السبت، 4 يناير 2020

قصة


نفس الإبتسامة الخجلى
-------------------

نفس الإبتسامة، نفس الحركات الثابتة التى يقوم بها ذهابا وإيابا على حرف الكرسى المواجه له، نفس الصوت الهامس الذى يتحدث به عبر الهاتف النقال.
كانت تلك هى حركاته الثابتة منذ ما يقرب من ساعة كاملة، وهو منفصلا تماما عما حوله، رغم الزحام، ورغم الضجيج، حاولت أن أعرف مع من يتحدث، وإلى من يهمس ويبتسم تلك الإبتسامة الخجلى التى تشى عن محبة مفرطة.
ورغم أننى أجلس على الكرسى المجاور له، إلا أننى فشلت فى تحديد أى شىء، يكون حقيقى وواقعى بالنسبة لى، ولكنه رغم محاولاتى الفاشلة فى التصنت على كلماته. ظل على نفس الإبتسامة الخجلى، ونفس الحركات الثابتة، ونفس النظرة التى تشى بمحبة مفرطة.
كدتُ أجن.
ظللت لمدة ساعة كاملة أرقبه عن قرب. وعندما فرغ المكان الجانبى والمواجه له تماما، أنتقلت غليه فى سرعة، علىِ أرى ما لم أراه عن قرب.
لاحظت أولا أن الموبايل مغلق تماما، وأن ضحكته مازلت مستمرة بنفس النشوة، والكلمات الهامسة مستمرة، وأحيانا كثيرة ينتشى فيطوح رأسه بهدوء شديد يمينا وشمالا، مع أستمرار حركة يد المستمرة على ظهر الكرسى، كان يطوح رأسه وكأنه يسمع موسيقى داخلية تنبعث منه، أو يسمعها فى رأسه. ما أدهشنى حقيقى لمتابعته لمدة ساعة كاملة هو حالة الأنتشاء المبهج التى كان عليها. وعندما كان جاء موعد هبوطى من الباص، وقفت متعمدة أمامه كى أراه بوضوح فى أخر لحظة، وقبل هبوطى من الباص، ونظرت نحوه، وجدته قد صمت، وكأن الغناء أنتهى من داخله.
---------------------------------------------------------------------------------------------------



فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون