الجمعة، 22 أغسطس 2014

قصة الأطفال


لى لى قلب الذهب
 

كان ياما كان .. فى إمبراطورية قديمة .

فتاة  سمراء جميلة ، ممشوقة القوام ، تشبه عود الأبنوس ، شعرها طويل طويل وناعم ، وملامحها هادئة ، وفى عينيها ذكاء حاد ولمعة براقة ، وكان أهم مايميز لى لى قلب الذهب هو قلبها الكبير الذى يشبه الذهب ، كانت رحيمة تحب الكبير وتعطف على الصغير ، وتساعد المحتاج ، فأطلقوا عليها لى لى قلب الذهب .

وكانت لى لى تعيش مع والدها ليون ، فارس شجاع ، يتسم بالهدوء والكبرياء ، والإعتزاز بالنفس ، والعمل الصادق فى صمت ، ويتمتع بمحبة الجميع .

وكان فى الإمبراطورية ، الأمير بطاح النطاح الشرير ، مغرور ثمين الجسد ، كريه الخلق ، يحب الأستحواذ على كل شىء يراه جميلا أو يسمع عنه .

وسمع عن لى لى قلب الذهب أبنة الفارس ليون الشجاع وعن قلبها الذهبى الكبير .

فقرر أن يستحوذ على لى لى ويأثرها لنفسه ، فأرسل فى طلب أبيها ليون الفارس ، بحجة قيام الحرب على أعداء يريدون الإغارة على الإمبراطورية .

جهز الفارس  ليون حصانه الأدهم السريع ، وجهز سيفه وحرابه أستعدادا للمعركة ، وسافر إلى الأميرالشرير فى العاصمة .

وهو فى أثناء الطريق ، تذكر ابنته لى لى قلب الذهب ، وكيف تركها بمفردها فى البيت .

فعاد من فوره غلى البيت ودخل صائحا ينادى : لى لى ياقلب الذهب ، أين أنتى ياجميلتى الصغيرة ، وأخذ ينادى وينادى .

دون أن يسمع لها صوتا ، أو يرى لها وجه .

وفتح باب حجرة لى لى ودخل فرأى على الأرض ثوب لى لى الأحمر الجميل الذى أشتراه من الهند لها والذى كانت ترتديه قبل أن يسافر ويتركها بمفردها ، ونظر بعيدا من الشباك على الأرض فرأى فردة حذاء لى لى الجميل والذى أشتراه من الصين لها ، ثم وجد خصلة شعر من شعر لى لى الأسود الطويل ، معلقة على باب البيت .

فهم الفارس ليون الشجاع بذكائه وفطنته أن لى لى ابنته خطفت واختفت من البيت ، فأخذ يسأل الجيران والأصدقاء ، فلم يعثر لها على أثر .

وأخذ يفكر ويفكر كثير ويربط بين سفره واستدعءه للحرب وأختفاء لى لى ، ففهم أنها لعبة الأمير الشرير الثمين وخطته الخبيثة ، فقرر الذهاب إلى قصر الأمير بطاح النطاح الشرير فى الحال .

ظل الفارس الشجاع مسافرا لأيام طويلة على صهوة جواده الأدهم ، ولا يهدأ له بال إلا بعد أن يعثر على ابنته لى لى ، وبعد عدة أيام من السفر قرر أن يبيت فى نزل للغرباء حتى يستريح من عناء السفر ، ويريح الحصان الأدهم صديقه .

وعندما دخل النزل ، رأى عن بعد حجرة بعيدة مضيئة بضوء خافت ، ويصدر عنها صوت أنين خافت ، ثم رأى مجموعة من الفرسان يحرسون مجموعة من الخيول خارج النزل ، والمكان هادىء وساكن ، أقترب من صاحب النزل وسأله من هؤلاء الفرسان ؟

قال صاحب النزل : أنهم فرسان الأمير بطاح النطاح الشرير ، جاءوا ليلة أمس بفتاة جميلة وحبسوها فى هذه الحجرة ، وهى الآن تبكى وتنادى على أباها ليون الفارس الشجاع ، هل تعرفه ؟

صمت الأب برهة ، ثم توجه نحو الحجرة فى خطوات بطيئة ، وخبط على الباب بأطراف أصابعة ثلاث خبطات متتاليات وقال بصوت خفيض : لى لى ياقلب الذهب  ، أنا أبيك ليون الفارس الشجاع ،لا تخافى ياحبيبتى .

هدأت لى لى ، وخبطت على الباب من الداخل ثلاث خبطات متتاليات ، وقالت : أهلا بك ياأبى .

عاد الفارس الشجاع إلى صاحب النزل وطلب منه أن يعرفه على فرسان الملك حتى يبيت معهم الليلة ويريح حصانه من عناء السفر .

وبعد أن تعرف ليون على الفرسان غير اسمه وانكر صفته وأدعى أنه تاجر كبير ويود زيارة الأمير بطاح النطاح حتى يعطيه هدية غالية عنده ، ونام ليله وسط الفرسان وأكل وشرب معهم .

وفى الصباح الباكر ..

وقف ليون الفارس الشجاع وقال : من يريد أن يعرف الهدية التى سوف أعطيها للأمير فليتقدم .

تقدم فارس أحمق وقال : أنا .

قال له ليون : شرط أن تبارزنى لتأخذ الهدية .

قال الفارس الأحمق : موافق .

تبارز ليون والفارس الأحمق وهزمه فخسر الهدية .

ثم تقدم فارس وفارس وفارس إلى أن خسروا جميعا ، إلا فارسا عنيدا ذو لحية مجعدة حمراء ، وشعر أشعث ، ظل واقفا عن بعد يشاهد المبارزة بين ليون والفرسان ، فأعجب بشجاعته وقوته .

وتقدم وقال لليون : ماهى هديتك الغالية حتى تقاتل وتبارز من أجلها هؤلاء الفرسان ؟

قال ليون : لى لى قلب الذهب .

تعجب الفارس العنيد وقال : أمن أجل قلب ذهب تحارب كل هذه الحروب ؟!

قال ليون : نعم ، إنه قلب يستحق المغامرة .

غضب الفارس العنيد وقال : نذهب عن الأمير أولا ، ثم نتبارز امامه وإن كسبت أستحق قلب الذهب ، وإن خسرت سوف أتتركك ترحل فى سلام .

وافق ليون ، وسافر مع الفارس العنيد ذو اللحية الحمراء عند الأمير بطاح النطاح الشرير ، وفى الطرق مرض ليون مرضا شديدا ، وتوفى على إثره .

وحزنت لى لى حزنا شديدا على أبيها ، وهى فى الطريق قالت : ياحظ لى لى العاثر ، مات أبوها قبل أن يكسب الرهان ، وظلت تبكى وتبكى إلى أن سمعها الفارس العنيد ، وسألها : لماذا تبكين ايتها الجميلة ؟

قالت : أبكى على ليون الفارس الشجاع الذى مات ، وحكت له الحكاية ، وفتش فى متاع ليون ووجد الفستان الأحمر ، وفردة الحذاء ، وخصلة الشعر الطويلة .

وعرف الحكاية من لى لى وأنها هى قلب الذهب التى تحدث عنها والدها .

قال لها الفارس العنيد : لا تحزنى ، لن نصل عند الأمير بطاح النطاح الشرير ، بل أنت أصبحتى وديعتى وهديتى من ليون .

قالت لى لى : لن يتركك الأمير الشرير ، ولن يجعلك تتمتع بهديتك ، سوف يأخذنى بالقوة منك ، فهو الأمير ، وأرسلك كى تأتى بى له .

قال لها الفارس العنيد : نعم نعم ، وماذا نفعل ؟

قالت له : أقتل الأمير ، أقتل الشر ، وانقذنى منه ، وسوف أكون هديتك ويرتاح ليون الشجاع فى قبره .

قال الفارس العنيد : كيف أقتله وهو الأمير ، وأنا فارس من فرسانه الأقوياء الشجعان ، وعنده من أمثالى كثيرين .

قالت له لى لى : أقتله بالحيلة ، أحتال عليه ، وانا أساعدك ، عندما تريد قتل الثعبان أضربه على رأسه ، أعرف المواضع الحيوية عن الأمير وأضربه فيها ، فأنت لا تحارب عدوا ، بل تحارب ما حوله  ، إن الأمير سمع عن جمالى ، ولكنه لم يران.

فأحضرت لى لى مقصا كبيرا ، وقصت به شعرها الطويل ، وأعطته للفارس العنيد ، وقالت له : أحتفظ بشعرى كى ندفنه مع جسد ليون أبى الفارس الشجاع ، ثم أحضرت ثيابا من الخيش وأرتدتها ، وكانت لى لى تجيد التمثيل ، فمثلت دور أنها امرأة عجوز بلهاء ، وقالت سوف أصعد إلى قصر الأمير بطاح النطاح ، وأحكى له ماحدث مع أبى ليون ، على أنه حدث لأبنتى لى لى الجميلة قلب الذهب ، وأدله على قبرها ، وعندما يأتى لزيارتها ، سوف أشرط عليه أن يأتى بمفرده ، وفى هذه اللحظة ، تظهر أنت وتقتله ، ونعود بجسد ليون على أنه جسد الأمير بطاح النطاح ، وندفنه فى حديقة القصر كرامة له ، وتصبح أنت الأمير من بعده ، وتتولى حكم البلاد ن وتصلح حال الرعية ، وتعاملهم بحب ، وقلب الذهب سوف تقف إلى جوارك .

أعجب الأمير العنيد ، بفكرة لى لى الماكرة ، وفعل الحيلة كما قالت له ، وقتل الأمير ، وانتصر على الشر ، وأصبح حاكما عادلا للمدينة ، وتزوج لى لى قلب الذهب .
                             

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون