الاثنين، 2 مارس 2015

قصة للأطفال



العمة توتة


     هل تعرف من نحن ؟!
نحن أخوة ، نعيش فى مكان بعيد عن العاصمة التى تسكن فيها العمة توتة .
فاسمها الحقيقى سوف تجده على غلاف الكتاب الذى فى يدك .
فى كبيرة ومشهورة ، وتبلغ من العمر .. لا داعى ، كى لا تغضب منا نحن أبناء أخيها الصغار .
العمة توتة ، عمة صارمة وحادة الطباع ، ولكنها طيبة وجذابة ، وشيقة عندما تحكى لنا الحكايات ، ونادرا ما تأتى إلينا فى العيد .
وأحيانا قليلة تأتى فى عطلة نصف العام ، أو فى الأجازة الصيفية ، فهى دائما مشغولة جدا ، فهى تحب القراءة كثيرا ، والسفر بعيدا .
تأتى غلينا محملة بالهدايا والبسكويت اللذيذ الذى نحبه ، والملابس الجميلة التى تنتقيها أثناء سفرها .
وأحيانا تشترى لنا لعب حديثة فى مناسبات النجاح ، تشترى لكل واحد الهدية التى يحلم بها ، وكأنها تقرأ أفكاره ، وتعرف ماذا يريد .
العمة توتة تحب الأطفال المتفوقين وخاصة البنات فهى تقول دائما البنت مثل الولد لها ماله من حقوق ، وعليها ماعليه من واجبات ، وهى نصف المجتمع ، وفتاة المستقبل ، ومربية الأجيال .
ودائما تذكرنا ببيت الشعر لأحمد شوقى ( الأم مدرسة ، إذا اعددتها ، أعددت شعبا طيب الأعراق ) .
العمة توتة التى تحب الأطفال وخاصة البنات وتشترى الهدايا الكثيرة ، دائما تشترى القصص والكتب ، وتشجعنا على القراءة والأطلاع .

     ثم فى الليل نتحلق حولها تحى لنا الحكايات المسلية والتى كانت تحكيها لها جدتها قديما .
وتضحك وتهش فى وجوههنا : ماذا تريدون أيها الشياطين .
وأحيانا من باب الدلع تقول لنا : أيها الملاعين الصغار .
وكان كل ذلك يحدث حسب الحالة المزاجية التى عليها العمة توتة .
فكلمة الملاعين تعنى عندها المداعبة والضحك ، وكلمة الشياطين تعنى عندها الشقاوة والمشاغبة .
فنضحك ، ونقترب منها فى حظر حتى لا تغضب خصوصا إذا كانت مشغولة بقراءة كتاب أو جريدة ، أو تكتب قصة جديدة ..
أو تستعد للنوم .
فالوقت المناسب الذى تحكى لنا فيه الحكايات عندما تكون تشرب الشاى مع أبى وتبتسم ، وتمد يدها نحونا بحب وعطف وتقول  : تعالوا أجلسوا هنا إلى جوارى .
أما إذا كانت غاضبة فلا نقترب منها حتى تهدأ .

     ولكن اليوم ونحن فى نهاية العام ، جلسنا بهدوء فغدا رأس السنة الميلادية الجديدة .
والعمة توتة تحب أن تحتفل بعيد ميلادها فى هذا اليوم ، نهاية عام وبداية عام جديد .
ونحن الصغار قررنا أن نسبقها ونستعد للأحتفال بها هذا العام ، أشترينا الهدية ، ودخلنا الحجرة على أطراف اصابعنا ، وقلنا فى نفس واحد : مساء الخير أيتها العامة توتة الغالية .
كل عام وأنت بخير .
وعيد ميلاد سعيد .
وتقدمنا بضع خطوات بطيئة ، وبأيد مرتعشة قدمنا الهدية لها .
أخذتها بهدوء ، واشارت لنا أن نجلس إلى جوارها على السرير حتى تنتهى من صلاة العشاء ، وقالت بود ملحوظ : تعالوا ياأحبابى الصغار ، كل عام وأنتم جميعا بخير وسعادة ، وعام ميلادى جديد .
ثم فتحت الهدية المغلفة بورق سليفان ملون ، وبهرت بشدة وهى ترى مجموعة من الصور النادرة لها داخل ألبوم جميل .
فأبتسمت أبتسامة عريضة وواسعة ، وقالت : من صاحب هذه الفكرة ، ومن أين هذه الصور القديمة .
ضحكنا جميعا وقلنا لها فى نفس واحد : من ألبوم بابا .
ضحكت بفرح شديد ، واخذتنا فى حضنها الكبير الدافىء ، وقالت : أشكركم كثيرا على هذه الصور النادرة لى .
ولكن من صاحب هذه الفكرة الجميلة ؟
قال أحدنا : نحن جميعا فكرنا فى فكرة جديدة وغريبة وسعيدة .
ذهبنا وأشترينا الألبوم ، واعطانا ابى الصور .
وبعد لحظات سمعنا طرقات خفيفة على باب الحجرة ، ودخل أبى وامى يحملان تورتة جميلة وبها شمعة واحدة وهم يغنون : عيد ميلاد سعيد ياتوتة ، عيد ميلاد سعيد .
وقلنا كلنا فى نفس واحد : عيد ميلاد سعيد ايتها العمة الكبيرة .
ونفخنا فى نفس واحد واطفأنا الشمعة جميعا ، واكلنا من التورتة مع العمة الحبيبة .
 


قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون