الاثنين، 16 مارس 2015

حوار

صفاء عبدالمنعم: مشاركتي بملتقى الرواية 'صك اعتراف'
 
الكاتبة المصرية تؤكد أن هموم المواطن والوطن ذاته هي هموم المبدع، وهو ما ينعكس في كل أعمالها الروائية والقصصية وما تكتبه للطفل أيضًا.
 
ميدل ايست أونلاين
حوار: خالد عبدالمحسن
سيدة المكان
قالت الروائية صفاء عبدالمنعم إن دعوتها للمشاركة في ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، مثلت صك اعتراف من المؤسسة التي رفضت شكل إبداعها في يوم من الأيام ولزمن طويل.
أضافت الكاتبة التي تشارك في الدورة السادسة من ملتقى الرواية المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، هذا اعتراف متأخر بأنني مبدعة لا أقل عمن روجت الوزارة لهم في يوم من الأيام، وحرمتني من متعة المشاركة والتفاعل الإبداعي والتعرف على ثقافة الآخر.
وأكدت عبدالمنعم أنها تعتبر هموم المواطن والوطن ذاته هي هموم المبدع، وهو ما ينعكس في كل أعمالها الروائية والقصصية منها، وما تكتبه للطفل أيضًا، فهي بالأساس تعكس حال البشر أنفسهم.
وتوضح: لايوجد مبدع أيا من كان، أعماله لا تحمل هموم الوطن، ولكن طريقة الكتابة عن تلك الهموم هي التي تختلف، فالمبدع لا يكتب مقالا سياسيا، ولكن يمكنه أن يضمن عمله موقفًا سياسيًا، أو يكتب عن حقبة تاريخية بما لها وما عليها، وأعمالي تحمل داخلها هموم الوطن، حتى لو لم تكن بشكل صريح وواضح، لكنها تكون موجودة ضمنيا داخل النص.
جاء مشروع "عبدالمنعم الروائي" تعبيرًا عن المهمشين في المجتمع، ومشكلاتهم النفسية والاقتصادية، حتى الهموم السياسية، وتقول: عندما أكتب، أكتب عن البسطاء والمهمشين مثلما جاء في رواية "من حلاوة الروح"، وعن التصحر المشاعري، والابتلاء الوهابي الذي هجم بشراسة على الثقافة المصرية، فأصبحت الثقافة البدوية الصحراوية تزيح الثقافة الزراعية التي تكونت عبر آلاف السنين في رواية "ريح السّموم"، وغيرها من الروايات.
وتضيف صاحبة رواية "من حلاوة الروح": أن الرواية أخذت هذه المكانة رغم عمرها التاريخي القريب، لأنها هي الأكثر ملاءمة لهذا العصر، ولأنها تفتح الأفق الرحب أمام المبدع لكي يصنع عالما موازيا للعالم الواقعي، ويمكن الإنتاج داخلها بشكل غير مستقر وثابت، لأنها هي في حالة تجدد دائم، أنظر إلى بداية ظهور الرواية، وانظر إليها الآن تجدها اختلفت كثيرا عما كتبه شارلز ديكنز أو بلزاك أو أميل زولا ونجيب محفوظ أو علي أحمد بكثير وجورجي زيدان وغيرهم من كتاب الرواية الأوائل في الغرب وفي الوطن العربى والعالم بكل لغاته.
الرواية الآن في حالة تجدد دائم ومستمر، وهي تتيح مساحة هائلة من التعبير عن المشاعر والهزائم والأحلام، وتسافر عبر الزمن قديما ومستقبلا، إنها المركبة الفضائية التي تجعلك تطوف في كل الأماكن وكل الأوقات مهما كانت المعوقات الموجودة، والتقدم العلمي ساهم بجزء كبير في تطور الرواية أيضا، بحسب قولها.
وتشير صفاء عبدالمنعم إلى أن لكل مبدع قارئه الذي يلتقي معه، ولكل نص قارئ محدد يبحث عنه، وبرغم ندرة القراء في عصر السموات المفتوحة إلا أنه مازال للكتاب جمهور عاشق، وللرواية محبوها، ولكل كاتب أسلوب خاص به يشد عن طريقه القارىء، والكاتب المجدد دائما في حالة عدم استقرار ورضا عما ينتج، فهو دائما في حالة بحث عن الأفضل لكي يقدمه للجمهور.
تقول صاحبة "حكايات جدتي": إن الشللية تظلم المبدع الجيد، الذي لا يهمه الشهرة بقدر ما يهمه إنتاج نص فريد وجيد. والشللية مرض قاتل لأنها تعمل بآلية المصالح والمجاملات ومذهب "شيلني واشيلك"، و"يا بخت من نفع واستنفع" تهدر حق كثيرين لصالح قلة تدير العملية الثقافية، والعملة الرديئة تسود في فترة ولكنها لا تستمر كثير. والإبداع الجيد يفرض نفسه على المدى البعيد، عندما تسقط كل الأقنعة الزائفة، وينتهي الضجيج حول عمل أو مبدع أو يزول من يروج له يزول العمل بالتبعية أيضا، ولكن يمكن أن يأتي هذا التقدير بعد وفاة المبدع للأسف.
وعن تأثير دور النشر في خدمة الإبداع ونقل الثقافة تقول صاحبة "سيدة المكان": إن دور النشر أثرت بشكل إيجابي، حيث أفسحت المجال لبعض الكتاب الذين كانوا ينتظرون سنوات طويلة إلى أن يُنشر لهم كتاب، فالآن يمكن لأي مبدع نشر عمله بعد الانتهاء منه، وهناك دور نشر خاصة أفسدت الإبداع بنشرها لأعمال ردئ لمجرد أن صاحبها دفع ثمن التكلفة أو المبلغ المطلوب، ولكن ما ينقص دور النشر الخاصة هو التوزيع الجيد وزيادة أعداد النسخ المطبوعة، خاصة أن المبدع مساهم في دفع ثمن تكلفة الكتاب.
عن غياب دور الدولة في دعم الثقافة تتعجب الروائية صفاء عبدالمنعم قائلة: للأسف دعم الدولة للفن والثقافة تراجع كثيرا عن فترة الستينيات، ولكن ربما يكون ذلك قلل من نسبة تنميط المجتمع وتقليل فكرة الكل في واحد، وزاد نسبة وجود اختلاف بين في الأفكار، وذلك يحل عن طريق وضع خطط جيدة لإرساء فكرة التنوع والتعدد والاختلاف، يقلل مساحة العنف، وتقبل الآخر عن طريق الحوار.
وتتحدث صاحبة "يوميات مديرة مثقفة" عن أن الثقافة العالمية كثيرا ما تضع يدنا على مواطن الجرح النازف في الروح، فنكتشف أن بيننا وبينهم مسافات كبيرة خصوصا في الازدهار العلمي الذي تقوم عليه الحضارة، لدينا مبدعون كثيرون جيدون، ولكن آلية الترجمة من وإلى اللغات الأخرى، ويؤثر في قراءة المناهج الأدبية الحديثة والفلسفات المختلفة أيضًا.
وتضيف صفاء عبدالمنعم عن استيعاب الرواية الحديثة للفنون جميعها: أن الرواية الحديثة الآن تستفيد من جميع تقنيات الفنون (شعر – قصة – سينما – فن تشكيلي) مما يجعلها في حالة تجدد دائم ومرونة لاستيعاب المستحدثات، والآن يوجد الرواية الرقمية، وهي منتشرة في العالم. وهناك شعراء أصبحوا يكتبون الرواية.. وزعماء ومصلحون وتربويون وغيرهم. (بوابة الأهرام)

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون