الخميس، 28 أكتوبر 2010

بضع سنتيمترات

رجل تشتته الخرائط .
فيقف على حافة الأشياء بين الغناء والصمت .
تذكره عيناها بالأنتشاءات السابقة , وبحبوحة الوقت .
ترفع كلفة بسيطة بينهما , وتحثه عما كان يلوذ بخاطرها لحظة أن كانت بينهما المسافات بعيدة .
فيتنهد , ويتأسف , ولا يفتح شفتيه .
فقد أثر الصمت والصبر والهمسة الحائرة بين قلبه وشفتيها .
المضحون لا يفكون عقد الكلمات بسهولة , ولا ينزلقون على عتبات الحب ولو كان ما يفصل بينهم وبين حبيباتهم بضع سنتميترات .
جاهدت كثيرا كى تبدو عميقة ودقيقة فى مشاعرها .
وهو بدا حذرا , خائفا , متلهفا على اتساع الأفق وصب خفقان قلبه فى لمسة يديه لحظة الوداع .
   
     المجاهدون الطيبون فى العلاقات الجديدة والتى ربما تنتهى بمأسوية ما ؟ دائما مترقبون للقدر فى هفواتهم , غزواتهم , واستعارة النار داخلهم .
     المحبون التعساء الذين لا يفصل بينهم وبين حبيباتهم سوى بضع سنتيمترات لهم الجنة .. حينما يتماسكون , ويعقلون مشاعرهم فلهم قدرة على أبتلاع الوقت , وتشتيت العقل والتركيز فى تفاهات الحديث .
فيمر الوقت دون أن يدركون أنهم ذاهبون بعيدا فتتفرق المشاعر وتخفق الكلمات , وينطلق كل منهم خارج الزمن فى متاهة لا حدود لها .

وتكون الخرائط قد كثرت وتشتت وأصبحت غير جامعة لهم .
" لم تكن قوة جذبه تساوى قوة أندفاعها نحوه "
فأخذت تتراجع , تتراجع بعدما داهمها الصمت والأرق .
رفعت سماعة التليفون مئات المرات , وتراجعت , ةهزت أركان الحجرة مرارا بصهد حرارتها , وصهد أرقها , وصهد تراجعها .
وهاتفت له : تصبح على خير .

قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون