الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

الحوائط

أجلس بين كومة الأوراق , وكوب الشاى , وأمبراطورية الحوائط .
أقلب صفحات قديمة عن ناس قدامى فى مدينة قديمة تدعى شبرا .
(كانت حدودها التى تمتد من تمثال رمسيس جنوبا !لى موقف الترام شمالا . )
يهيأ !لى أنى رأيت جنرالا يتجسد أمامى واقفا ببذته العسكرية وصولجانه فى يده .
                ( قرر أن يكون جنرالا لشبرا
                  تماما كما كان فى أحلامه
                  فكانت جنرالية شبرا .)
كانت هدى رغم صغر سنها تفضل أن تجلس وحيدة وتذهب !لى بيوت ( العزاب ) منتشية .
ثعلبة تدرك أن الصحراء تأتى تلو الصحراء .
وأن الحب وليد اللحظة واللذة .
كانت تفكر فى تركى بعد وفاة أمى التى ربتها منذ الصغر .
كانت تردد أن العالم يبدأ من أسفل سورتها , وأنها صاحبة أجمل تنورة على الأرض .
أوصتنى أمى عليها .
لكنها لا تسمع الكلام.
تسرق الجنيهات التى أتركها على المنضدة , أو تحت الوسائد .
وعندما أنهرها تردد فى أستهتار .
- يامدام الفلوس عصافير .
أضحك , وأهبدها على رأسها بقوتى : زى العصافير التانية .
كانت تأتى يوم السبت , تنظف البيت , وتزعجنى بصوت المكنسة , وتفتح علىّ حجرة النوم دون خجل , وعندما أغضبها تهدد بترك البيت .
هكذا كانت تحلم .
أن تخترق قلوب العاشقين وتهجرهم .
كان الضعف بالنسبة لها قبلة على خدها وتحكى دون حرج , تركع فى ضعف أمام أى جسد لرجل عارى .
أنها اللحظة .
النشوة , اللذة , أنه الألم يعتصر داخلها .
أنه يتفجر .
ابنة الجن ز
جميلة .
أذابت أحلام كثيرين بالضعف والقوة .

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون