الجمعة، 20 فبراير 2015

مدونة

  • الصخب والوحدة

    االبيت مرتب مثل كل يوم , الأشياء فى أماكنها صامتة . 
    !لا يوم السبت ! يصير البيت عبارة عن دوامة من الضخب والعنف . 
    االمرأة الوحيدة بالبيت , فرحه بوجودها الأنفرادى الذى أصبحت تعشقة هذه الأيام كثيرا. 
    لقد قطعت صلتها بالجيران والأصدقاء والأهل , وأصبحت متوحدة مع ذاتها مثل الأطفال المتوحيدين ! 
    هى لا تخاف من هذه الوحدة بل أصبحت صديقتها الدافئة فى هذه الأيام الصعبة . 
    لقد أدركت صديقتها الأنتيم هذا من قبل ذلك عندما كانت تدخل فى نوبات أكتيئاب طويلة تغلق الموبايل والتليفون والأبواب والشبابيك , ترفع نفسها من الخدمة مؤقتا , كان يدوم هذا القطع أيام ُو أسابيع ُو شهور , وخاصة شهور الشتاء والأكتيئاب الموسمى , ولكنها كانت لا تهتم كثيرا , لأنها كانت تعود بعد هذا الأنقطاع بصحة جيدة , ونفس صافية وعقل واعى وكتابة جديدة. 

    ولكن فى هذه الأيام حدث ما هو أعمق وأكبر من الأكتيئاب والعزلة المفروضة من المجتمع أو منها , حدث أنها انقطعت فجأة عن االتواصل تماما , ومهما كانت أسباب الخروج , وانقطعت عن الكتابة ولا تعرف لماذا ؟, أصبحت لا تمسك القلم ولا تحن للكلمات أوالجمل أوالصفحات البيضاء التى كانت تعشقها . 
    أأصبحت أنعزالية بكل معانى الكلمة , حتى أصبحت تفرح لخروج البنات يوم السبت !لي الجامعة وتظل هى مكانها فريدة فى عزلتها تصنع موسيقى خاصة بها , تدير مؤشر الراديو باحثة عن أغانى رقيقة وجديدة وأصوات رائعة و!ذا لم تجد , تصنع هى موسيقاها بوضع شريط فى الكاسيت لأغانى سيد درويش , منير , ابتعدت عن سماع أغانى فيروز تماما , أصبحت تعشق ما كانت تكره . 
    أاغانى أم كلثوم , وتشترى شرائط كثيرة من كلثوميات جديدة بتوزيع جديد . 
    وكأنها أصبحت تدرك قرب نهايتها فعادت !لى كل ما كانت تهرب منه وتكره وترفضه بقوة وتعنت . 
    مثلا أصبحت تحن !لى لمسة يد من شاب مراهق دون قصد فى عربة المترو , أو تتمشى على الكورنيش ليلا وهى حالمة تتطلع لتموجات المياة الصافية ,, 
    أو تحن لكوب من حمص الشام كثير الشطة بشكل يحرق زورها وتسعل وهى تضحك , أصبحت تضحك كثيرا , وتحذر البنات من االعكننة , وتعلنها صريحة ( أنا مش عايزة عكننه النهاردا ) مش طالبة نكد . 
    وأصبحت تتحدى الدموع واليأس والصمت والقولون الملتهب باستمرار . 
    ضربت بكل تحذيرات الأطباء عرض الحائط , ودخلت على الأكل بقوة وشراة وحب . 
    ولكن ما يزعجها هو صحبة الأموات لها كل ليلة , يعيشون معها , ويحدثونها ويأ تون لها بالهدايا والطعام . 
    جميع الأموات بلا أستثناء ( الجد والجدة والأم والخالة وزوج الخالة والغرباء وزوجها وجميع من هجروها فى الدنيا وذهبوا !1لى االآخرة . 
    وكأن وجودهم معها يشعرهم بالحياة واللذة , والحيوية , يتحدثون ويضحكون ويأكلون ويعطونها الهدايا , وكأنها أصبحت أم رؤوم بالنسبة لهم ترعاهم فى وحدتها . 
    وعندما تستيقظ من النوم تجلس فى سريرها , تقوم فى استرخاء وكسل جميل وتظل تفرد فى ساقيها وذراعيها فى نشوة غريبة وكأنها خارجة من مبارة حب . 
    ثم تقوم فى تكاسل تصنع كوبا من القهوة وترتشفه فى بطء وكسل وحب وتلذذ , أنها تشعر بلذة غريبة وجديدة , ثم تجلس فى حجرة مكتبها وعلى الكنبة الأثيرة لديها وتتذكر الأحلام وتفسرها , رأيت الليلة فلان وفلان ووو 
    ثم تسأل نفسها سؤلا بلا أجابة لماذا أتوا هكذا دفعة واحدة ؟ لا تدرك ولكنها خائفة من هذا التواجد المستمر والفوجائى لم ؟. 
    ثم تقوم واقفة بعد حيرتها الطويلة وتقول اللهم أجعله خير وتخرج من حجرتها تدير مؤشر الغسالة , والمكنسة وجميع ادوات المطبخ لصنع الغداء لبناتها بسرعة شديدة. 
    ثم تجلس فى أنتظارهن .
  • صديقى

    كيف أنسى الذى ظل لمدة عشر سنوات 
    يقص عليّ حكاية الصخرة , والموت , والأنتحار 
    وأغسطس الحار .. والصخرة اللى هناك فى أغسطس. 
    كيف أنسى ؟ 
    وأنا مازلت أقص على صديقى الذى يحتل 
    ( ...) 
    كل هذه الحكايات ! 
    ************************************** 
    الرب 
    ------ 
    الرب منحنى يد طيبة . 
    وعشرة أصابع ناعمة . 
    أوسد بهما كل يوم شعر صغيرتى 
    وهى تتهيأ للذهاب بعيدا 
    مع عرائس البحر .. والجنيات والملائكة . 
    ********************************8 
    مكاشفة 
    ------------- 
    كيف أدعى أننى صاحبة وجد 
    وفراسة , ومزاج حاد 
    وطيبة تكفى لمحو الحزن عن قلب اليتيم 
    وشعر مقصوص ( كارية ) 
    وادة شهرية تأتى فى موعدها ؟ 
    كيف أدعى أننى صاحبة كل هذا ؟ 
    **************
  • عيناها

    لم يكن يعرف أنه سيظل وافيا لها طوال هذه السنين . 
    !لا حينما نظر !لى عينيها المكحولتين , ولونهما الذى لا يستطيع أن يحدده . 
    - عشان خاطر الست , أبقى اطلع كل يوم . 
    ماهذا الجمال الذى تورد فى عينيه , وهو ينزل درجات السلم فى استرخاء المستسلم للغواية , وبلادة كأنه يعزف موسيقى هادئة , أو كأن قدميه تهبطان من الجنة . 
    خطوات واثقة , رشاقة غزال آمن من الصياد , فأخذ يتبختر والسيجارة فى يده يمص منها فى هدوء واستمتاع . 
    - اللى تأمر بيه الست . أنا خدام . 
    يدخل حجرته تحت السلم فى هوادة ونعومة المطمئنين ّنه سينال الجنة بلا محال . 
    االواثق من !نه أنجز فعلا طيبا . 
    تحدثه زوجت وى تسحب ثديها من فم الطفل . 
    - مالك يا راجل ؟ 
    كنت فين ؟ 
    ومدهول على عينيك كدا ليه ؟ 
    سليمان , مالك يا سليمان . تعبان ؟ 
    أجيب لك حكيم ؟ 
    تقترب منه وى تزحف بمقعدتها , والطفل على حجرها , وتضع يدا على قورته . 
    - يا لهو بالى , الرجل مبلم كدا ليه ؟ 
    تهزه برفق , ثم بعنف . 
    - سليمان , مالك يا سليمان ؟ 
    يستيقظ من غفوته على هزها , يفتح عينيه , ينفر منا , يقوم واقفا . 
    - مالك اتلسعتى , عمال سليمان , سليمان . 
    تتفل فى عبها , وتغير من نغمة صوتها الحنونة , فتحدثه بحده وصرامة . 
    - طلعت الخضار للست ؟ 
    - طلعت . 
    ألا صحيح حلوة ؟ 
    - ماعرفش . 
    تقف !لى جواره تحمل الطفل . 
    - بيقولو من مصر , وجوزها حاجة كبيرة قوى . 
    - بيقولو . 
    يصعد فوق السرير , ينام . 
    - شفتها ؟ 
    - شفتها . 
    - طب نام ..نام . 
    تصبح على خير . 

    كتبت عام 1998
  • البيانو

    لسعت النار كفيها. 
    زمجر العجوز صارخا : أرفعى البيانو جيدا . كان عليها أن تحمل البيانو العجوز من الدور الأرضى !لى الدور العلوى , صاعدة به السلم وهى مرهقه ومتعبه, وبيدها لسع النار من أثر الحريق. 
    كان البيت , بيتا خرافيا بناه العجوز فى منفاه الطويل , سابحا فى أحلامه , خالقا أسطورة حول عزله من الخدمة بعد مدة دامت سنوات وسنوات . 
    كان القلب مبهورا مثله . هجرتهالعشيقات الرشيقات الطيبات. 
    وأتت الخادمة الصغيرة لرفع البيانو والصعود به !لى العلية الفوقية , لوضعه بين الأثاث الفخم والذى كان يحتفظ به قبل سنوات عزله . وناداها من حنجرته المشروخة : يا بنت أحملى البيانو جيدا , ولا تدعيه يسقط منك . 
    ما كان على البنت !لا أن تبذل قصارى جهدها صاعدة . 
    والبيانو يفلت من بين يديها وفى كل مرة يناديها : يابنت , ثم يشعل البايب , ويجلس مسترخيا , ناظرا !لى صعودها , وتوقفها , وأخذ نفسها . 
    العجوز الذى دجن البيت , وجمع أثاثه لمدة دامت سنوات وسنوات , يحاول أن يشعل البايب , ولكن الدخان نفد . فنادى عليها صارخا : يا بنت , أتركى البيانو وأحضرى الدخان من المكتب . ركنت البنت البيانو على درجة السلم ونزلت مسرعة , خطت نحو المكتب , ثم خرجت حاملة الدخان , وأعطته له . 
    وضع دخانه , وأشعل ناره , وجلس مستمتعا . والبنت تواصل صعودها . 

    كتبت 2003
  • طرطشات موجة حلم

    على قد شد الوتر 
    بتفر من وشى 
    وتعود 
    تطبع على قورتى 
    بالحافر الفضه 
    نظرة غزاله شارده من الصياد 
    .., 
    مشيت بشدة جسمها 
    على آخر المكبوتوالتوت 
    ما بيسدش فوهة بركان 
    آآ..خ يا صديق 
    سيب الى بينا للغزال يرعاه 
    يرمح وريقنا صخر متفتت 
    يرمح ويستبقيه عشب الجروح يرفض 
    سفح الجبل يعلا على نفسى 
    حر النفس يعلا على صوتها 
    وانت ما بينا معتلى برق الركوع 
    للواضح 
    المطفى 
    كانت حدود الذاكرة من نار 
    كنا بناخد م الزاتون قلبه 
    وندى لبحر يلمحنا 
    رطوبة ريحة النطفه 
    ( عزيت عليا زهرة الصبار !!) 
    كانت حدود الذاكره من فحم 
    بصيت لى حذرتك 
    ورميت عليك سار من رماد البوح 
    وكتبت لك : 
    سيب اللى بينا للجبل يرجع 
    وارفع عينيك 
    واختار . 

    شعر مجدى الجابرى 
    كتبت 1987
  • امرأة تتزين

    رصت أصص الزرع أمامها على حافة البلكونة , وجلست ترنو !ليها , وضعت رأسها على حافة المكتب , وأخذت تتأمل العصافير الطافية على سطح المقابل وهى تحوم وتلف وتصعد وتهبط فى حالة مناورة للوصول !لى أصص الزرع , ونهش خضرتها . 
    تركت لرأسها حرية التفكير والمداعبة , وصارت تحملق فى اللوحات المعلقة على الحائط فوق الكنبة التى مارسا عليها الحب كثيرا , وكيف طافت بهما وطارت , وعادت تملأ حياتهما بهجة . وهو يحاول محاصرتها داخل نص ( غزلية الكنبة ) وهى تدعى النوم العميق . 
    كيف حملت هذه الأطر كل هذه الحياة وحاصرتها ؟ 
    كيف لدالى وبيكاسو أن جمعا كل هذا الحب فى قلبيهما ؟ 
    كيف لها أن أحبت حبيبها وقبلته فى عينيه ؟ 
    !نها الآن نائمة تتأمل الأطر والعصافير وأصص الزرع وتوارى خجلا أنثويا يحاصرها الأن . 
    وخرج لتوة يتأمل معها الكنبة والنومة والحب . 
    الشمس تشرق على الجانب الأخر وهى جالسة باردة , صامتة , هائمة . 
    الوحدة مارد ينهش القلب .
  • حاجات بتشيط - شعر مجدى الجابرى

    ع القهوة 
    ف معرض الكتاب 
    حسيت أنك ضعيف ووحيد ومستعد ف أى 
    لحظة تهلفط مع أى حد أى حاجة 
    طب يللا 
    افتح للواد المهزوز ده دماغه وكب فيها كل 
    حمولتك من الأفكار المحروقه والأحاسيس 
    اللى ريحة شياطها لسه محاصراك 
    ولما تحس انه ابتدا يولع سيجاره 
    من التانيه وعينيه زاغت منك ف حتت 
    وناس يمكن ما تعرفهومش سيبه ف أى 
    حته تحلاله وقوم دور على غيره . 
    000000000000000000 
    قصيدة من ديوان : عيل بيصطاد الحواديت
  • مثل ساحرة

    يوم الخميس الماضى اليوم المطير والبارق والراعد. 
    خرجت الساحرة الطيبة بعصاها الذهبية تبحث عن أصدقاء تملس على رؤوسهم بعصاها ونجمتها الساحرة كى تمسح الأحزان عنهم وتساعد الضعفاء والمرضى , وتمسح بنجمتها على قلوب العاشقين الحيرا والساهرين تحت زخات المطر . 
    ثمعادت بعد ذلك تجر قلبها المحزون وحيدة ضعيفة , بعد أن أفرغت جميع شحناتها العاطفية على الآخرين .
  • صباح المطر

    صباح الخير أيها الأصدقاء 
    صباح السعادة والحب والأكسجين 
    لقد أرتفعت نيبة الأكسجين فى الجو بعد المطر الذى غسل الشوارع والأشجار والحيطان والبيوت والناس اللى كانت ماشية فى الشارع
    صباح جميل أنا فتحت جميع نوافذ البيت رغم وجود نسبة برد فى الجو , لكن أشعر بسعادة , يمكن أكون أنا الوحيدة أو أشباهى هم السعداء بهذا الجو . 
    . 
    ولكن الله دائما يرسل رحمته بطرق مختلفة , وكذلك يرسل خيرة للناس . 
    فالمطر يسقى الزرع , والبرق والرعد يذكر الناس بآياته وحكمته . 
    عند الفراعنة 
    كانوا يعتقدون أن الآله أمشير أله البرق والرعد عندما يغضب يرسل الرياح والصواعق . 
    سلام لخيال الجماعة الشعبية التى تقول ( عمنا مكايل كان بيكيل أمبارح ) 
    أى اللرسول ميكائيل رسول الخير والرزق كان بالأمس يكيل أرزاق الناس ويرسلها لهم . 
    صباح الفل والجمال والخيال الرائع .

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون