السبت، 12 يونيو 2021

واحد حرية وصلحه

 واحد حرية وصلحه

كانت تعتقد أنها تمتلك العالم طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك وهى تشرب من علبة الكانز مستمتعة ببرودة المشروب الذى يهدأ من حرارة الجو الخارجى , وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد , وهى تردد بعض الأغانى داخلها وأحيانا تصفر صفرات ضعبفة وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة من أحدث الموديلات العالمية والألوان المبهجة والمميزة والتى لا تجد مثلها الا فى محلات الزمالك الراقية , حتى الفاكهة طازجة ومعروضة بشكل مغرى , قررت أن تشترى كيلو كيوى وكيلو عنب أسود وكيلو كريز أحمر والذى لا تجده الا هنا وزيادة فى الأبهة والتطفل قررت أن تسأل عن سعر تايير بديع لونه روز فيه أناقة بالغة .

دفعت باب المحل المكيف.

فقابلها الهواء باردا ومنعشا بعثر بعض الشعيرات المصبوغة حديثا , ونزلت بعض الدرجات الرخامية البضاء , وأخذت تتجول بعينيها باحثة عن فتاة المحل . أتت أليها بنت جميلة وسألتها : أيوا يامدام أأمرينى .

ترددت قليلا ثم قالت : عايزه أسأل عن التايير الروز المعروض فى الفترينة بكام ؟

ذهبت الفتاة فى صمت , وأحضرت التايير وقالت : أتفضلى .

أخذت تقلبه أمامها وتتأمل جماله وبساطته وطريقة تنسيق البادى التركواز معه .

- الله بديع - رائعا . ثم سألت الفتاة بكام ؟

بعد تردد قليل قالت الفتاة : 800 جنيه , وفيه تخفيض كبير 15 % أخذت تجمع المبلغ الذى فى شنطتها فوجدته لا يكفى ثمن البادى .

وضعت التايير على الشماعة فى أدب مفرط وهى تعتزو للفتاة بذوق رفيع : آه أسفه ممكن أتجول فى المحل شوية .

تركتها البنت وهى تقول لها : براحتك يامدام المحل تحت أمرك , ثم ذهبت ووقفت بعيدا , وهى تتأمل المرأة الشاردة والمتأملة فى البضاعة بعينين مفتوحتين ودهشة بالغة . ومجرد أن رأت السلم الرخامى أمامها حتى صعدت الدرجات فى خفة وسرعة , وهى تشعر بالغبن , وعندما أصدمت بالهواء الساخن خارج المحل عادت الى نفسها وصحتها أفاقت من الغيبوبة الشرائية وأخذت تشرب من علبة الكانز وهى تردد بعض الأغنيات الجديدة داخلها وتصفر بعض الصفرات العالية .

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون