الجمعة، 27 فبراير 2015

دراسة أدبية

دراسة فى الذات الثورية
بقلم الكاتبة / صفاء عبد المنعم
فؤادة تفتح الهوس
لن يستطيع أى باحث أو دارس الآن ، أن يلم بجميع الكتابات التى كتبت عن الثورة ، مهما كان لديه من شمولية ، أو متابعة جادة ، أو الأطلاع بشكل موسع ، للأسباب عديدة ، على سبيل الحصر :
أولا : الثورة مازالت مستمرة ولم تستقر أو يظهر لها نتائج ملموسة .
ثانيا : غزارة الإنتاج المكتوب بجميع أشكاله الإبداعية ( مسرح – روايات – قصص – شعر – كتابات ..الخ ) .
ثالثا : أن البحث أو الدراسة ضمن فاعليات مؤتمر ما أى كان حجمه ، تتطلب الأيجاز ، وتحديد مادة الدراسة ، حتى يتسنى للآخرين مساحة من الوقت ، بعكس رسالة الماجيستير أو الدكتوراة .
رابعا :الوقت دائما الباحث مرتبط بوقت ضيق لإنجاز المهمة البحثية المنوط بها .
لذا أختارت ثلاثة روايات لكاتبات مصريات ، وصدرت أعمالهن فى عام 2013 وهى تدور بشكل مباشر أو غير مباشر حول الثورة ، والتأثير والتأثر بها .
والروايات هى :
لقاء مع عمر مكرم – للكاتبة / نور الهدى عبد المنعم
الخروج إلى النهار – للكاتبة / نجلاء علام
أوقات للحزن والفرح – للكاتبة / إبتهال سالم
والسؤال المباشر الذى سوف يطرح نفسه على ذهن القارىء لماذا هذه الروايات تحديدا ؟
السبب الأول :الرواتان الأخيرتان قمت بمناقشتهما فى ندوة الأتيلية .
السبب الثانى : أخترت إبداعات نسوية تحديدا لأن المرأة شاركت فى الثورة بشكل كبير ولافت للنظر ، وكانت عنصرا مهما فى إنجاحها .
وبرغم معاناتها من الأنتهاكات التى حدثت لها مثل : كشوف العذرية للبنات ، وتعرية الفتاة التى أطلق عليها ست الحسن ، بخلاف التحرش الجسدى ، بالأضافة إلى الأمهات الثكلى مثل : أم خالد سعيد ايقونة الثورة ، ومحمد الجندى ، وأبو شقرا ، وغيرهن من أمهات الشهداء ، بالأضافة إلى الشهيدة سالى زهران .
فؤادة تفتح الهويس :
فى فيلم شىء من الخوف ، رأينا القرية التى تم تعطيشها ، وتعطيش الزرع فيها من قبل عتريس ( المجرم ) عقابا لهم .
وجلس الرجال يتمطعون فى الشمس كسالا وحزنا ، يقلبون الأكف خوفا من عتريس ، وقلة حيلة .
والوحيدة التى تجرأت ، وذهبت بكل شجاعة ، ومدت يدها على الهويس وفتحته كانت هى ( فؤادة) البنت المصرية التى يحبها عتريس ، وكان العقاب المنتظر لها من وجهة نظر القرية وجماعة عتريس هو ( القتل ) .
ولكن عتريس كان عقابه أشد قسوة وهو ( الزواج من فؤادة ) المتمردة ، ومن وجهة نظره الذكورية ، وإمتلاك القوة ، إن أفضل شىء لأضعاف قوة المرأة وخنوعها هو ( الزواج) .
وبالفعل حدث ذلك دون إرادتها ، ولكنها رفضت الخضوع لعتريس ( الحبيب / المجرم ) ولكنه من وجهة نظرها هذا الزواج ( باطل ) شرعا ، لأنه تم على غير إرادتها ، وسوقت كالبهيمة إلى بيت عتريس ، وواجت عتريس بقوة وتحدى ، وهذه هى الذات الثورية المتمردة ، لا تخضع مهما كانت الإغراءات .
وهذا ماحدث بالفعل فى ثورة 25 يناير 2011 .
من نساء مصر وبناتها ، سواء كانت ناشطة ساسية أو امرأة عادية ، خرجت مع الجموع ضد الظلم والقهر والطغيان .
وهناك قصة قديمة ( أثناء الحملة الفرنسية فى عهد نابليون ، حاولت قوة من الجنود الوصول والتمركز فى مدنة طنطا ، ومرت فى طريقها بقرة ( غمرين) بالمنوفية ) يقول القائد : إن أكثر ما أذهله هو مقاومة النسوة من أهل القرية .

     المرأة المصرية تحديدا ذات مختلفة أختلافا جذريا عن سائر النساء .
فهى فى المثولوجيا المصرية القديمة ، كانت الإلهة إيزيس الزوجة الوفية ، والأم المضحية ، ومن دموعها الغزيرة يأتى فيضان النيل .
وهى الإلهة حتحور الجميلة ، سيدة الجميز والربة الذهبية مرضعة حورس الصغير ، وكذلك الإلهة سخمت التى أكلت البشر كما أمرها أباها الإله رع ، عندما غضب على البشر .وهى الإلهه باتيست القطة ، وماعت إلهة العدالة التى تحمل ريشة فوق رأسها  ، وتقف معصوبة العينين بجوار الميزان .
وهى الجدات القديمات الثائرات الحاكمات ( تتى شيرى ، تى ، حتشبسوت ، كليوباترا ...وغيرهن .
وهى الجميلة ( نفرتيتى ، ونفرتارى )
وهى الفلاحة الطيبة التى تتاجر وتقف بجوار زوجها ، وهى الفنانة عازفة الهارب ، وراقصة المعبد ، وهى الفيلسوفة ( هيباتيا ) وغيرها وغرها من روائع البطولات التاريخية والشعبية ، فهى نعيمة وبهية ، وهى الثائرة فى ثورة 1919 هى شعراوى وسيزا نبراوى ، ونبوية موسى ، وأم المصريين صفية زغلول .
وهذا على سبيل المثال لا الحصر .
هن جميعا الشجاعة ( فؤادة / سالى زهران) .

     فى ثورة 25 يناير 2011 خرج شباب الجامعات ، الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة إذا جاز التعبير ( الأنتلجيسيا) الطليعية الجديدة ، أبناء الجامعات ، والنت والفيس بوك وتويتر ، أبناء الثورة التكنولوجة الحديثة ، والمدونات .
وخرجت البنت غلى جوار الولد ينادون معا ( ياأهالينا أنضوا لينا ) خرجوا يطالبون بــ ( عيش ، حرية ، عدالة إجتماعة ، كرامة إنسانية ) مطالب مشروعة وحق طبيعى للأنسان .
ومن خلال داسة الروايات الثلاثة سوف نكتشف تجليات الذات المصرية الثورية ، وتعدد الأمكنة ، والأزمنة ، برغم وجود المكان البطل الحقيقى ( ميدان التحرير ) الزمن الواقعى أحداث ثورة 25 يناير .
الأهداءات :
الأهداء جزء من النسيج الحى للعمل ، وشارة دالة فى قراءة النص .
رواية : ليلة مع عمر مكرم – إلى / روح د. عبد الغفار مكاوى .
رواية : الخروج إلى النهار- إلى / الشهيد المبتسم .
رواية : أوقات للحزن والفرح – إلى / قلمى ..حريتى .
نلاحظ تجلى الموت فى افهداءات روح عبد الغفار مكاوى والشهيد ، حتى القلم بدون حرية هو موت أيضا كما ترى الكاتبة إبتهال سالم ، إذا الموت متجلى فى الأعمال ، منذ البداية ، هلى هناك ثورة بدون ضحايا ؟

( بسلامٍ إلى حقولِ الجنةِ من أجلِ أن يعرفَ )

المدخل فى رواية : الخروج إلى النهار ، سطر من كتاب الموتى ، الجنة هنا هى جنة أوزير ( حقول الأيارو) أى أنها روح خيرة مطمئنة سوف تذهب إلى النعيم ، لذا كان الشهيد مبتسما ( ياأيتها النفس المطمئنة أرجعى إلى ربك راضية مرضية وأدخلى فأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى ) صدق الله العظيم .
وجاء الإنسان ...
وجاء الإنسان إلى الأرض ماذا حدث ؟
هنا تأتى المعرفة الأولى : الذات المحبة
التى سوف نكتشفها داخل العمل ، ماذا فعل الإنسان عندما جاء إلى الأرض ، وماذا حدث ؟؟
حدث : مقتل هابيل على يد أخيه قابيل  / الخطيئة الثانية .
بعد خروج آدم من الجنة والأكل من الشجرة المحرمة / الخطيئة الأولى .
هابيل هو أول شهيد فى الجنة لآن الله تقبل قربانه ( وقال آدم : قدما قربانا .
نلت انا السلام والمجد ، أما أنت فنلت الندم . ..صـ10 رواية الخروج إلى النهار .
( نظر فى عينى نظرة ، أماتت فىّ شيئا ، وأحيت فىّ شيئا آخر ، قال : إن مددت يدك إلىّ لتقتلنى ، ما أنا بمادد يدى إليك لأقتلك ) صــ10 .
هل كان هذا نهى ، أم تحريض على القتل ؟
المقطع هنا هو على لسان قلبيل ، لو شاهدنا بداية ثورة 25 يناير فى البداية نلاحظ أن الشباب كانوا يصفقون بايديهم ، ومنهم من كان يهدى بعض الورود إلى ضباط الشرطة ، وهذا المشهد تحديدا رأيته يوم 25 يناير أمام دار الحكمة بشارع القصر العينى .
المعرفة الثانية : الذات العارفة
تبدأ من مقطع صــ12 ، 13
( عرفته من صوته ، منذ سقطنا فى هذا الظلام المراوغ ...كنت أعلم أنه لاسبيل للعيش إلا بالأنضمام إلى أحد هذه الألوان الخمسة ، التى يتلون بها العالم : الأحمر النارى ، الأسود ، الذهبى ، البنفسجى ، الفضى .
هذه هى ألوان المؤسسات الخمس التى يدير العالم ، ودون الأنضمام لإحداها  لا مكان لى على الأرض ) .
هذا المقطع تمر به المعرفة عبر مراحل : السمع ، الرؤية ، عرفته من صوته ، الأوان الخمسة .
نسمع عن الفساد ، نراه يتضح جليا كل يوم أمامنا فى المؤسسات بكل أشكالها صــ19 مقطع هام جدا أن الذى مات هو الحى والحى هو الميت ..
( وجاء قابيل ، ولكن عيون هابيل لم تمت )

تعددية الأماكن
المكان
فى جميع الروايات الثلاث بؤرة الأحداث هو ( ميدان التحرير ) مركزية الحدث ، وقلب الثورة .
" هنا فى ميدان التحرير ، أشعر أننى أغوص فى أعماق الأرض " رواية الخروج إلى النهار .
"وقفت وسط المدان .. تشم رائحة التاريخ والزكريات " رواية أوقات للحزن والفرح .
" ونحن نفترش الأرض بميدان التحرير أمام شاشة العرض فى هذا البرد القارص ...أنتو خلاص احتليتو ميدان التحرير "رواية ليلة مع عمر مكرم .
المبدع هو شاهد على العصر وما يحدث من تغيرات ، هو ليس محللا سياسا ولا مسجلا تاريخيا ، ولكنه يبدع فى اللحظة الراهنة ، خاصة لو عاش الحالة وأندمج معها نفسيا وروحيا ، وشارك فيها مثلما حدث فى ثورة 25 يناير .

يوم الثورة :
" فى الخامس والعشرين من يناير صحوت مبكرا ككل يوم ، لقد تذكرت أن اليوم أجازة رسمية ، لم أعرف ماذا أفعل ؟ وأردت التحدث إلى الكائن الوحيد الذى يمكنه أن يسمعنى ، واتجت إلى النيل ..." رواية الخروج إلى النهار .
" بكره أجازة رسمية 25 يناير عيد الشرطة ، فرصة ناخد اليوم بطولة ، فسحه وفرفشة " رواية أوقات للحزن والفرح .
" صفحة على الفيسبوك ، دعا من خلالها إلى مظاهرات الغضب يوم عيد الشرطة فى الخامس والعشرين من يناير " رواية ليلة مع عمر مكرم .

نلاحظ فى جميع ميادين الثورة ( تعدد الأماكن ) الوقوف بالقرب من تماثيل زعماء قدامة ( عمر مكرم ، رفاعة الطهطاوى ، سعد زغلول ، محمد فريد ، طلعت حرب ، إبراهم باشا ..الخ ) حتى يتم اللقاء أو التمركز فى هذه الميادين والتبرك ومشاركة الأجداد معهم وليكونوا شهود على الأحداث ، ويفرحون بأحفادهم الثوار .

تجليات الذات
الأنثوية :
" فأنثى فيزيقية فى عالمنا لا تعنى سوى الريبة والتشكك الدائم ، ولكى يطمسوا اى ملمح أنثوى فينا ، لابد من حلاقة الشعر بشكل دورى ، وإضمار الثدى عن طريق التعرض لأشعة معينة كل فترة " رواية الخروج إلى النهار .
فهذا مايريده المجتمع للمرأ ة التهميش ، وذبح أنوثتها أو أخفائها عن العيون داخل عباية سوداء أو خيمية سميكة تخفى الأنظار ، أو تخفيها عن الأنظار .
 الثورية :
" أشعر بالخجل بينما تخطو قدماى إلى داخل المسجد ، وأنا أحمل على عاتقى هذا الكم من الخطايا ، إن قرار الدخول إليه أصعب من قرار الخروج إلى الميدان " رواية ليلة مع عمر مكرم .
هنا توجد تمة مهمة وهى ( الخوف / الذنوب ) لماذا ؟
للمسجد قدسية يجب أحترامها ( الخوف ) وأقتحام المسجد والدخول فى غير وقت الصلاة للتبول والراحة ( ذنوب ) وهذا تدنيس لقدسية المكان ، ولكنه مباح فالخروج يعنى الموت .
" وهكذا رايتنى داخل الميدان أهتف .." رواية الخروج إلى النهار .
" كان حماسها لا ينضب ، ولا تكل طاقتها فى خوض المعارك الطلابية من أجل الحرية والكرامة الإنسانية " رواية أوقات للحزن والفرح .
" تأملت النساءحولى !
وجدت خليطا من الطبقات المختلفة ، كانت المفاجأة الأولى ، أن الثورة لم تكن للنخب فقط ."صــ8 رواية ليلة مع عمر مكرم
"واستقرت بالميدان جموع الناس تتوحد ككتلة بشرية واحدة تهتف للكرامة والعدل .." رواية الخروج إلى النهار .
" هدأت سندس قليلا – بعد أرتياحها لوجود الجيش ، وقررت النزول إلى الميدان " رواية أوقات للحزن والفرح .

الزعامة :
وجودى داخل مسجد عمر مكرم جعلنى أطرح على نفسى تساؤلات أخرى ، لماذا أنطلقت الثورة من هذا الميدان تحديدا ؟
الأجابة بسؤال آخر
هل لأنه ميدان الثورات ؟
وسمى ميدان التحرير عقب ثورة 19 ! أم لأنه المكان الذى يقف فيه عمر مكرم شامخا ، لم يتأثر بالأحداث التى عصفت بنا جميعا .
الحوار عبارة عن تساؤلات وهواجس تدق برأس الكاتبة عن شخصية عمر مكرم ، وأنه الذات المتجلية فى الثوار ، وربما يكون هو المحرض الرئيسى على الثورة ، مثلما فعل فى ثورة القاهرة الأولى والثانية أثناء الحملة الفرنسية على مصر .
" هل بث من روحه القوة والعزيمة ، وعدم الأستسلام فى نفوس هؤلاء الشباب .." رواية ليلة مع عمر مكرم .
 تجلى ذات الزعماء ، دليل قوى على الروح الثورية حتى ولو كانت متوفاة ، لكنها تبث روح العزيمة والنضال من خلال تاريخها ومن العالم الآخر .

المصرية :
" فعامة المصريين لم تفرق فى يوم من الأيام بين قبطى ومسلم فى أى شىء ، وطوال عمرهم يأكلون فى طبق واحد "
الأنتهازية :
" جاءت سدة منتقبة ووزعت علنا جمعا بيانا للإخوان المسلمين طالبوننا فيه أن نتمسك بمواقفنا وألا يهزنا العنف الذى تمارسه الحكومة مع الثوار " رواية ليلة مع عمر مكرم .
التفاؤلية / المنتصرة :
الميلاد الجديد
" وقعت عيناى على مكان القبلة ، فارتجف جسدى الثقيل بالذنوب ، مرت أمام عينى كل آثامى حين أكتشفت أن محمد لم يتركنى فقط بل ترك لإى أحشائى جزءا منه " رواية ليلة مع عمر مكرم .
" وانتابنى شعور بالرجفة ، كأن دماء جديدة طاهرة تدخل إلى قلبى ، وتروى أعضاء جسدى " رواية الخروج إلى النهار .
"رأت صاحبتها الصغيرة ، يمامتها الجميلة ، أقسمت أنها رأتها تضحك " رواية أوقات للحزن والفرح .
الأمومية :
" هذه السيدة كانت توزع مخبوزات على عساكر الجش الذين يقومون على حماية الميدان وتقبلهم وتقول لهم : أوعو تضربوا اخواتكم ، وهى دامعة العينين ." رواية ليلة مع عمر مكرم .
إيزيس الأم جاءت تتفقد أبنائها حراس الثورة وتحسهم على حماية الثوار أبنائها أيضا .
" إذا جاء المخاض ، وصرخت ديما / إيزيس كليوباترا / تتى شيرى ، صرخة الحياة فتجمعت النساء " رواية الخروج إلى النهار .
المتمردة :
" رجعت إلى الخلف لأفسح الطريق لمجموعة من الشباب حملون فتاة مصابة بطلقات نارية فى رأسها وأماكن متفرقة من جسدها لفظت أنفاسها الأخيرة " رواية ليلة مع عمر مكرم .
" لم تمكنى من نفسها أبدا ، غلا بعد عراك طويل ، دمى جسدى وجسدها ، وأستوحش لأخذها ، وتلين بعد جهد ، فليكون اللقاء ، تهذى حينها : لماذا رهنت متعتى بالألم ؟" رواية الخروج إلى النهار .
الخائفة :

" أنتابتنى حالة من الذهول وتحجرت الدموع فى عينىّ .. كانت قوافل الجمال والخيل قد هاجمت الميدان بأعداد كبيرة تدوس من فى طريقها " رواية ليلة مع عمر مكرم .
دخلت المسجد وهى على هذه الحالة من الخوف ولكن الخوف الآن مختلفا الخوف من فشل الثورة وضياعها .
ولكن رغم الموت الخوف والضرب بقسوة والموت ، سوف تنهض الذات الخائفة وتستمد من موت الآخرين قوة ، تتسرب روح الشهيد المبتسم ، وتلف الميدان كى توقظ الروح الوطنية داخل الجميع ، ليتمسكوا بثورتهم .

عودة الذات الثورية من جديد
"رغم كل التحذيرات من المخاطر التى تنتظرنى بالخارج ومحاولة منعى أحسست لأول مرة فى حياتى أننى أمتلك مصيرى فى يدى فأصررت على الخروج " رواية ليلة مع عمر مكرم .
" كان قلقى يشتد كلما تمددت بطنى ، إن خمس مرات من الفشل فى إنجاب طفل مكتمل أورثنى القلق ..
لففنا آدم وحواء بقماش أبيض يكسوه العلم صعدنا تحت إلحاح الجموع إلى أعلى منصة فى الميدان قالوا : إنهما التجسيد الحى للأنتصار " رواية الخروج إلى النهار .
حين تعرف المرأة بفطرتها وتاريخها القديم ، أنها تملك حريتها ومصيرها بيدها تظهر المرأة ( الوحشية ) القوية ، تخرج سخمت من روح حتحور لتكتسح من أمامها ، إنها الهولا التى قطعت الطريق على أوديب ، ولكى يدخل المدينة عليه إجابة السؤال المطروح عليه .
إنها فؤادة القوية ، تخرج حاملة روحها على كفها كى تفتح الهاويس ، وتسقى الأرض .
الخاتمة :
من خلال هذه القراءة المتعجلة للروايات الثلاث يتضح مدى تجلى الذات الثورية فى أشكال وطرق متعددة ، وتجلى الروح المصرية المشهورة بالطيبة والتسامح والحب والعطاء ، ولكن خلف ذلك هناط ذات ثورية عميقة منذ أن ثار عمال المحاجر فى قديم الزمن فى العصر الفرعونى ، ومنذ أن ثار أجدادنا ثورات متعددة فى العصر الحديث (ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد الأحتلال الفرنسى ، ثورة 19 ضد الأحتلال الأنجليزى – ثورة  52 ضد الملك والأنجليز –ثورة 25 يناير ضد الظلم والأستبداد –ثورة 30 يونيه ضد الإخزان ) الثورات مستمرة بأختلاف الزمان والمكان ، ولكن الروح المصرية هى هى مهما حاولوا طمسها أو تهديدها .
ملحوظة :
ذكر 25 يناير أنه يوم عطلة رسمية ، بعد الثورة وأصبح عيدا لثورة 25 يناير ، وقبل الثورة كان عيدا للشرطة فقط ، وليس عطلة رسمية .
وذلك جاء ذكر أنه عطلة لأن الرويات كتبت بعد الثورة ، ونشرت فى 2013 .


الروايات :
ليلة مع عمر مكرم  / للكاتبة نجلاء علام - صدرت عن دار روافد للنشر والتوزيع  2013 .
الخروج إلى النهار / للكاتبة نجلاء علام - صدرت عن دار الأدهم 2013 .
أوقات للحزن والفرح / للكاتبة إبتهال سالم – صدرت عن دار إيزيس للنشر والتوزيع 2013 .






قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون