الخميس، 12 مارس 2015

حوار




س / كمبدع هل تحمل أعمالك هموم الوطن ؟
ج   /  لا يوجد مبدع أى أن كان ، أعماله لا تحمل هموم الوطن ، ولكن طريقة الكتابة عن تلك الهموم هى التى تختلف .
فالمبدع لا يكتب مقال سياسى ، ولكن يمكنه أن يضمن عمله موقفا سياسيا ، أو يكتب عن حقبة تاريخيه بما لها وما عليها .
نعم ، أعمالى تحمل داخلها هموم الوطن ، حتى لو لم تكن بشكل صريح وواضح ، لكنها تكوم موجودة ضمنيا داخل النص ، بمعنى أنا أكتب عن المهمشين فى المجتمع ، ومشكلاتهم النفسية والأقتصادية ، حتى الهموم السياسية تتضمن داخل أعمالى ، عندما أكتب عن البسطاء والمهمشين فى رواية من حلاوة الروح ، وعن التسحر المشاعرى ، والإبتلاء الوهابى الذى هجم بشراسة على الثقافة المصرية ، فأصبحت الثقافة البدوية الصحراوية تزيح الثقافة الزراعية التى تكونت عبر ألاف السنين فى رواية ريح السّموم ، وغيرها من الروايات .
س / الرواية أخذت موقعا متقدما على مستوى الأدب العربى والعالمى ما السبب ؟
ج  / الرواية أخذت هذه المكانة رغم عمرها التاريخى القريب ، لأنها هى الأكثر ملائمة لهذا العصر ، ولأنها تفتح الأفق الرحب أمام المبدع لكى يصنع عالما موازيا للعالم الواقعى ، ويمكن الأنتاج داخلها بشكل غير مستقر وثابت ، لأنها هى فى حالة تجدد دائم ، أنظر إلى بداية ظهور الرواية ، وانظر إليها الآن تجدها أختلفت كثيرا عما كتبه شارلز دكينز أو بلزاك أو أميل زولا ونجيب محفوظ أو على أحمد بكثير وجرجى زيدان وغيرهم من كتاب الرواية الأوائل فى الغرب وفى الوطن العربى والعالم بكل لغاته .
الرواية الآن فى حالة تجدد دائم ومستمر ، وهى تتيح مساحة هائلة من التعبير عن المشاعر والهزائم والأحلام ، وتسافر عبر الزمن قديما ومستقبلا ، إنها المركبة الفضائية التى تجعلك نطوف فى كل الأماكن وكل الأوقات مهما كانت المعوقات الموجودة ، والتقدم العلمى ساهم بجزء كبير فى تطور الرواية أيضا .
س / فى زمن لا يوجد إقبال على القراءة ماذا يقدم المبدع لجذب القارىء وتوعيته ؟
ج  / لكل مبدع قارئه الذى يلتقى معه .
ولكل نص قارىء محدد يبحث عنه طوال الوقت .
وبرغم ندرة القراء فى عصر السموات المفتوحة إلا أنه مازال للكتاب جمهور عاشق ، وللرواية محبيها ، ولكل كاتب أسلوب خاص به يشد عن طريقه القارىء ، والكاتب المجدد دائما فى حالة عدم استقرار ورضا عما ينتج ، فهو دائما فى حالة بحث عن الأفضل لكى يقدمه للجمهور .
س / هل الشللية والمحسوبية لها دور فى انتشار بعض الأعمال وذيوع أصحابها ؟
ج  / نعم .
الشللية تظلم المبدع الجيد ، الذى لا يهمه الشهرة بقدر مايهمه أنتاج نص فريد وجيد .
والشللية مرض قاتل لأنها تعمل بألية المصالح والمجاملات ومذهب شيلنى واشيلك ، ويابخت من نفع واستنفع تهدر حق كثيرين لصالح قلة تدير العملية الثقافية ، والعملة الرديئة تسود فى فترة ولكنها لا تستمر كثيرا .
س / كيف يفرض الإبداع الراقى نفسه ؟
ج   / يفرض الإبداع الجيد نفسه على المدى البعيد ، عندما تسقط كل الأقنعة الزائفة ، وينتهى الضجيج حول عمل أو مبدع أو يزول من يروج له يزول العمل بالتبعية أيضا ، ولكن يمكن أن يأتى هذا التقدير بعد وفاة المبدع للأسف .
س / هل اثرت دور النشر فى إثراء الإبداع أم العكس ؟
ج  / هى أثرت بشكل إجابى أن أفسحت المجال لبعض الكتاب الذين كانوا ينتظرون سنوات طويلة إلى أن ينشر لهم كتابا ، فالآن يمكن لأى مبدع نشر عمله بعد الأنتهاء منه .
وهناك دور نشر خاصة أفسدت الإبداع بنشرها لأعمال رديئى لمجرد أن صاحبها دفع ثمن التكلفة أو المبلغ المطلوب ، ولكن ماينقص دور النشر الخاصة هو التوزيع الجيد وزيادة أعداد النسخ المطبوعة خصوصا وأن المبدع مساهم فى دفع ثمن تكلفة الكتاب .
س /غياب دور الدولة أو توجيهه ما رأيك كيف نعالج ذلك ؟
ج  /للأسف دعم الدولة للفن والثقافة تراجع كثيرا عن فترة الستينات مثلا .
ولكن ربما يكون ذلك قلل من نسبة تنميط المجتمع وتقليل فكرة الكل فى واحد ، واوسع نسبة وجود أختلاف بين فى الأفكار . وذلك يحل عن طريق وضع خطط جيدة لأرساء فكرة التنوع والتعدد والأختلاف، يقلل مساحة العنف ، وتقبل الآخر عن طريق الحوار .
س / الثقافة العالمية تؤثر فى الحياة الأدبية  كيف يتضح ذلك على الرواية ؟
ج  / الثقافة العالمية كثيرا ما تضع يدنا على مواطن الجرح النازف فى الروح ، فنكتشف أن بيننا وبينهم مسافات كبيرة خصوصا فى الأزدهار العلمى الذى تقوم عليه الحضارة ، لدينا مبدعين كثيرين جيدين ، ولكن آلية الترجمة من وإلى اللغات الأخرى .
ويؤثر فى قراءة المناهج الأدبية الحديثة والفلسفات المختلفة أيضا .
س / ما التقنيات التى يستخدمها المبدع فى الرواية الحديثة وأخص الحدثيين منهم لمواكبة الرواية العربية للأدب العالمى ؟
ج  / الرواية الحديثة الآن تستفيد من جميع تقنيات الفنون ( شعر – قصة – سينما – فن تشكيلى ..) مما يجعلها فى حالة تجدد دائم ومرونة للأستيعاب المستحدثات والآن يوجد الرواية الرقمية وهى منتشرة فى العالم .
هناك شعراء اصبحوا يكتبون الرواية .. وزعماء ومصلحين وتربوين وغيرهم .
س / مشاركتك فى ملتقى الرواية المزمع عقده فى القاهرة ماذا تمثل لك ؟
ج  / يمثل لى صك أعتراف من المؤسسة التى رفض شكل إبداعى فى يوم من الأيام ولزمن طويل ، اعتراف متأخر بأننى مبدعة لا أقل عمن روجت لهم فى يوم من الأيام وحرمتنا من متعة المشاركة والتفاعل .
س / الملتقيات ما أثرها على الحركة الروائية والأدبية محليا وعالميا ؟
ج  / تساعد على توسيع رقعة القراءة وعدد القراء وتبادل الخبرات الحياتية والإبداعية والتعرف على ثقافة الآخر .

                                           صفاء عبد المنعم

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون