قصة أطفال
أجاز نصف العام
عندما وقفت معلمة الرسم بين تلاميذ الصف السادس فى بداية الترم الثانى ،
قالت لهم : أعرف أنكم جميعا تحبون اللعب ،ولعبتم كثيرا فى أجازة نصف العام ، هيا
بنا نحكى عن أفضل الألعاب ؟!
قال هشام : نعم أنا أحب ألعاب البلاى أستيشن
.
وقالت رؤى : وأنا أحب اللعب مع أختى الصغيرة
تقى ، واساعد أمى فى ترتيب البيت .
قالت المعلمة : جميل ، اللعب مفيد فهو لا
يضيع الوقت ولكن يمكن أستثماره بشكل جيد ، ومساعدة الأم شىء رائع يارؤى .
قال حسام وهو يمسك لوحة كبيرة فى يده : نعم
أنا أحب استثمار الوقت فى شىء جميل ، فأنا أحب الرسم ، وقد رسمت هذه اللوحة فى
عطلة نصف العام .
أخذت المعلمة اللوحة وتأملتها كثيرا ، فرأت
حسام وقد رسم بيتا كبيرا وإلى جواره حديقة كبيرة والأطفال يلعبون فيها .
قالت المعلمة : جميل ياحسام هذا الرسم ،
والألوان كذلك مبهجة ، والبيت جميل ، إن خيالك واسع وكبير ، وسوف أخذ هذه اللوحة
الجميلة ، وأعلقها فى حجرة الرسم ، وربما تدخل بها مسابقة الرسم القادمة عندما
يعلن عنها أو فى معرض الأنشطة بالمدرسة .
ثم قالت دينا : وأنا أحب القراءة ، وقد قرأت
فى أجازة نصف العام قصصا كثيرة ، وتعلمت منها الكثير والكثير ، تعلمت حب العطاء
ومساعدة الآخرين .
قالت المعلمة : جميل ، جميل ، القراءة تفتح
لنا الأبواب السحرية فى الخيال ، وربما تصبح دينا كاتبة قصص فى يوم من الأيام .
قالت شهد والتى كانت تجلس صامتة طوال الوقت :
وأنا أحب أشغال الأبرة ، وقد صنعت بعض المفارش الصغيرة ، وهذا مفرش هدية منى ،
وقدمت شهد المفرش الصغير للمعلمة ، وكانت ألوانه المتداخلة فى بعضها مزيج بين
الأبيض والأخضر والأحمر مبهجة وجميلة .
قالت المعلمة : رائع أن الذوق الرفيع يربى
الأحساس بالجمال ، سوف اضعه فى معرض الأشغال اليدوية بالمدرسة .
رفعت فرح يدها والتى كانت مشغولة طوال الوقت
بالنظر إلى العصافير التى تزقزق فوق الشجرة بجوار الشباك الذى تجلس بجواره .
قالت فرح : أما انا فأحب سماع الموسيقى
والغناء ، وقد وعدتنى أمى فى نهاية العام ، أن تشترك لى فى قسم الدراسات الحرة
بكلية التربية الموسيقية أو بمعهد الموسيقى العربية أو دار الأوبرا .
قالت المعلمة وهى تصفق بيديها لفرح : برافو ،
برافو يافرح ، أنا فخورة بكم جميعا لأنكم تحبون الأشياء الرائعة والهوايات الجميلة
التى تريح النفس وتربى الذوق الرفيع والحس بالجمال ، وهناك قصور ثقافة متخصصة
للطفل ، مثل قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى ، وقصر الإبداع بالحى السابع فى مدينة 6
أكتوبر ، وغيرها من القصور المنتشرة فى جميع المحافظات ، وربما فى يوم ما نسمع عن
فنان كبير ويكون من بينكم ، فالهواية لكى تنمو وتكبر لابد من الدراسة كى تثقل
الموهبة بشكل جيد ووعى .
رفعت جنى يدها وقالت : وانا أحب صناعة
العرائس ، وأجيد تحريكها ، وتقليد الأصوات أيضا ، ثم مدت يدها بعروسة جميلة ،
وقالت لقد صنعت هذه العروسة بطريقة سهلة وبسيطة ومن خامات البيئة ، أو بعض
المخلفات التى توجد فى البيت ، وعندى نماذج كثيرة صنعتها فى أجازة نصف العام ،
وشرحت للتلاميذ كيف صنعت العروسة ، قالت : أحضرت زجاجة مياة معدنية فارغة ، وشراب
قديم ، وبعض الأشرطة الملونة ، وكسوت الزجاجة بالقماش ، وألبستها الشراب الملون ،
وصنعت لها عينين عبارة عن زرارين كبيرين ، وفم بقطعة من البلاستيك الأحمر وثبت
جميع الأشياء بالشمع .
ضحكت المعلمة وهى سعيدة وسط دهشة التلاميذ
بالعروسة التى صنعتها جنى ، وقالت المعلمة : الله ياجنى عروسة جميلة ، وفكرة مدهشة
وبسيطة ، ويمكننا عمل المزيد منها ، ونقوم بعمل مسرح للعرائس بهذه الأشكال الجميلة
.
وقبل أن يدق جرس أنتهاء الحصة ، أتفقت
المعلمة مع التلاميذ بعمل مسرح للعرائس بالأشتراك مع مسؤل المسرح المدرسى ومدرس
اللغة العربية .
وفى اليوم المحدد للنشاط بالمدرسة ، وفى حضور
مدير الإدراة التعليمية ، ولجنة تقيم الأنشطة ، قدم التلاميذ عرضا مسرحيا رائعا ،
ونالت المدرسة جائزة أحسن نشاط مدرسى ، واحسن معرض ، وقامت مديرة المدرسة بأعطاء
جميع التلاميذ المشاركين فى المعرض شهادات تقدير ، وبعض الجوائز العينية عبارة عن
مجموعة قصص ومجلات وعلب ألوان ، وفرح جميع التلاميذ والمعلمين بالهدايا وشهادات
التقدير .