السبت، 9 يونيو 2018

عيناها

- عيناها -

     لم يكن يعرف أنه سيظل وافيا لها طوال هذه السنين . إلا حينما نظر إلى عينيها المكحلتين ، ولونها الذي لا يستطيع أن يحدده .
-        عشان خاطر الست ، أبقى اطلع كل يوم .
      ما هذا الجمال الذى تورد في عينيه ، وهو ينزل درجات السلم فى استرخاء المستسلم ، وبلادة كأنه يعزف موسيقى هادئة ، أو كأن قدميه تهبطان من الجنة .
خطوات واثقة ، رشاقة غزال آمن من الصياد ، فأخذ يتبختر ، والسيجارة فى يده يمص منها فى هدوء واستمتاع .
-        اللي تأمر بيه الست . أنا خدام .
     يدخل حجرته تحت السلم فى هوادة ونعومة المطمئنين إنه سينال الجنة بلا محال .
الواثق من إنه أنجز فعلاً طيباً .
تحدثه زوجته وهى تسحب ثديها من فم الطفل .
-        مالك يا راجل ؟
كنت فين ؟
ومدهول على عينك كدا ليه ؟
سليمان مالك يا سليمان . تعبان ؟
أجيب لك حكيم ؟
     تقترب منه وهى تزحف بمقعدتها ، والطفل على حجرها ، وتضع يدها على قورته.
-        يا لهو بالى ، الرجل مبلم كدا ليه ؟
تهزه برفق ، ثم بعنف .
-        سليمان ، مالك يا سليمان ؟
يستيقظ من غفوته على هزها ، يفتح عينيه ، ينفر منها ، يقوم واقفاً .
-        مالك اتلسعتى ، عماله سليمان سليمان .
تتفل فى عبها ، وتغير من نغمة صوتها الحنونة ، فتحدثه بحدة وصرامة .
-        طلعت الخضار للست .
-        طلعت .
-        ألا صحيح حلوة ؟
-        معر فش .
تقف إلى جواره تحمل الطفل .
-        بيقولوا من مصر . وجوزها حاجة كبيرة قوى .
-        بيقولوا .
يصعد فوق السرير ، وينام .
-        شفتها ؟
-        شفتها .
-        طب نام .. نام .
تصبح على خير .

                                                                                         مارس 1998

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون