-
عيناها -
لم يكن يعرف أنه سيظل وافيا لها طوال هذه السنين . إلا حينما نظر إلى
عينيها المكحلتين ، ولونها الذي لا يستطيع أن يحدده .
-
عشان خاطر الست ،
أبقى اطلع كل يوم .
ما هذا الجمال الذى
تورد في عينيه ، وهو ينزل درجات السلم فى استرخاء المستسلم ، وبلادة كأنه يعزف
موسيقى هادئة ، أو كأن قدميه تهبطان من الجنة .
خطوات واثقة ، رشاقة
غزال آمن من الصياد ، فأخذ يتبختر ، والسيجارة فى يده يمص منها فى هدوء واستمتاع .
-
اللي تأمر بيه الست .
أنا خدام .
يدخل حجرته تحت السلم فى هوادة ونعومة
المطمئنين إنه سينال الجنة بلا محال .
الواثق من إنه أنجز
فعلاً طيباً .
تحدثه زوجته وهى تسحب
ثديها من فم الطفل .
-
مالك يا راجل ؟
كنت فين ؟
ومدهول على عينك كدا
ليه ؟
سليمان مالك يا
سليمان . تعبان ؟
أجيب لك حكيم ؟
تقترب منه وهى تزحف بمقعدتها ، والطفل على
حجرها ، وتضع يدها على قورته.
-
يا لهو بالى ، الرجل
مبلم كدا ليه ؟
تهزه برفق ، ثم بعنف .
-
سليمان ، مالك يا
سليمان ؟
يستيقظ من غفوته على
هزها ، يفتح عينيه ، ينفر منها ، يقوم واقفاً .
-
مالك اتلسعتى ، عماله
سليمان سليمان .
تتفل فى عبها ، وتغير من نغمة صوتها
الحنونة ، فتحدثه بحدة وصرامة .
-
طلعت الخضار للست .
-
طلعت .
-
ألا صحيح حلوة ؟
-
معر فش .
تقف إلى جواره تحمل الطفل .
-
بيقولوا من مصر .
وجوزها حاجة كبيرة قوى .
-
بيقولوا .
يصعد فوق السرير ، وينام .
-
شفتها ؟
-
شفتها .
-
طب نام .. نام .
تصبح على خير .
مارس 1998