من ضمن العطور الشرقية والتى أعشقها من منتجات قسمة والشبراويشى ، هو عطر الفام شيك ، وكان كلما أعطانى الله مبلغا من المال ، كنت أذهب لشراء زجاجة كبيرة من العطر لى وأخرى لأمى .
ولكن أمى كانت تفضل السيكرية مثل أمها ، وكنت عندما أنتوى الذهاب إلى جدتى ف القرية ، أشترى لها زجاجة جديدة من العطر الفواح والمسمى السكرية برائحتها النفاذة التى كانت تضعها على ملابسها الفلاحى الجميلة وتتشح بالشال القطيفة الأحمر ، كانت جدتى رغم بساطتها وطيبتها تحب العطر والشال القطيفة والجلابية الفلاحى أم كرانيش ، وتشترى لجدى جلابية كشمير من الأصلى وكانت تضحك معنا دائما وهى تقول ( أدخل على عدوك معرش ولا تدخل عليه مكرش ) وكنا نضحك ضحكات متواصلة من كلماتها الجميلة وأمثالها البليغة ، لقد علمتنا الكثير ونحن صغار ، وأكم من حكايات عن الجن والعفاريت وجنية الساقية وست الحسن والجمال ، وغيرها من الحكايات التى لا تنتهى ، وكنت دائما أحرص عندما أذهب إليها فى القرية أن أفتح الصندوق الخاص بها وأتأمل المحتويات الجميلة وخصوصاالأطباق الصينى النادرة والشفشق المزوق بالورود الحمراء ، والمشط العاج الأسود ، والمكحلة الفضة ،كانت تحتفظ بكل شىء ، وعندما توفيت سألت خالتى عن كل هذه الأشياء :ضحكت بأستغراب وقالت لى : والله ما أنى عارفة الحاجات دى راحت فين ، أزى يابنت أختى فاكرة كل ده ؟
نسيت أن أقول لها أن هذه الأشياء هى جزء أصيل من نسيج حياتى ، وبكيت فى صمت وأنصرفت من أمامها وأنا مازلت أذكر تلك الأشياء الحبيبة والأغانى الجميلة عندما كانت تغنيها لنا ونحن تحت التوتة فى سهرات الصيف الجميلة ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ) ورائحة الشاى على القوالح والذرة المشوى والبطاطا الساخنة تلسع أيدينا الصغيرة .
اليوم !
واليوم تحديدا وبعد هذا العمر الطويل وكل ما مر من أحداث ، تذكرت جدتى وعطرها ، فذهبت إلى البائع ، وأشتريت زجاجة عطر كبيرة من روائح جدتى المحببة , أشتريت لى زجاجة فام شيك ولها زجاجة سكرية كبيرة ، وأنا أردد ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ، عندكو ترعو وعندنا مالح ) .
رحم الله الأيام الجميلة ، ورحم جدتى المحببة .
ولكن أمى كانت تفضل السيكرية مثل أمها ، وكنت عندما أنتوى الذهاب إلى جدتى ف القرية ، أشترى لها زجاجة جديدة من العطر الفواح والمسمى السكرية برائحتها النفاذة التى كانت تضعها على ملابسها الفلاحى الجميلة وتتشح بالشال القطيفة الأحمر ، كانت جدتى رغم بساطتها وطيبتها تحب العطر والشال القطيفة والجلابية الفلاحى أم كرانيش ، وتشترى لجدى جلابية كشمير من الأصلى وكانت تضحك معنا دائما وهى تقول ( أدخل على عدوك معرش ولا تدخل عليه مكرش ) وكنا نضحك ضحكات متواصلة من كلماتها الجميلة وأمثالها البليغة ، لقد علمتنا الكثير ونحن صغار ، وأكم من حكايات عن الجن والعفاريت وجنية الساقية وست الحسن والجمال ، وغيرها من الحكايات التى لا تنتهى ، وكنت دائما أحرص عندما أذهب إليها فى القرية أن أفتح الصندوق الخاص بها وأتأمل المحتويات الجميلة وخصوصاالأطباق الصينى النادرة والشفشق المزوق بالورود الحمراء ، والمشط العاج الأسود ، والمكحلة الفضة ،كانت تحتفظ بكل شىء ، وعندما توفيت سألت خالتى عن كل هذه الأشياء :ضحكت بأستغراب وقالت لى : والله ما أنى عارفة الحاجات دى راحت فين ، أزى يابنت أختى فاكرة كل ده ؟
نسيت أن أقول لها أن هذه الأشياء هى جزء أصيل من نسيج حياتى ، وبكيت فى صمت وأنصرفت من أمامها وأنا مازلت أذكر تلك الأشياء الحبيبة والأغانى الجميلة عندما كانت تغنيها لنا ونحن تحت التوتة فى سهرات الصيف الجميلة ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ) ورائحة الشاى على القوالح والذرة المشوى والبطاطا الساخنة تلسع أيدينا الصغيرة .
اليوم !
واليوم تحديدا وبعد هذا العمر الطويل وكل ما مر من أحداث ، تذكرت جدتى وعطرها ، فذهبت إلى البائع ، وأشتريت زجاجة عطر كبيرة من روائح جدتى المحببة , أشتريت لى زجاجة فام شيك ولها زجاجة سكرية كبيرة ، وأنا أردد ( ياللى ع الترعة حود ع المالح ، عندكو ترعو وعندنا مالح ) .
رحم الله الأيام الجميلة ، ورحم جدتى المحببة .