الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

دون قصد

كان مشهدا عاديا .
لم يكن فيه من الدرما ما يستدعى كل هذه الحالة من البكاء والحزن .
مجرد مشهدا يراه كل يوم مئات المرات بحكم عمله , بحكم العادة . بحكم زحام الطريق .
أم فقدت ابنها وهى تعبر الشارع .
مجرد عربة هرسته , وجعلته أرضا وهو مازال قابضا على يد أمه .
ولكن لماذا وضع السائق راسه على الدريكسيون وظل يبكى بكاءا حارا , جعل المارة يتعاطفون معه , ويتركون الم وابنها ؟
ويلقون عليه وابلا من المهدئات والكلمات والدعوات , والصبر والأله الذى يسكن السماء كان معه .
وأنه لم يقصد !
ولم يحمل ضغينة للأم ولا لأبنها .
وكان الطفل سوف يموت .
سوف يموت .
الأم والأبن والطريق والمارة والعربات الذاهبة و والعربات الأتية ,والمنازل والجيران , والشرطى , وجميع ممولى ورؤس الموال والبنوك والسينمات ومنظمات المجتمع المدنى والمسارح والقضاة والمحامين وكل من أرسلهم الله لهداية البشر , اجمهوا على أنه مجرد سبب .
وتركوه يرحل .
بمجرد أن سامحته الم , ولمت جسد أبنها بين يديها و وغطته بشال راسها و وانطلقت تعبر الطريق .

                                                        *********************

                                                                                                       فبراير 2003

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون