الأحد، 22 أبريل 2012

أنا عصامية لم يساندنى أحد ( حوار جريدة العربى 22 أغسطس 2010 )

صفاء عبد المنعم : أنا عصامية لم يساندنى أحد
" وزارة الثقافة لها ناسها التى تهتم بهم وآخرون تتجاهلهم تماما " التدريس والأدب متوازيان لا يمكن أن أترك واحدا منهما " حلاوة روح أبطالها هم الذين اخاتاروا لغتهم العامية " كما كتبت لنعمات البحيرى كتبت لأروى صالح ولسناء المصرى ومازلت أكتب لمجدى الجابرى .
                              ( أجرى الحوار سحر عبد الفتاح فى 22 أغسطس 2010 )

الأديبة صفاء عبد المنعم روائية وقاصة وباحثة فى مجال الأدب الشعبى . هى أديبة متميزة استطاعت أن تصنع لها مكانة خاصة بين أبناء جيلها . ودءوبه ولها اسهاماتها فى الحركة الأدبية والثقافية فهى دائما تشارك فى الندوات والمحاضرات ورغم كونها أديبة ألا أنها تتمسك بعملها كمديرة مدرسة وهى مصرية خريجة تربية عين شمس ودبلوم نقد فنى اكاديمية الفنون وحاليا تعد للماجيستير , وترجمت قصصها للفرنسية والأوزباكستنية والأيطالية وتناولت أعمالها الأدبية لرسائل دكتوراة وماجيستير على سبيل المثال د. زينب العسال كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ورحاب الدين الهوارى معهد النقد الفنى كما تناولت الباحث الأيطالى ( فرانشيسكو ) روايتها من حلاوة الروح فى رسالة دكتوراة . كما تناولت أعمالها دراسات منها ( أفضية الذات ) الأستاذ سيد الوكيل , وكتاب ( بلاغة السرد النسوى ) للدكتور محمد عبد المطلب , والناقد فاروق عبد القادر فى مجلة ( أتجاهات ) عن رواية من حلاوة الروح , ودراسات نقدية عام 2007 و وصدر للكاتبة 5 مجموعات قصصية ( حكايات الليل و تلك القاهرة تغرينى بسيقاناها العارية , بنات فى بنات , اشياء صغيرة وأليفة , بشكل أو بآخر , أنثى الخيال ) ولها تحت الطبع ( سيدة المكان , الألعاب الخطرة ) ومن الروايات ( من حلاوة الروح بالعامية المصرية , ريح السّموم , التى رأت , قال لها ياأنانا , فى الليل لما خلى , مثل ساحرة ) وتحت الطبع ( حافة الروح  ) وكذلك صدر لها كتاب ( أغانى وألعاب شعبية للأطفال , وسفينة الحلوى ) وتحت الطبع كتاب ( داية وماشطة ) .
وبمناسبة صدور روايتها ( بيت فنانة )
كان لنا هذا الحوار .
- من أين كانت بدايتك ؟
00 بدايتى كانت من قصور الثقافة  ( قصر ثقافة شبرا الخيمة و بهتيم وقويسنا  وبنها ) ومركز شباب ( المنشية الجديدة وشبرا البلد وأبو المنجا ومنطى ) وغيرهما من محافظة القليوبية اولا و شبرا الخيمة خاصة  وغيرهم الكثير وأنا فخورة جدا بهذا.

- من الذى ساندك فى مشوارك الأدبى وأسهم فى أثقال موهبتك ؟
00 لم يساندنى أحد فأنا عصامية لم اعتمد على آخر فيما وصلت أليه , ولم يقف بجانبى آخر , ولكنى قرأت كثيرا مثل أعمال ( ماركيز ) بالكامل وقرات الأدب العالم الكلاسيكى كله تقريبا .

- أنت مبدعة وتعملين مديرة مدرسة ألا تفكرى فى ترك التدريس لصالح البداع ؟
00 هما خطان متوازيان يسير بعضهما الى جانب الآخر , لااستطيع أن أترك واحدا منهما لأنى احبهما كثيرا و التدريس عملى وهو رسالة راقية وتربية نشء , الأدب هوايتى الذى أتنفس فيه ولا يمكن أن اتركه وايضا من دراساتى دبلوم النقد فى الأكاديمية أيضا لى دراساتى التى تخص مجال التعليم فأنا حاصلة على دبلوم الجودة بضمان جودة المدرسة وحاليا أعد رسالة عن ذلك كما درست ( الأدب الشعبى ) والتحقت بمعه الفنون الشعبية .

- أول مجموعة ( حكايات الليل ) صدرت مبكرا وكانت طباعة ( ماستر ) حديثينا عن هذه المجموعة ؟
00حكايات الليل كانت عام 1984 وهى عبارة عن مجموعة مشتركة مع الزميل عماد شندى وكنا فى بداية عملنا ولا نملك نقودا وتكلفت وقتها 250 جنيها .

- لماذا كتبت بالعامية رغم أن الكتابات الدبية بالعامية قليلة جدا ؟
00 لست وحدى من كتب بالعامية فالدكتور مصطفى مشرفة أشهر عالم كتب ( رواية قنطرة الذى كفر ومجموعة هذيان ) بالعامية وكان يقصد ذلك على الرغم كان من الممكن كتاباتها بالفصحى ولكنه عن قصد اختار هذا وايضا يوسف القعيد كتب لبن العصفور بالعامية .

- حلاوة الروح لاقت هجوما شديدا وعنيفا لأنها كتبت بالعامية ؟
00نعم . ولكن على الرغم من هذا لاقت نجاحا واسعا وشهرة كبيرة وقتها لأنها قريبة من المواطن المصرى البسيط وسبب هذه الرواية شنت على حرب شنعاء بحجة أنى اسأهدم اللغة العربية الفصحى لأن الرواية يجب أن تكون بالفصحى هى الأبنة الشرعية للأدب ولكن هذا ليس اختياريا فشخصيات الرواية هى التى كتبت لغتها , وهى لغة قاع المدينة , شخصيات شعبية من الصعب أن يتحدثوا بالفصحى , حلاوة الروح عمل عنها دراسات دكتوراة للباحث فرانشيسكو وترجمت للأيطالية .

- رواية ريح السّموم تحكى عن هجرة المصريين للخليج فهل سافرت لكى تكتبى هذه الرواية ؟
00لا . أنا رايت حالات أمامى تحكى عن الهجرة للخليج وعن المشاعر ( مسألة تصحر المشاعر ) وعندما يعودون يكونون محمليين بأفكار مختلفة عن اسرهم ووطنهم وأبنائهم مما أدى الى فطور عاطفى وجفاء وتفكك أسرى , وفكر غير مصرى .

- أحدث أعمالك الأبداعية بيت فنانة التى صدرت مؤخرا فما علاقة هذه البيوت ببعضها ؟
00 هى عبارة عن رحلة بحث عما هو أصيل وبسيط سواء فى الشخصيات أو المكان أو المواقف ولهذا السبب أخترت الغلاف لبيت زينب خاتون ( بيت العود ) الذى يؤكد على قصدى وتلك الرواية أهداء لروح صديقتى نعمات البحيرى وهو أول بيت فى الرواية ومنتهية ببيت زينب خاتون .

- هناك فصل فى بيت فنانة ( بين قوسين ) ماذا يعنى لك ؟
00يعنى الوحدة الملل الحصر و القيود التى وضعتها على نفسى بنفسى .

- لماذا أخترت مطلع أغنية نجاة ( صورة حلوة صورة مرة مرسومين لى فى كل حتة ) ؟
00 الأغنية كانت شغالة بالصدفة وانا أكتب فى الرواية وذكرتنى بذكريات جميلة يوم زفافى يوم ميلاد ابنتى ويوم كتابة أول قصة , يوم صدور أول مجموعة , صور وراء صور وأيضا ذكريات مرة , ولكن هذه هى الدنيا .

- ماسر اهتمامك بالفقراء والمهمشين فى أعمالك الأدبية ؟
00 أنا باحثة شعبية أتعامل مع الفقراء باستمرار اسمع لهم وأكل معهم واتقرب منهم لتعرف على طبعاتهم وأتعاطف معهم فهمعلى الأرض لا يحتاجون وساطة للوصول اليهم .

- قلت ذات مرة أن قهر المرأة والقمع الذى يمارس ضدها يترك للكتابة , فهل تتعرضين لمثل هذا القهر الذكورى ؟
00 أبدا . لايوجد فى حياتى على الطلاق أى قهر ذكورى فأنا ابنه وحيدة مدلله من أبى واخواتى الذكور , وكان زوجى يعاملنى معاملة مثالية .. ولكن هذا شأن أنسانى .

- أيضا ذكرت كما توجد امراة مقهورة يوجد رجل مقهور وهذا يناقض ماذكرتيه من قبل ؟
00 هى سلسلة قهر متصلة .. كما يقهر الرجل المرأة , فى عمله ومن المجتمع فى الخارج يرجع يقهر زوجته وبالتالى الزوجة تسقط هذا على البناء .

- من مجمل أعمالك نجد بها دائما نبرة حزينة ومرارة فهل هذا يرجع لوفاة زوجك الشاعر مجدى الجابرى ؟
00نعم . ولكن هذا ليس فقط لفقد زوجى فقدت أهلى واصدقائى أيضا , فزوجى دائما أشعر أنه بجوارى رغم وفاته وعندما فقدت سناء المصرى كتبت ( فرح بالموتى ) وأخيرا كتبت عن نعمات ( بيت فنانة ) كما كتبت عن أروى صالح ( شتاء ) وهم جميعا تركوا لى جروحا غائرة فجأة تعرت الحوائط التى كنت احتمى بها , والأهل .

- مار ايك فيما يسمى بكتابة الجسد ؟
00هذا يتوقف على مفهوم المبدع ويدخل فيه الثقافة والبداع والسياسة والموهبة , وهو عبارة عن تاريخ ممتد من الثقافات المختلفة فاذا لم يكن هناك هدف حقيقى منه وموهبة حقيقية حتما سيقع وسيكون له عمل أو اثنان وينتهى امره .

- هل تضعين قيودا على أفكارك وابداعاتك ؟
00 ابدا . لا أضع رقابة على أفكارى بل على العكس أخذ مساحة حرية وهو المطلوب من أجل الأبداع والفكر وسحر الكلمة .

- هل تشعرين أنك تأخذين حقك و وهل يوجد عدل فى وسط المثقفين ؟
00 لا أشعر أنى أخذت حقى , ولا يوجد عدل فى هذا الوسط , فهناك شخصيات تسلط عليها الضوء بسبب علاقاتها الشخصية والوساطة والعلاقات الآخرى , وشخصيات مجتهدة ولها تاريخها لا يسلط عليها الضوء ولا تلقى حظها من الشهرة فعلى سبيل المثال من ياخذ الجوائز الآن أشخاص ليس لهم تاريخ بل على معرفة باعضاء لجان التحكيم وتبادل مصالح فالمسألة أصبحت آلية مصالح مشتركة .

- هل احساسك بالظلم هو سبب موقفك الرافض من وزارة الثقافة ؟
00 أكيد . أن وزارة الثقافة أزمة ناس تهتم بهم وآخرون تتجاهلهم تماما , فكل مكان له ناسه واتجاهاته وأحب أن أكون حرة فى أبداعى وافكارى ولا يقضى عليه اى شىء حتى لو كان من قبل جهة ثقافية .

- فى النهاية لدى سؤال أخير .. هلى انت راضية عن مشوارك الأدبى ؟
00 كل الرضا . فلم يفرض علىّ شىء حتى هذه اللحظة ,لا فى الكتابة ولا فى الحياة , ولم أصل لأى شىء بالواسطة , وأعتبر نفسى محظوظة لأنى عصامية ولى نصيب من حب الناس والأصدقاء والنجاح ومازال لدى الكثير لأقدمه فى عملى وفى رواياتى .

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون