رواية تتخذ من الحس المرهف والإنسانى العميق
أسلوبا لأقتحام العالم المحيط بنا ، وخاصة عالم المرأة النفسى ( المبدعة ) نعمات
البحيرى الشخصية الحقيقية داخل النص السردى ، قد يعتقد القارىء أن هذه الرواية
كتابة ذاتية ، تسرد تجربة شخصية مرت بها الكاتبة ، ولكن من خلال القراءة المتعمقة
للعمل ، يكتشف أن الحياة حافلة بالوحدة والمفاجأت المؤلمة ، وتنمو الأحداث فى بيئة
ثقافية وفنية ، وتعدد الشخصيات النسائية داخل العمل يعطى توحدا ما مع ألم الأخرين
، فليست نعمات وحدها هى التى تتألم فقط ، ولكن هناك ( ليدية وحنين) كذلك حتى لو
كان الألم مختلف ، ولكن الفقد والوحدة متشابهان ، والتوحد فى الغناء على أغنية أم
كلثـــوم
(
لسه فاكر ) يعطى درجة من درجات البوح الجماعى ، البوح النسوى والذى يتجلى فى لحظات
قليلة وعابرة ، فى موت ( حنين) نلاحظ توحد الكاتبة مع ليدية لمواجهة الفقد ،
ونكتشف داخل العمل أن هناك ( صورة حلوة وصورة مرة ) وكأنها لحظات خاطفة أو ومضات
تأتى على الذاكرة وتزول بزوال اللحظة .
إن
رواية ( بيت فنانة) عملا ينطلق من الذاتى إلى العام ، ومن ذاكرة الحكى عند المبدعة
إلى عالم أوسع وأعمق هو الفضاء الكونى للإنسانية المجروحة بالصمت والوحدة .