رعب
الآن أطفىء النور، وادخل حجرتى، أؤجل كل
مشاويرى، وذهابى للعمل، أشعر بهذا الرعب دائماً، كأن شيئاً يحدث خلفى، ورائى،
جوارى، أتلهف إلى رؤياك، أفتح ضلفة الدولاب، أنظر إلى ملابسك، أحدثها، وأسمع
صوتكَ.
"مطولين لى شعرى
وفارقنهولى من النص
ومعلقين لى قرن شطة.."
أعود إلى سريرى، أطفىء النور، أجلس باكية، فى
حاكايات ألف ليلة وليلة، العفريت يخطف البنت ويدفع بها إلى سرير حبيبها(هل خطفنى
عفريت وأتى بى إلى جوارك؟).أفتح النافذة على آخرها، أرى الناس فى الشارع لا
يلتفتون نحوى، ولا ينظرون إلى(الروب الأورنج) المحلى بالفرو الذى أرسلته إلىَ. ولا
إلى البطاطين التفاحة التى أرسلتها (من السعودية) والتى أرصها كل يوم فى الشمس
أمام الجيران .
الناس أصبحت لا تدرى بأحد ولا يهمها ما يحدث،
فهل عندكَ كذلك؟
أنبوبة الغاز أنتهت أمس، أرسلت فى طلب أخرى،
أعجب الولد بالبوتجاز ست شعل، والفرن الذى يسع خروفاً، والبطاطين التى من
السعودية، والروب الورنج، وفرح أكثر عندما أعطيته ما طلب.
أرتديت ملابسى الجديدة، وأخذت أجول فى
الشارع، دون هدف، دون الذهاب إلى مكان محدد، وعندما أنهكنى التعب، جلست فى حديقة
عامة، تصور لم يلتفت إلى أحد، ولم يقترب من أحد، رغم تطفل الشباب والمراهقين، أجلس
بمفردى، أرتدى ملابس أنيقة، لكن بمفردى، كأنى لم أوجد، شعرت بالجوع، أخذت أتمرن
على رؤية المحلات(تيك أوى، كنتاكى، ومبى، ماكدونالدز، بيتزاهت....) وماتعرضه، لم
يعجبنى شيئاً أطلاقاً من هذه المستحدثات، ذهبت إلى الملابس، اشتريت منها كثيراً
كثيراً، تصور غيرت عفش الشقة ثلاث مرات، اشتريت أحدث الأجهزة الكهربائية(ثلاجو
كريازى، تليفزيون سونى، بوتجاز 6 شعل، كاسيت ضابل) ومع ذلك لم أشعر ببهجة القتناء.
عرفت من الإعلانات أنه يوجد أحدث من هذا كله،
وافكر فى تغيره، خاصة أن الفيديو والدش، لم يقضيا على اضطرابى ووحدتى.
غيرت لون الحجرات مايقرب من المرتين، أفرغت
انبوبة البوتجاز يومياً، ومع ذلك أفتقدكَ.
ديسمبر 1995
****************************