السبت، 14 مارس 2015

حوار

صفاء عبد المنعم لـ"بوابة الأهرام": الإبداع الجيد يفرض نفسه ومشاركتي بملتقى الرواية "صك اعتراف"
حوار- خالد عبد المحسن
14-3-2015 | 21:05
خط اصغر
خط اكبر
10
 
عدد القراءات
 

الكاتبة المصرية صفاء عبد المنعم
قالت الروائية صفاء عبد المنعم إن دعوتها للمشاركة في ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، مثلت صك اعتراف من المؤسسة التى رفضت شكل إبداعها فى يوم من الأيام ولزمن طويل.

أضافت الكاتبة التي تشارك في الدورة السادسة من ملتقى الرواية المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، ابتداء من الغد وحتى الأربعاء 18 مارس: هذا اعتراف متأخر بأننى مبدعة لا أقل عمن روجت الوزارة لهم فى يوم من الأيام، وحرمتني من متعة المشاركة والتفاعل الإبداعي والتعرف على ثقافة الآخر.

وأكدت عبد المنعم في حوارها لـ"بوابة الأهرام" أنها تعتبر هموم المواطن والوطن ذاته هي هموم المبدع، وهو ماينعكس في كل أعمالها الروائية والقصصية منها، وما تكتبه للطفل أيضًا، فهي بالأساس تعكس حال البشر أنفسهم.

وتوضح: لايوجد مبدع أيا من كان، أعماله لا تحمل هموم الوطن، ولكن طريقة الكتابة عن تلك الهموم هى التى تختلف، فالمبدع لا يكتب مقال سياسى، ولكن يمكنه أن يضمن عمله موقفًا سياسيًا، أو يكتب عن حقبة تاريخية بما لها وما عليها، وأعمالى تحمل داخلها هموم الوطن، حتى لو لم تكن بشكل صريح وواضح، لكنها تكون موجودة ضمنيا داخل النص.

جاء مشروع "عبد المنعم الروائي" تعبيرًا عن المهمشين فى المجتمع، ومشكلاتهم النفسية والاقتصادية، حتى الهموم السياسية، وتقول: عندما أكتب، أكتب عن البسطاء والمهمشين مثلما جاء في رواية "من حلاوة الروح"، وعن التصحر المشاعرى، والابتلاء الوهابى الذى هجم بشراسة على الثقافة المصرية، فأصبحت الثقافة البدوية الصحراوية تزيح الثقافة الزراعية التى تكونت عبر آلاف السنين فى رواية "ريح السّموم"، وغيرها من الروايات.

وتضيف صاحبة رواية "من حلاوة الروح" :أن الرواية أخذت هذه المكانة رغم عمرها التاريخى القريب، لأنها هى الأكثر ملائمة لهذا العصر، ولأنها تفتح الأفق الرحب أمام المبدع لكى يصنع عالما موازيا للعالم الواقعى، ويمكن الإنتاج داخلها بشكل غير مستقر وثابت، لأنها هى فى حالة تجدد دائم، أنظر إلى بداية ظهور الرواية، وانظر إليها الآن تجدها اختلفت كثيرا عما كتبه شارلز دكينز أو بلزاك أو أميل زولا ونجيب محفوظ أو على أحمد بكثير وجورجى زيدان وغيرهم من كتاب الرواية الأوائل فى الغرب وفى الوطن العربى والعالم بكل لغاته.

الرواية الآن فى حالة تجدد دائم ومستمر، وهى تتيح مساحة هائلة من التعبير عن المشاعر والهزائم والأحلام، وتسافر عبر الزمن قديما ومستقبلا، إنها المركبة الفضائية التى تجعلك نطوف فى كل الأماكن وكل الأوقات مهما كانت المعوقات الموجودة، والتقدم العلمى ساهم بجزء كبير فى تطور الرواية أيضا، بحسب قولها.

وتشير صفاء عبد المنعم إلى أن لكل مبدع قارئه الذى يلتقى معه، ولكل نص قارئا محددا يبحث عنه، وبرغم ندرة القراء فى عصر السموات المفتوحة إلا أنه مازال للكتاب جمهور عاشق، وللرواية محبوها، ولكل كاتب أسلوب خاص به يشد عن طريقه القارىء، والكاتب المجدد دائما فى حالة عدم استقرار ورضا عما ينتج، فهو دائما فى حالة بحث عن الأفضل لكى يقدمه للجمهور.

تقول صاحبة "حكايات جدتي": إن الشللية تظلم المبدع الجيد، الذى لا يهمه الشهرة بقدر مايهمه إنتاج نص فريد وجيد. والشللية مرض قاتل لأنها تعمل بآلية المصالح والمجاملات ومذهب "شيلنى واشيلك"، و"يابخت من نفع واستنفع" تهدر حق كثيرين لصالح قلة تدير العملية الثقافية، والعملة الرديئة تسود فى فترة ولكنها لا تستمر كثير. والإبداع الجيد يفرض نفسه على المدى البعيد، عندما تسقط كل الأقنعة الزائفة، وينتهى الضجيج حول عمل أو مبدع أو يزول من يروج له يزول العمل بالتبعية أيضا، ولكن يمكن أن يأتى هذا التقدير بعد وفاة المبدع للأسف.

وعن تأثير دور النشر في خدمة الإبداع ونقل الثقافة تقول صاحبة "سيدة المكان": إن دور النشر أثرت بشكل إجابى، حيث أفسحت المجال لبعض الكتاب الذين كانوا ينتظرون سنوات طويلة إلى أن ينشر لهم كتابا، فالآن يمكن لأى مبدع نشر عمله بعد الانتهاء منه، وهناك دور نشر خاصة أفسدت الإبداع بنشرها لأعمال رديئى لمجرد أن صاحبها دفع ثمن التكلفة أو المبلغ المطلوب، ولكن ماينقص دور النشر الخاصة هو التوزيع الجيد وزيادة أعداد النسخ المطبوعة، خاصة أن المبدع مساهم فى دفع ثمن تكلفة الكتاب.

عن غياب دور الدولة في دعم الثقافة تتعجب الروائية صفاء عبد المنعم قائلة: للأسف دعم الدولة للفن والثقافة تراجع كثيرا عن فترة الستينات، ولكن ربما يكون ذلك قلل من نسبة تنميط المجتمع وتقليل فكرة الكل فى واحد، وزاد نسبة وجود اختلاف بين فى الأفكار، وذلك يحل عن طريق وضع خطط جيدة لإرساء فكرة التنوع والتعدد والاختلاف، يقلل مساحة العنف، وتقبل الآخر عن طريق الحوار.

وتتحدث صاحبة "يوميات مديرة مثقفة" عن أن الثقافة العالمية كثيرا ما تضع يدنا على مواطن الجرح النازف فى الروح، فنكتشف أن بيننا وبينهم مسافات كبيرة خصوصا فى الازدهار العلمى الذى تقوم عليه الحضارة، لدينا مبدعون كثيرون جيدون، ولكن آلية الترجمة من وإلى اللغات الأخرى، ويؤثر فى قراءة المناهج الأدبية الحديثة والفلسفات المختلفة أيضًا.

وتضيف صفاء عبد المنعم عن استيعاب الرواية الحديثة للفنون جميعها :أن ا لرواية الحديثة الآن تستفيد من جميع تقنيات الفنون ( شعر – قصة – سينما – فن تشكيلى) مما يجعلها فى حالة تجدد دائم ومرونة لاستيعاب المستحدثات والآن يوجد الرواية الرقمية وهى منتشرة فى العالم.. هناك شعراء أصبحوا يكتبون الرواية.. وزعماء ومصلحون وتربويون وغيرهم.

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون