بسملة والإنتخابات
صحت بسملة من النوم مبكرا .
وقالت لأمها : سوف أذهب معك إلى الإنتخابات ،
فأنا أحب أن أرى هذا اليوم ، خصوصا ياأمى أول رئيس للجمهورية بعد ثورتين .
قالت الأم : نعم وسوف نعيش عصر جديد ، لأن
هذه الإنتخابات جاءت بعد ثورتين شعبيتين فى ثلاثة أعوام .
ولكن أنت الآن صغيرة ، وربما يكون الطابور
طويلا .
قالت بسملة : لقد كبرت ياأمى ، ولم أعد طفلة
صغيرة ، أنا بالصف السادس الإبتدائى ، وسوف أنجح بإذن الله ، فيجب أن أفهم واعرف
حقوقى وواجباتى ، واعرف ماذا يحدث ، لكى أختار بعد ذلك .
لقد سمعت خالو بالأمس يقول لأخى عمر : تعال
معى الإنتخابات غدا ياعمر ، حتى تعرف كيف تتختار وتتعلم .
ضحكت الأم وقالت : أخيك عمر فى الصف الأول
الثانوى ، وعنده ستة عشرة عاما ،وقريبا
سوف يستخرج بطاقة ، ويحق له الإنتخابات فى الثامنة عشرة .
أرتدت بسملة ملابسها فى سرعة وقالت لأمها :
ياأمى أنا كبرت ، وفى يوم من الأيام سوف أشترك فى بناء المجتمع فيجب أن أتعلم من
الآن .
واعدك أن أجتهد فى دروسى ، واصبح صحفية
مشهورة ،وأكتب عن هذا اليوم فى مذكراتى ، لقد سمعت أخى عمر يقول : إنه يريد أن
يصبح عالما ويدخل جامعة زويل ، ويدرس فيها ، فهو يحب الفزياء النووية كثيرا ،
وعنده عدة أختراعات ويريد أن يطورها ، وهو يقرأ كثيرا عن النانو تكنولجى والأبحاث
الحديثة .
وأنا أحب اللغة العربية ، وأقرأ القصص ،
وأشترك فى الصحافة المدرسية ، ومجلة الحائط ، وسوف أكتب موضوعا عن الإنتخابات بعد
ثورتين عظيمتين فى تاريخ المصريين ، هذه فرصة ذهبية ياأمى لكى أكتب عن إحساسى بصدق
، وعن رؤية وليس نقلا عن أحد ، حتى أكون صادقة فى أقوالى .
صمتت الأم قليلا ، ثم قالت لها فى حنان وود :
نعم يابسملة من حقك وحق كل طفل أن يعرف ويفهم ويبحث ويرى بنفسه ، حتى تتكون لديه
رؤية واضحة وصحيحة عن المجتمع ،هيا تعالى معى .