرق تفكير المصريين القدماء التي تجلت في الشعر والنثر والأمثال والحكم، وعبر اكتشاف الحياة الاجتماعية في مصر القديمة. وأنجزنا بالفعل جزئين من هذه السلسلة، ولكن توقف المشروع لظروف تعود للناشر في دار إلياس للنشر.
ومن هذين الحدثين ومن تشاركنا الدراسة في أكاديمية الفنون بدأت العلاقة الشخصية مع صفاء عبد المنعم، حيث رأيت فيها مثقفة واعية بقضايا وطنها، مهمومة بطرح أسئلته والرغبة في الوصول به إلى نهضة تنموية مستدامة ترى في الثقافة عمودا مهما من أعمدة النهضة الفكرية والتوعوية.
صفاء عبد المنعم مثالا حقيقيا للمرأة المصرية بكل قوتها وشجاعتها ووعيها، توفى عنها الشاعر الكبير مجدي الجابري وترك لها بنتين صغيرتين، هما هاميس مجدي الجابري ومي مجدي الجابري. كافحت صفاء عبد المنعم، حتى تصل بصغيرتيها إلى أعلى مستويات التعليم الجامعي، وكذلك تنمي هوياتهما الفنية وخاصة المسرحية. 
وقفت صفاء عبد المنعم الأرملة الوحيدة في مواجهة الحياة، ولم يعطل هذا مشروعها الإبداعي، فواصلت الكتابة لتقدم للمكتبة العربية عشرات من القصص والروايات وكتب الأطفال وكتب البحث في التراث الشعبي.
كذلك ترقت صفاء عبد المنعم في وظيفتها التي أنفقت من مرتبها على بناتها طوال هذه العقود الماضية حتى وصلت إلى مدير مدرسة، وطبقت في إدارتها للمدرسة كل ما نادت به من شعارات تحمل الكثير من الوعي والثقافة والحفاظ على الهوية المصرية.
إن صفاء عبد المنعم بعد هذا المشوار الإنساني والإبداعي المتميز ألا تستحق التقدير من الدولة بمنحها جائزة من جوائزها التقديرية؟ أم ستظل جوائز الدولة مقتصرة على التربيطات والترتيبات والمصالح التي تنتقي مبدعين دون غيرهم لتمنحهم عطاياها؟

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون