الجمعة، 20 فبراير 2015

خرائب الوظيفة

خروجا من الوظيفة وهرتلات الموظفين واكتئاب السيد المدير وزحام الشوارع والسيارات قررت أن تذهب إلى الأوبرا لكسر إيقاع الوحدة والصمت وهروبا من دفتر الحضور والانصراف والتكدس فى حجرة قمىئة ممتلئة ببقايا الطعام والفئران المفتت من ورق الجرائد القديمة ومروحة السقف تحرك كل ما هو ساكن من غبار وأتربة والحكايات عن الثعابين التى تأتى من حديقة مبنى وزارة الخارجية الفخم المهيب وكل يوم تأتى رائحة النجيلة العطنة تذكم تلأنوف وتظل تشم فيها وتعطس وما على السادة الزملاء إلا جمع الحسنات على حسابها
- يرحمكم الله يا أستاذة
ترد بين الأستياء والتعب
يرحمنا ويرحمكم جميعا
ثم تترك المكان خارجة فى محاولة لا ستنشاق بعضضض الهواء الجاف فلا تجد سوى عادم السيارات الذى يملأ المكان ودومات من الأتربة تتصاعد فوق رأسها ترفع رأسها عاليا وتنظر إلى مأذنة السلطان أبو العلا فتضحك وتناديه  عجبك كدا ؟ ثم تضحك فى سرها وتتجه ناحية المبنى البعيد تنظر إلى الدكك والتخوت المتراصة فى صمت  تدخل فصلا من الفصول وتفتح الكتاب الذى فى يدها وتبدأ فى القراءة صامتة مازال أمامها من الوقت الكثير لكى تقرأ وتكتب وتناقش أصدقاءها فى السياسةة والفن والحب وأمراض الصدر والكلى والحساسية والسرطان
لقد أكل المرض العديد من صحباتها الجميلات ألتهم أثدائهن مثل حيوان مفترس لا يشبع أبدا
فى معهد الأورام الذى أودعت فيه زوجها من قبل  ذهبت بالأمس مع صديقة لها إلى قسم الأشعة والمسح الذرى فعادت الذكرى تطفو على رأسها وهى تسير بين الحجرات وفى الممرات الطويلة تقطع الطرقات بخطواتها السريعة وقررت الذهاب إلى الدور العاشر حجرة 2 ربما تراه راقدا على السرير بجوار النافذة ينظر بعينيه الواسعتين على السماء المفتوحة أمامه وأنا أجمع خصلات شعره المتساقط على الوسادة وتضعه داخل كيس من البلاستيكوعندما يسألها  أنت بتعملى إيه
تضحك ضحكا مرا ومؤلما  بجمع شعرك الحرير يضحك هازء  اعمليه مخده
تميل عليه وتقبله فى رأسه  والله أنت خساره فى البلد دى
يمد يديه وياخذ كفها الصغير بينهما ويبتسم  أنت اللى خساره فى البلد دى والله
تتنهد بعمق وصبر  ولا يهمك أزمة وتعدى وبكره تبقى عال ونضحك على الأيام دى ؟
ثم تزغده فى كتفه بدلال  إيه يا راجل الجمل ها ينخ طول عمرك قدها وقدود مش فيه أحزان كتير عدت من قبلها
يبتسم ويحيويها بين ذراعيه الضعيفتين فترى نقاط زرقاء وبنفسجية تنتشر على ظهر يديه
تفتح درج الكومدينو وتخرج مرهم الكدمات وتدلك له يديه برفق وحنو وهى تقرأ قصار السور والمعوذتين والدموع تسيل من عينيها فى نهر لا يتوقف جريانه

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون