ميهى زهرة الخوخ
زمان فى سالف العصر والأوان ..
كان هناك فتاة جميلة ورقيقة تدعى ميهى ، كانت
عيناها تشبه عينا القط ، خضراوان لا معتان ، ووجهها مستديرا كالقمر فى ليلة البدر
.
وكانت ميهى تحب شجرة الخوخ كثيرا ، وترويها
بيديها الصغيرتين ، وتقف بجوار الشجرة تغنى لزهرة الخوخ الجميلة بصوت ناعم وحنون
وساحر .
فكان الناس دائما ينادونها ( ميهى زهرة
الخوخ) من شدة حبها لهذه الشجرة ورعايتها لها .
وفى يوم من الأيام مرضت والدة ميهى مرضا
شديدا ، وخافت ميهى على أمها كثيرا ، واستدعى الأب الطبيب وسأله : ماذا هناك
ياحكيم ؟
وضع الطبيب يده الشافية على جسد الأم المسجى
أمامه وقال له : أن عند زوجته مرض لا يقدر
عليه .
فحزن الأب كثيرا ، ولكنه لم يخبر ميهى بما
قاله الطبيب خوفا عليها من الحزن .
وبعد أيام قليلة توفيت أم ميهى ، وظلت ميهى
وحيدة ، تجلس بجوار شجرة الخوخ وتبكى .
وفى يوم من الأيام رأها الصقر وهو يرفرف
بجناحيه القويين فى الأعالى ، وسمع نشيج صوتها الباكى وهى تغنى لزهرة الخوخ
صديقتها ، فأخذ الصقر ينزل رويدا رويدا إلى أن حط على شجرة الخوخ وظل مكانه .
خافت ميهى عندما رأت الصقر يحط كل يوم فوق
شجرة الخوخ ويسمع غنائها الحزين ، فقررت ألا تخرج من البيت وتجلس فى الحديقة
بمفردها .
وكل يوم كان الصقر يحط و يجلس فوق الشجرة فى
إنتظار صوت ميهى الجميل لتغنى لزهرة الخوخ .
دون فائدة لأن ميهى خائفة منه ، فحزن وطار
بعيدا مغادرا الشجرة وهو يردد : ميهى الرقيقة غنى كى تفكى سحرى الشديد ، ميهى غنى
، ميهى هجرت الغناء خوفا منى ، يازهرة الخوخ ماذا أفعل لكى تعود للغناء من جديد ؟
فسمعت صوته عصفورة الكنارى الصفراء الكبيرة ،
فقالت له : لا تحزن ياصديقى الصقر ، سوف أجعل ميهى تعود للغناء من جديد ، وتغنى
لزهرة الخوخ .
وجمعت عصفورة الكنارى الصفراء صديقاتها
العصافير ، وفى الصباح الباكر وقفن جميعا فوق شجرة الخوخ ، وأخذن يزقزقن بصوت عذب
جميل .
سمعت ميهى صوت العصافير تزقزق ، فخرجت من
البيت وخافت على زهرة الخوخ .
فظلت العصافير تتقافز وتزقزق فوق الشجرة ،
مزقزقة بصوت مرتفع ، وترقص وتدور حول بعضها .
فرحت ميهى كثيرا بالزقزقة ، وأخذت تغنى بصوت
عذب جميل لزهرة الخوخ صديقتها .
وسمعها الصقر المجنح فى الفضاء ، فطرب لصوتها
، وفرد جناحيه وهو سعيدا بعودة صوت ميهى للغناء من جديد ، ونزل بهدوء وحط بعيدا عن
شجرة الخوخ ، ومع الأيام ومن شدة حبه لصوت ميهى وغنائها الجميل تحول الصقر المسحور
إلى أمير جميل .
ومن يوما لم يعد الصقر يحط على شجرة الخوخ ،
بل عندما يسمع صوت ميهى تغنى فى الفضاء ، يفرد
جناحيه ويظل هائما فى الفضاء الواسع ، يسمع صوتها الجميل فى حب وحنان وهو أمير
مسحور بصوتها .