السبت، 25 أبريل 2015

قصة قصيرة

في المرة القادمة .. قصة صفاء عبد المنعم

سبت, 2013/02/02 - 5:12مساء
كل يوم، أنظر !لى وجهى فى المرآه . مازال صافيا، لكن أصابه الأرق .
أدخل ..
أفتح نافذة الحجرة، أطل على الباعة الجائلين، ينصرفون مهزومين، لأنه لا أحد يريد الشراء .
أنادى .
صوتى يذهب أدراج الريا. أردد فى داخلى، فى المرة القادمة، سوف ارفع صوتى لبعد حدود، لعل الكون يسمعنى .. وتحط الطيور على نافذتى و فأخذها بين احضانى، وأمرر يداى على ريشها الناعم، وربما تنبت لى أجنحة كثيرة فأطير مع الطائرين، وأحلق مع المحلقين .
ولكن أعود !
أعود .
أنظر فى المرآه ثانية . أرى قطارا بازغا من رأسى، وامرأة ممددة فى عربة الحريم، تمد ساقيها المتعبتين، المهروستين . يأتى شاب، طويل، نحيل يشبه القديسين، يجلس أمامها، أقصد جوارها .
العربات الأخرى خانقة، وهنا ربما أستريح .
أدارت المرأة راسها جهة اليمين و حيث البيوت والأعمدة تتوارى . ونظر هو جهة اليسار حيث المداخن والمصانع والأتربة . تنزوى هى أكثر وتلتصق بزجاج النافذة . ينتبه ببطء !لى نشيجها المتقطع . فيقول لها كلاما صافيا، يهز وتر القلب . ولكنها لا تسمعه، فهى لاهية بالنظر والصمت والدموع .
المرأة الجالسة ألقت بجعبتها خارج القطار، وركبت دون أن تحمل معها أى صفات للمراة السابقة .
وهو عندما رأها قرر أن يلقى بجعبته أسفل المقعد . حدثها، ناداها : أمى لماذا أنت صامتة ؟
تستدير له بعينين صافيتين . يرى وجها صغيرا لطفلة، ربما تكون فى التاسعة عشرة، أو الرابعة عشرة، فى السن الذى كان يعشق مداعبته .
قال لها : أسف . ولكن لماذا وجهك حزين هكذا ؟
قالت : تعودت على السفر، فصرت رهينة القطارات والليل .
- لماذا ؟
- لأنه الحلم !
قرر الرجل الجالس جوارها، أن يمد يده ويحتضنها، ولكنه قال فى نفسه : ربما تظننى متطفلا، ولكن فى المرة القادمة سوف أمد يدى وأمسح دموعها، وامد ذراعى، تريح عليه راسها، واعطيها قلبى رغيفا طازجا .
قالت هى فى نفسها : سوف أمد يدى ألتقط حبات العرق، وامد ذراعى واحتضن خصره، واجعل قلبى مهدا له
لكن توقف القطار . ونزلت المرأة ونزل الرجل . ونسيا ان يقول كل منهما ما بداخله للآخر وماذا يريد .
وعادت هى إلى مرآتها تنظر الى وجهها، وتردد فى المرة القادمة عندما ألقاه سوف أخذه .
وكذلك هو . أدار المفتاح فى بابه ودخل وقال : فى المرة القادمة عندما أراها سوف أأخذها وأأخذ قلبها .
وقابلها .
وقابلته .
وتركها .
وتركته .
وقالت : كيف أسلم له . هذا الساحر الذى مسنى بسحره .
فصار جسدى جحيما، أغوانى بشياطينه وجنياته اللاتى يخبئهن فى صدره .
وكلما أقتربت منهن نهرنى بشدة، وأبعدنى الى آخر حدود المعرفة .
وقال لى : يكفيك أن ترى، ولكن لا تلمسنى ما ترينه .
فى المرة القادمة، سادعوه الى العشاء فى مطعم فخم، واصر على دفع الحساب ليشعر بالمهانة والغصة .
عندما رآها، فتح يديه، ولمس بفمه اطراف اصابعها، فسحبها، واجلسها الى جواره على الرصيف، واشار الى المارة،.
وأخذت تبحث بداخلها عن معنى مختلف . قالت : أذا تركتنى، سأجعلك تندم .
تبسم وجذب يديها اليه وقال : لن أتركك حتى أراك صامتة الى الأبد .
وفى هذه الليلة هبت نسمات باردة، جعلت اطرافها تتجمد حتى الصقيع .
ذهبت الى بيتها، وفتحت النافذة على آخرها، ودخلت الريح .
وظلت تطل عليه وهو يعبر الشارع منفردا، ويعزف لحنا بصفيره الذى جعل الريح تهب حوله، وابتعد مختفيا فى شفافية مذهلة .
قالت فى نفسها : هذا الجنى يريد أن يرهبنى بخوارقه وهو لم يعرف بعد خوارق المراة اذا هبت.
خرجت وراءه تتبعه وهى تجمع الريح من حوله، فصار روحا منفلته منها .
عادت وفتحت الباب، واغلقته بعنف، وقالت : والله فى المرة القادمة لأسحرنه، سأجعله ضفدعا يقفز، أو ربما اميته، اهرسه .
أتى اليها من ثقب الباب ودخل .
فتحولت سمكة طازجة . اخذها وتلذذ بها، ثم تجشا و واخرجها محارة، وتركها منزوية على نفسها فى ركن الحجرة و وخرج .
قالت ك هو مارد، أو ربما يكون عفريتا من الجن، فى اصابعه لذة مفرطة تجعلنى محارة رطبة أذن سوف استعين بقوة ذاكرتى، واستعيد داخلى كل المهات السابقات .
ورحلت تبحث عنه .
وجدته واقفا على طرف نهر صغير، يمد شباكه ويلقيها .
نزلت بهدوء، والقت بنفسها داخل الشبكة، سحبها متباطئا، خرجت سمكة متوحشة، خاف منها وتركها .
وعاد الى ثلجه، الى برودته، ولكنها صارت وراءه تتبعه لتهرس قلبه .
كان نائما ممددا فى استرخاء . ميتا .
جمعت شجاعتها و ولمسته فى شفتيه، وصبت توحشها داخله .
صحا من نومه رأى امرأة جميلة نائمة، ذهبت القشور عنها وذيلها اختفى .
قال فى نفسه : فى المرة القادمة لن أخدعها، وضمها لصدره .
ولكن عندما استيقظت، كانت الشمس قد اذابت الكوخ، وجف حلقها، فزحفت الى الماء ثانية، وتركته يعطش وحده .
وقالت فى المرة القادمة سوف اذيب هذا الجليد الذى بداخله، وارويه، أرويه الى أن تشبع الصحراء التى بداخله، وتنبت الأشجار و وتزهر الورود ز
ولكن أنا محتاجة لآن اثق فى نفسى أكثر من هذا، ولذا فى المرة القادمة سوف أمد يدى الى قلبه وانزعه بقوة أرادتى .
وعندما آتى . وضعت المرأة يدها على صدره وقالت ك يارب بقوة الحب اعنى على نزع قلبه وزرع قلبى مكانه .
وهى تفعل ذلك . مد يده على يدها وقال : يارب اعنها على نزع قلبى وزرع قلبها .
وبعدها خرج .
قالت المرأة صارخة : أن الشيطان يقف أمامي، لذا سوف اهزمه، وفى المرة القادمة سوف اهزمه، واحضر سكينا وانزع بها صخرة قلبه .
وجد أنه صار يشعر بمشاعر جديدة و يحن الى جسد تركه وحيدا فى غرفته .
فعاد مسرعا كى يرد قلبه .
ولكن كانت المرأة تختفى وراء الباب، وبيدها السكينة و وعندما راته عاجلته بطعنة .
أخرجت قلبه .
فأخذته سريعا ساخنا ووضعته فى جسدها، فصارت حزينة أبدية لنها رجعت الى توحشها وسقط على الرض جثة وقلبه ينبض جواره .
بكى الرجل وقال : ليتنى اعطيتها قلبى من قبل .
وبكت المرأة وقالت : ليتنى ما قتلته، ربما كان يحبنى فى المرة القادمة .
وهكذا عادت المرأة من القطار، ودخلت البيت، ونظرت الى المرآه فلم تجد وجهها .
هذا المو

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون