الاثنين، 15 يوليو 2013

رائحة الفام شيك

من ضمن العطور الشرقية والتى أعشقها من منتجات قسمة والشبراويشى ، هو عطر الفام شيك ، وكان كلما أعطانى الله مبلغا من المال  ، كنت أذهب لشراء زجاجة كبيرة من العطر لى وأخرى لأمى .
ولكن أمى كانت تفضل السيكرية مثل أمها ، وكنت عندما أنتوى الذهاب إلى جدتى ف القرية ، أشترى لها زجاجة جديدة من العطر الفواح والمسمى السكرية برائحتها النفاذة التى كانت تضعها على ملابسها الفلاحى الجميلة وتتشح بالشال القطيفة الأحمر ، كانت جدتى رغم بساطتها وطيبتها تحب العطر والشال القطيفة والجلابية الفلاحى أم كرانيش ، وتشترى لجدى جلابية كشمير من الأصلى وكانت تضحك معنا دائما وهى تقول ( أدخل على عدوك معرش ولا تدخل عليه مكرش ) وكنا نضحك ضحكات متواصلة من كلماتها الجميلة وأمثالها البليغة ، لقد علمتنا الكثير ونحن صغار ، وأكم من حكايات عن الجن والعفاريت وجنية الساقية وست الحسن والجمال ، وغيرها من الحكايات التى لا تنتهى ، وكنت دائما أحرص عندما أذهب إليها فى القرية أن أفتح الصندوق الخاص بها وأتأمل المحتويات الجميلة وخصوصاالأطباق الصينى النادرة والشفشق المزوق بالورود الحمراء ، والمشط العاج الأسود ، والمكحلة الفضة ،كانت تحتفظ بكل شىء ، وعندما توفيت سألت خالتى عن كل هذه الأشياء :ضحكت بأستغراب وقالت لى : والله ما أنى عارفة الحاجات دى راحت فين ، أزى يابنت أختى فاكرة كل ده ؟
نسيت أن أقول  لها أن هذه الأشياء هى جزء أصيل من نسيج حياتى ، وبكيت فى صمت وأنصرفت من أمامها وأنا مازلت أذكر تلك الأشياء الحبيبة والأغانى الجميلة عندما كانت تغنيها لنا ونحن تحت التوتة فى سهرات الصيف الجميلة ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ) ورائحة الشاى على القوالح والذرة المشوى والبطاطا الساخنة تلسع أيدينا الصغيرة .
اليوم !
واليوم تحديدا وبعد هذا العمر الطويل وكل ما مر من أحداث  ، تذكرت جدتى وعطرها  ، فذهبت إلى البائع ،  وأشتريت زجاجة عطر كبيرة من روائح جدتى المحببة , أشتريت لى زجاجة فام شيك ولها زجاجة سكرية كبيرة ، وأنا أردد ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ، عندكو ترعو وعندنا مالح ) .
رحم الله الأيام الجميلة ، ورحم جدتى المحببة .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون