الخميس، 4 أبريل 2013

لم تعد تذكره إلا كالحلم

لم تعد تذكره إلا كالحلم
عندما يأتى إليها فى الأزمات ، تراه باشا ضحوكا ، بصحة جيدة .
وتطن الهواجس الباطنية فى داخلها . أنه يحيا ويتركها وحيدة تقاسى الضجر ، وصوت البحر الصاخب فى قلبها العاشق المهجور .
دائما تشتاق غلى لمساته ، همساته ، إلى الحب معه ، قلبها قلب طفلة لم تغادرها أحلام الطفولة .

حدثته كثيرا عن تلك الحالة الشعورية ، أن قلبها قلب طفلة صغيرة فى سن المراهقة ، لم ينفر نهداها بشكل جيد ، وعقلها عقل كاهنة فى معبد ديلفى .

هو كان يضحك .
ويملأ رئتيه برائحتها الطازجة ، وشعرها المبعثر حول كتفيها ، شعرا جميلا مبتلا ، يعطيها  بهاءً وشموخاَ ، إنها فينوس الجميلة خارجة الآن من البحر .

هى كانت تحب نفسها هكذا .
وخاصة عندما ترى نفسها فى عينيه .
وراحت أنامله الطيبة تحرك بعض الشعيرات القليلة المبعثرة ، وتبعدها عن وجهها .
فتضحك بود وعمق : يالله ، بحبك يايحيى .
وتدفن رأسها فى صدره ، فيضمها بقوة اب حنون ، وقلب ملاك طيب ن وأنفاس عاشق .

كانت تحرقها تلك الأنفاس .
وهو يصنع موسيقاه الخاصة فوق ظهرها ، ويعزف بأوتار عاشق , ويغنى بترانيم شجية من زمن سحيق ، ويدق بطرف السبابة بعض الدقات الخفيفة التى تشى بالنشوة والحب .
يالله !
هذه الدقات ، كانت تسمعها تسرى فى جسدها من أطراف أصابعه إلى أطراف قدميها .
فتطير ، تطير , وترتفع .
وتقول له ضاحكة : أحبك .
وتضحك ، وتمس داخلأذنه بقوة : بحبك .

وعندما ينتهى ، ويشبع ، ويسير ممتلأً وقويا .
تكون هى أرتفعت عن الأرض ، وطارت ، وحلقت ، وعادت ، وأختفت من أمام عينيه .
يجرى تحت الدش البارد .
وتسمع صفيره فى الفراغ مع صوت الماء الهادر من الدش على رأسه .
 فتناديه : يايحيى خذ الكتاب .
ثم تقوم على مهل ، بعد أن تكون حبكت الملاءة حول جسدها العارى ، وتضع شريط كاظم الساهر يغنى ( قولى أحبك كى تزيد وسامتى ... وتصير جبهتى قنديلا ..)
ثم تشعل سيجارة من علبته وتغنى مع الأغنية .
تغنى
تغنى
وهو يصفر تحت الماء الهادر من الدش .

هكذا خرج هو من رائحته .
وترك لها بعض القبلات ورحل .
 

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون