أخذ نفس الصوت والشكل !
كنت ومازلت أحاول أن أفهم ما بعد الحداثة .
والكلمات الكثيرة والمصطلحات أصبحت تؤرقنى ، وبوادر الشطط تحل على ذهنى فى بعض الأحيان .
وقف قبالتى فى النافذة وكان المشهد كا الأتى ، أخذ ينادى على أخيهالصغير وعلى أبنه وبنته بصوت مرتفع ، وبين النداء والنداء يقوم ببعض النحنحات الخفيفة ، ويتحرك يمنه ويسره فى النافذة باحثا عن الصغار .
نفس المشهد والحركة والوقفة والصوت الرخيم المرتع .
كان يفعلها أباه بعدما يستيقظ من النوم فى العاشرة تماما ، يقف فى النافذة وينادى على أبنه ليأتى له بباكو المعسل من البقال ، ثم يتنحنح بعض النحنحات الخفيفة ويبدأ فى الصباح على الجيران فى الشارع .
أنا أعرف جيدا أنه كان أعمى ، ولكنه كان يعرف الجميع ويميزهم من خلال أصواتهم ، وكان ضخم الجثة ، لهذا كان يتحرك يمنه ويسره وهو واقفا فى النافذة كأنه يتحرك ليريح قدم ويقف على القدم الأخرى .
وهكذا ..
ماذا فى هذا المشهد لفت نظرى ، بداية أنه الصوت .
بعد وفاة الأب بعدة أيام وقف أبنه الأكبر فى نفس النافذة صباحا وأخذ ينادى على أبنه ليأتى له بعلبة سجائر كليوباترا .
هل يوجد غرابة فى شىء ؟
نعم .
إنه الصوت الرخيم الجهورى المشابه لصوت الأب والذى لأول مرة أنتبه له ، أنه بنفس النبرة ، وكأن الأب هو الذى ينادى .
لحظتها تنبهت جيدا ، وأغلقت الكتاب الذى كان فى يدى ، وكنت أقرأه بتمعن أنه كتاب ( البديل الثالث ) للكاتب الأمريكى أر أتش كوفى والذى قرأت له من قبل كتاب ( العادات السبع للناس الأكثر فاعلية ) وأعجيت به كثيرا ووضعت خطوطا كثيرة أسفل الجمل التى وجدت فيها نفسى ، حتى عندما أعطيته لأبنتى الصغرى وقرأته كانت تندهش وتنادينى : أنت أهه ياماما !
كوفى يكتب عنك .
فأضحك من بعيد وأناديها بأفتخار وأعتزاز بالذات : عشان تعرفى أنا مشهورة يابنتى .
بالطبع هو لم يكتب عنى أنا صفاء عبد المنعم الكاتبة والمتعينة فى الوجود الأنى ولا يعرفنى .
ولكن أبنتى وجدتنى أتشابه مع المقولات والفاعليات التى يكتب عنها ، أنها أكتشفت وجودى الغائب عنه هو والحاضر بالنسبة لها بين دفتى الكتاب الفكرى والثقافى والأبداعى وقبضت علىّ .
بالضبط مثلما حدث معى اليوم عندما سمعت الصوت المتشابة قبضت على الأب والأبن فى نفس اللحظة ، وربما كنت أسمعهما كثيرا يناديان ويتحركان ويطلان من نفس النافذة عادى .
ولكن القبض فى لحظة الأكتشاف الوجودى الغائب ، بمعنى أبنتى أكتشفت وجودى الغائب بالنسبة للكاتب وكذلك أنا أكتشفت وجود الأب الغائب فى الأبن الحاضر فى الصوت .
وهكذا ...
تتوالى الأكتشافات فى لحظة هنا والآن ، ندرك الشىء عندما نقبض عليه فى لحظة وجوده المتمثل فى الوجود الفعلى عند الآخر الشبيه .
كنت ومازلت أحاول أن أفهم ما بعد الحداثة .
والكلمات الكثيرة والمصطلحات أصبحت تؤرقنى ، وبوادر الشطط تحل على ذهنى فى بعض الأحيان .
وقف قبالتى فى النافذة وكان المشهد كا الأتى ، أخذ ينادى على أخيهالصغير وعلى أبنه وبنته بصوت مرتفع ، وبين النداء والنداء يقوم ببعض النحنحات الخفيفة ، ويتحرك يمنه ويسره فى النافذة باحثا عن الصغار .
نفس المشهد والحركة والوقفة والصوت الرخيم المرتع .
كان يفعلها أباه بعدما يستيقظ من النوم فى العاشرة تماما ، يقف فى النافذة وينادى على أبنه ليأتى له بباكو المعسل من البقال ، ثم يتنحنح بعض النحنحات الخفيفة ويبدأ فى الصباح على الجيران فى الشارع .
أنا أعرف جيدا أنه كان أعمى ، ولكنه كان يعرف الجميع ويميزهم من خلال أصواتهم ، وكان ضخم الجثة ، لهذا كان يتحرك يمنه ويسره وهو واقفا فى النافذة كأنه يتحرك ليريح قدم ويقف على القدم الأخرى .
وهكذا ..
ماذا فى هذا المشهد لفت نظرى ، بداية أنه الصوت .
بعد وفاة الأب بعدة أيام وقف أبنه الأكبر فى نفس النافذة صباحا وأخذ ينادى على أبنه ليأتى له بعلبة سجائر كليوباترا .
هل يوجد غرابة فى شىء ؟
نعم .
إنه الصوت الرخيم الجهورى المشابه لصوت الأب والذى لأول مرة أنتبه له ، أنه بنفس النبرة ، وكأن الأب هو الذى ينادى .
لحظتها تنبهت جيدا ، وأغلقت الكتاب الذى كان فى يدى ، وكنت أقرأه بتمعن أنه كتاب ( البديل الثالث ) للكاتب الأمريكى أر أتش كوفى والذى قرأت له من قبل كتاب ( العادات السبع للناس الأكثر فاعلية ) وأعجيت به كثيرا ووضعت خطوطا كثيرة أسفل الجمل التى وجدت فيها نفسى ، حتى عندما أعطيته لأبنتى الصغرى وقرأته كانت تندهش وتنادينى : أنت أهه ياماما !
كوفى يكتب عنك .
فأضحك من بعيد وأناديها بأفتخار وأعتزاز بالذات : عشان تعرفى أنا مشهورة يابنتى .
بالطبع هو لم يكتب عنى أنا صفاء عبد المنعم الكاتبة والمتعينة فى الوجود الأنى ولا يعرفنى .
ولكن أبنتى وجدتنى أتشابه مع المقولات والفاعليات التى يكتب عنها ، أنها أكتشفت وجودى الغائب عنه هو والحاضر بالنسبة لها بين دفتى الكتاب الفكرى والثقافى والأبداعى وقبضت علىّ .
بالضبط مثلما حدث معى اليوم عندما سمعت الصوت المتشابة قبضت على الأب والأبن فى نفس اللحظة ، وربما كنت أسمعهما كثيرا يناديان ويتحركان ويطلان من نفس النافذة عادى .
ولكن القبض فى لحظة الأكتشاف الوجودى الغائب ، بمعنى أبنتى أكتشفت وجودى الغائب بالنسبة للكاتب وكذلك أنا أكتشفت وجود الأب الغائب فى الأبن الحاضر فى الصوت .
وهكذا ...
تتوالى الأكتشافات فى لحظة هنا والآن ، ندرك الشىء عندما نقبض عليه فى لحظة وجوده المتمثل فى الوجود الفعلى عند الآخر الشبيه .