بسملة تحب الحكايات
عند بسملة عروسة جميلة اسمها ساندى .
بسملة تحب عروستها كثيرا ، وعند النوم تأخذها
فى حضنها ، وتحكى لها الحكايات الجميلة .
قالت بسملة لساندى : كان ياما كان فى سالف
العصر والأوان ، أميرة جميلة ، اسمها عطر الحكايات .
وكانت أمها تسميها العطرة .
وكانت كل ليلة تجمع الأميرة الأطفال الصغار ،
وتحكى لهم حكايات عن بلاد بعيدة ، يعيش فيها الناس سعداء ، دون ظلم ، ويحبون ملكهم
العظيم العادل .
وفى يوم من الأيام مات الملك العادل ، وترك
وراءه طفلتين صغيرتين لا تعرفا شيئا عن أصول الحكم .
وكان لهاتين الطفلتين مربية عجوز طيبة اسمها
نسمات .
وكانت نسمات تحب الطفلتين حبا جما ، فخافت
عليهما من غدر عمهما الذى أصبح وصيا عليهما ، وقالت لهما : ياأميراتى الصغيرتين
تعال معى نهرب من هذا القصر ، ونذهب عند ملك الدولة التى تجاورنا ،إنه رجل طيب
وأمين ، ويحب والدكما ، وعندما تكبرا نعود إلى المملكة والشعب الطيب .
خافت الكبيرة كثيرا من كلام المربية نسمات ،
وقالت لها : وكيف نعرف الطريق ، وكيف نذهب ، ومتى نعود ، أنا خائفة ؟
قالت لها المربية : لاتخافى يامولاتى ، سوف
أحملك على ظهرى أنت وأختك ، وأطير بكما بعيد ، بعيدا ، فاخى ربيع المحبة يعمل هناك
فى المملكة .
وفى كل ربيع سوف نأتى إلى المملكة ، ونشاهد
الملكة الأم ، والناس من بعيد ، ونتسمع الأخبار ، ونعرف ماذا يحدث ، ثم نعود إلى
مكاننا البعيد .
أنت على شكل النرجس ، والأميرة الصغيرة على
شكل زهرة الداليا الجميلة .فرحت الطفلتان بهذه الفكرة وقالتا : شكرا لك يانسمات
أيتها المربية الطيبة .
ولكن العم الشرير كان واقفا بالباب وسمع
الحديث الذى دار بين المربية والطفلتين ، فدخل فى سرعة وقتل الطفلتين الصغيرتين ،
فخرج الدم متدفقا ، ولكن رائحتهما صارت ذكية وجميلة وطاهرة ، واخذت تملأ الدنيا
برائحة النرجس الحزين الطيب ورائحة الداليا الصغيرة .
وحملت المربية نسمات جثة الطفلتين ، وطارت
بهما بعيدا ، وكلما مرت ببلد من البلدان ، تطير رائحة ذكية تحملها المربية نسمات
مع الربيع فى كل عام ، فيشمها الناس ويقولون : الله هذه نسمات الربيع تمر بنا الآن
.