صورة
----------------
كانت تقصد.
بالتأكيد كانت تقصد.
وفعلت ذلك عن عمد.
ربما تكون غير محترفة!
ربما!
عندما أعطيتها الموبايل وطلبت منها أن تأخذ
لي صورة.
كانت هى تجلس في الصف الأول، توسمت فيها
النقاء والصدق، أعطيتها الموبايل وأنا أضحك: ممكن تصوريني.
وفتحت الكاميرا أمامي.
جريت سريعا ووقفت في أخر الصف تجاه الجهة
اليمنى من الطابور الطويل، كنتُ الوحيدة التي تضحك بحبور سعيد، لأن الكاميرا موجهة
نحوي والموبايل خاص بي. وهى تجلس في أول الصف أمامي تماماً، وعندما توجهت كل
الكاميرات نحونا، ضحكنا جميعا ضحكة كبيرة وواسعة. عندما صرخ رجل هناك فى آخر
القاعة وهو يضحك: تشيز يا بنات. وقالت أخرى بصوت مرتفع: بطيخ.
فضحكنا جميعاً ضحكات واسعة وبريئة، نسينا
خلالها لمدة ثواني معدودات بعض الأرق والهموم و ساعات السفر والسنوات الكثيرة
الماضية.
أنتهى التصوير.
وألتقطت جميع الكاميرات الموجهة نحونا الصور
الضاحكة السعيدة.
ونزلنا جميعا من فوق المنصة المرتفعة عن
الأرض، وجرينا مسرعات لأخذ الموبايلات من المصورين والمصورات بالقاعة.
وعندما أقتربت منها وأنا سعيدة بالصورة وأقول
لها: شكراً جزيلاً لحضرتك.
وأنصرفت، وجلست في المقعد المخصص لي، فتحت
الموبايل وأنا في سعادة عارمة، أبحث في الأستديو عن الصورة التي ألتقطتها لي.
فلم أجدها.
أقصد لم أجد صورتي.
وجدت صورة بها جميع الفتايات ضاحكات جميلات
سعيدات، ولم أجد نفسي في آخر الصف على اليمين.
وعندما قمت من مكاني، وأخذت الموبايل، وأتجهت
نحوها كي أريها الصورة، وأسألها: أين أنا؟
وجدتها تضحك بطريقة بها كثير من الأنتصار
واللامبالاة، وقالت بغرور شديد: هو ده الكادر.
قلت لها غاضبة: ولماذا لم أظهر في الكادر؟
ضحكت، وأعتذرت، وقامت واقفة، ثم غادرت القاعة. وأنا أكظم غيظي الدفين.. على ضياع اللحظة.