الجمعة، 17 فبراير 2012

عزيزى أصلان

الأن وللمرة الثانية انتهى من رواية وردية ليل ।
لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) ।
جملة ذكرتنى بمشهد موت العم مجاهد فى فيلم الكيت كات والشيخ حسنى يجره فوق عربة الفول , وضبابية الفجر خلفهما ।
أفق يفتح على أننا سوف ندفع تجاهه , واليوم ليس معى مليم , كى أرسل به برقية تهنئه أليك , أهنئك على روايتك "وردية ليل " التى أخيرا قرأتها ।
" ياه صعب قوى "
الليلة أرتدى التيير الأخضر والحذاء الشمواة الأخضر , أكور يدىّ وأنفخ فيهما نفسا دافئا , والبنايات العالية تتضخم أمام عينىّ فى شارع " قصر النيل "।
" ياه مجدى وحشنى قوى "
على مقهى البستان كانا صامتين , ويدخنان بشراهة وعدم اكتراث , استدارا بوجهيهما ناحيتى :كان لحق ।
اسكت أنت ياياسر । ليك وحشه كبيرة قوى يايوسف , تيجو نمشى لحسن البستان فاضى وممل ।
سرنا أنا وياسر الزيات ويوسف النجار । البرد يفجؤنا والشوارع خالية , نكور أيدينا وننفخ فيها । أنفخ بشدة وأنا أجرى بينهما ।
- تعرفوا ! الشرب فى الجو ده لذيذ ।
- يابنت المجنونة ! أهدى ।
- يوه يايوسف । أصل له وحشة كبيرة قوى ।
- تعالو نرجع القهوة ।
سينما قصر النيل تعرض فيلم (العسكرى الأزرق ) قلة يدخلون । لمحنا سليمان الصايغ يقف خلف بنت سمراء , تنظر الى أفيشات العرض بفستان تيل سادة ।
ندهنا فى نفس واحد : ياسليمان ।
استدار بارتباك ناحيتنا : أهلا , أنا كنت فى وردية وراجع , شفتوا أصلان ؟
- تلاقيه ع القهوة ।
اقترب يوسف : تعرف ياسليمان : أنا كنت هناك ع القهوة ," شفت أصلان وشحاته وناس كتير عاملين زينا , وأحنا بنشرب أزازتين البيرة فى كشك الخواجة على حساب سايمان الصايغ وبنضحك عليه وعلى روايح " ।
اقترب سليمان وسرنا : ياه يايوسف " تعرف قبل ما اجى عديت على ابراهيم فهمى صاحبنا اللى معايا فى الشغل , فتحت عليه الأوضه لقيته ممدد على الرض حزين ومركون على جنب وميت " ।
يبته زى ماهوه وجريت !
معرفش ايه اللى ودانى السينما وقابلتها , " لبسه فستان تيل ولمه شعرها " جت جنبى وطلبت ॥ ولما شدتها , رفضت تخرج للشارع , همست فى ودنى : أنا مابروحش بيوت ।
॥ توقفنا عن السير , كانت اندهاشة يوسف النجار أوسع من أن ندركها , ظل صامتا , ثم فاجأنا :" حاسس أنى هاموت زى العم مجاهد وحدى " امبارح , أم روايح ماتت على روحاها من الضحك وهيه بتقوللى :" يوه ياأستاذ يوسف لسك لوحدك منور ! " ومدت أيدها تحت منها وهرشت وهيه ॥بتضحك ।
" أنا كنت بحب فاطمه وهجوزها " ।

الليل يشعرنا بالوحدة وقسوة الشارع وهو يصفر حولنا , جعلت وجوهنا أكثر حميمية وأقل توترا ।
- خلاص ॥ أنا تعبت , ومترو الأنفاق خلص , تعالو نرجع ।
- خلاص نسيتى ؟
- لأ । أنا عايزة أشرب " على بابا " مكان ضيق وكئيب , ومبنى الجامعة الأمريكية يقف أمامنا شامخا فى وحشة ।।
- أزايز البيرة عملت جو ।
- يعنى المخزن مش لأحسن ؟
- يوه ياياسر كفاية شرب ।
- أنت بالذات تسكتى ।
فاكر يايوسف , مشهد الهرم , لما زنقه الشيخ حسنى فى الحمام । أنا ساعتها مت من الضحك والسيما هاجت ।
المشهد اللى معشش جوايا بجد , مشهد يوسف وهو متمدد ونايم والقارب على وش المية ।
- يابنت الجنية ।
- طول عمرى بحلم بالمشهد ده ।
مية وانا نايمة على ضهرى وأنا ॥
- من غير مركب ।
- من غير مركب وعريانه ।
- يابنت المجنونة ।
- الله يخرب بيتكم , البيرة دى هايلة ।


قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون