الجمعة، 27 فبراير 2015


الفتى الذى صبح فنانا .. قصة لـ صفاء عبد المنعم






قصة : صفاء عبد المنعم
كان علاء فتى جميلا وسيما ، يحبه كل الجيران لأنه كان يساعد الآخرين ، ويحب الخير لهم ، ويمد يد العون للضعيف والمحتاج من أصدقائه .
وفى يوم من الأيام ، جاء إلى الشارع ولد صغيراسمه حامد ، وكان هذا حامد لا يستطيع الحركة بسهولة ، وكان والده يعمل بناء ، فرح حامد كثيرا بالبيت الجديد ، وكان كل يوم يقف فى النافذة يطل على الشارع ، ويشاهد الأطفال وهم يجرون ويلعبون ، وكان يتمنى أن يلعب معهم لولا عجزة الشديد ، كانت تدمع عيناه بعض الدمعات ، فتنزل دموعه على خديه ، ويمسحها بظهر يده ، ثم يعاود النظر مرة أخرى .
وكان الأطفال كل صباح وهم ذاهبون إلى المدرسة فى نشاط وحيوية ، والنشنط الثقيلة على ظهورهم بداخلها الأقلام والكراسات ، وكتب جديدة مليئة بالحكايات المسلية ، كان الأطفال لا يقتربون من النافذة المطل منها حامد عليهم وهوينظر نحوهم بعينيه الصغيرتين ويتمنى أن يذهب معهم إلى المدرسة ، ويجرى ويلعب مثلهم ،ولا يحيونه قائلين : صباح الخير ياحامد ، حزن حامد كثيرا ، ووقف فى الشرفة يبكى .
الأطفال وهم يلعبون ويجرون ويمرحون وراء بعضهم البعض ويلعبون لعبة الغميضة ، وكيكا على العالى والسبع طوبات ، لا ينظرون نحو حامد أطلاقا وهم مشغلون باللعب والجرى .
وفى يوم عاد الأب مبكرا إلى البيت .
ولكنه رأى أبنه واقفا فى النافذة يبكى ، وعندما سأل الأم عن سبب بكائه ، حكت له مايفعله حامد طوال نهاره ، يقف فى النافذة ويتابع الأطفال بعينيه الحزينتين ، فهو يريد أن يجرى ويلعب مثل الأطفال .
حزن الأب عندما سمع الحكاية من الأم ، وقرر أن يشترى لبنه كلبنا صغيرا يلعب معه ويخفف عنه الحزن .
فى اليوم التالى عاد الأب إلى البيت ومعه كلبا صغيرا ، وأخذ ينادى بصوت مرتفع فرحا : ياحامد ، ياحامد ، تعال أنظر ، لقد اشتريت لك اليوم كلبا صغيرا وجميلا ، أنظر .
وفى صباح اليوم التالى ، جلس حامد فى النافذة وإلى جواره الكلب الصغير ، يلاعبه ويلاطفه ، وينادى عليه باسمه ، فأخذ الأطفال ينظرون إلى الكلب بشكله البنى الجميل ، ثم أخذوا يحركون أيديهم له فى الهواء ، وهو يهز ذيله سعيدا ، وينبح بصوت ضعيف : هوهو .
فرح حامد الذى كان حزينا بالأطفال الصغار وهم يقفون تحت نافذته ينادون على الكلب الصغير ويلعبون معه .
وفى يوم وقف علاء أسفل النافذة ، واخذ ينادى على حامد وقال له : أنا اسمى علاء ، طالب بالصف السادس الإبتدائى فى المدرسة القريبة من هنا ، سوف أأتى كل يوم إلى البيت كى أذاكر لك بعض الدروس .
فرح حامد كثيرا ، وأخذ يلاعب كلبه صغير وهو سعيدا .
قال علاء : لماذا لا تخرج من البيت وتلعب معنا .
قال حامد : للأسف أنا مريض ولا استطيع المشى بسهولة ، ويداى قصيرتان لا استطيع تحريكهما أيضا ، لذا لم أذهب إلى المدرسة مثلكم ، رغم أننى أحب الكتب والرسم والألوان الجميلة .
قال علاء : لا تحزن سوف أشترى لك بعض الألوان ، وكراسة رسم كبيرة ، واعلمك كيف ترسم مثلما تعلمت أنا فى المدرسة من معلمة الرسم .
كل يوم بعض صلاة المغرب سوف أحضر أحكى لك حكاية ونرسم هذه الحكاية الجميلة .
فرح حامد كثيرا بوجود صديقه الجديد .
وكان كل يوم يأتى علاء إلى بيت حامد ، يجلسان معا ، يتعلم حامد القراءة والكتابة ، ويرسم بالألوان الجميلة فى كراسة الرسم ، وقد حفظ حامد الأناشيد والأغانى التى علمها له علاء ، وكان كل يوم يقف فى النافذة صباحا يسمع طابور الصباح من المدرسة القريبة ، ويحى العلم مع التلاميذ ، ويغنى معهم نشيد بلادى بلادى .
وقرر حامد أن يكون رساما مشهورا، مثل الرسامين الذين سمع عنهم كثيرا من صديقة علاء ، مثل حامد ندا ، وبيكاسو ، وفان جوخ ، وغيرهم ، لأنه أحب الرسم كثيرا ، وأول صورة رسمها كانت صورة علاء صديقة والتى أعطاها له هدية .
فرح علاء بالصورة كثيرا ، وقد أتفق مع الأطفال فى الشارع ، أن يرسم حامد لهم بعض الصور، مقابل مبلغا من المال ، ووافق الأطفال ، وأخذ حامد كل يوم يرسم صورة لطفل ، وعلاء يأخذ المال إلى أن تجمع مبلغا كبيرا .
وفى يوم من الأيام دخل علاء ومعه والده وهو يجر كرسيا جديدا بعجل لحامد كى يجلس عليه ، ويخرج من البيت ، ويلعب مع الأطفال .
ومن يومها صار حامد رساما كبيرا ، يرسم صورا جميلة ويبيعها لأهل الحى والأصدقاء ، وأقام معرضا جميلا فى حجرته بالبيت الجديد ، وحضر جميع الأطفال ، ومعهم الهدايا والورود الجميلة لحامد ، ومن يومها لم يعد حامد يشعر بالوحدة ، ولا يقف بالنافذة يبكى

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون