سوريا الألم والحلم
أصبح الآن عندى بندقية فإلى سوريا خذونى معكم
."
عندما أشاهد شاشة التلفاز ، أنظر بغيظ ومرارة
إلى مايحدث لأهل سوريا الكرام ، من مذابح وإبادة ، وأسأل الله العلى القدير ، أن
يزيح هذه الغمة ، كى تعود الحياة إلى جمالها ورونقها السابق . وأنظر حولى أجد صورة معلقة أمام عيناى لى مع
أهل الرقة الكرام ، يوم ذهبنا نحن مجموعة الكتاب إلى بيت سورى فى عام 2008 لتناول الغداء بدعوة طيبة منهم ، كنا حوالى عشرة
كتاب من مصر مع بعثة القناة الثقافية ، فى مهرجان العجيلى بالرقة ، جلست بالقرب من
النافذة أتطلع إلى جمال الناس الطيبين من حولى وأنا أتناول الطعام الشهى ، وجميع
من بالبيت من نساء ورجال وأطفال يرحبون بنا بحفاوة بالغة ، وهم يدعون لنا ولمصرنا
الحبيبة ، كانت عيونهم الطيبة تشع بهجة ونورا ، وأنا أتابع الجدات الطيبات بضحكتهن
البريئة ، وأنا أتناول القهوة معهن فى حجرة خاصة ، ونحكى عن القاهرة وأهلها ، ثم
ذهبنا بعد ذلك غلى حلب كى نقلع من المطار ، وذهبنا إلى المقهى ، وأصر صاحبها أن
ينزل الطلبات مجانا ، كرامة وحبا فى أهل مصر ، ثم فى الليل تمشينا فى شوارع وسط
البلد لشراء بعض التذكارات للأهل ، وكان الناس فى المحلات يعرفون اننا مصريون ،
يلتفون حولنا ، يسألون عن مصر وأهلها ، ونحن سعداء بهذه الصحبة الطيبة .
وبعد ذلك ذهبت إلى سوق حلب القديم ، وأشتريت
عباءة بنقوش زخرفية جميلة ، مصنوعة بأيادى
رقيقة ومحبة .الآن أرتدى العباءة وأبكى حزنا على الدمار الذى أصاب البلدان بأيدى
قتلة لا يعرفون معنى الرحمة والسلام والمحبة .
فى قلعة جعبر
***********
وقف الصدقاء مبهورين
بالبنيان والقعة
وأنا الوحيدة
وقفت أنشد
مقاطع خاصة
من صلوات خاصة
لنهر الفرات
كى يوصلها إلى أصدقاءه
فى كل أنهار العالم
دجلة ، عطبرة، نهر النيل، نهر السين والراين
..
فى القاهرة
قاهرة المعز
يسير الناس حزانا على أختهم الشقيقة سوريا
وبائعى الورد يرسلون
بعض الزهرات البيضاء
حبا وسلاما للرقة ، لحلب ، لدمشق ، وأهلها.
شمس الرقة
ألا شمسا كشمس الرقة ؟!
تضىء لى الطريق .
والمسافات البعيدة المظلمة
فى روحى .
تهفو إلى لحظة عشق فى عينيك
البعيدتين .
البعيدتين دوما عن يدى .
أسافر بلادا بعيدة
أختال نفسى فرسة ،
أو فارسة ،
على صهوة جواد شديد البأس،
أدهم ،
يقطع الصحارى والفيافى ،
ولا يعبء بالليل ،
ولا يخاف من الأسود الكاسرة ،