السبت، 2 يونيو 2018

صديقة


صديقة

أتعامل مع نفسى الآن على أننى فى فترة نقاهة
وخارجة من حالة عزلة طويلة ، أمتدت لأربع سنوات تقريبا
بدأت بحالة من الأنسحاب ، وتطورت إلى الغثيان ، ثم أكتشاف الورم وأستأصاله ، ثم الدهشة من النجاة ، ثم محاولة الأستشفاء ، وعلاج الروح.
من وقت لآخر الجرح يعن علىّ ، ولكن الروح هى التى تراوغ ولا تريد لى السلامة ، ولانها روح حزينة ، والشيطان العاصى يسوقها أحيانا ، فهى تبتعد ، وتنسحب كثيرا ، لإثار السلامة ، وتردد فى داخلها البعد عن الناس غنيمة
ولكن على غفلة ، ومكالمة غير متوقعة ، حدثتنى صديقة قديمة من الزمن الجميل ، وذكرتنى بأنها تريد رؤيتى يوم الخميس
وأندهشت كثيرا : لماذا يوم الخميس ؟
ضحكت بحب مشوب بالسخرية ، عيد ميلادك ياحبيبتى ، أنت نسيتى ؟
ضحكت بقوة ، وتعطش للحب الصادق
ياالله أنت جميلة بجد
ضحكت هى بعمق وصراحة ياصافى أنت الصديقة الوحيدة اللى طلعت بيها من الأكاديمية.
ياالله
هذا منذ سنوات طويلة
والآن تذكرنى ، يالها من رائعة ، ويالها من روعة ، ودفء فى ليالى ديسمبر الباردة ، أن تتذكرنى صديقة بعيدة ، تحمل لى كل هذا الحب
منذ متى لا أذكر أنقطعت كل صلتى بالعالم ، ونسيت نفسى ، وأنغمست حتى أذنى بالإدارة والمدرسة ، ودخلت فى دوامة الأوامر والنواهى ، وسلسلة طويلة من العطب الروحى والجسدى والفكرى .
أربع سنوات لم أمسك القلم ، ولا أشعر بآدميتى إلا الآن .
مكالمتك ياصديقتى ، حركت الحب الكامن للحياة والحرية .
فشكرا لك .
ودمتى صديقة جميلة .
كيف لم أراها تلك البنت الواقفة على حافة السقوط ، تفتح مظلتها لترقص التانجو مع حبيبها فى الفراغ الرهيب ؟؟
وهو فقط ينظر إليها ، ويشعل سيجارته بحماس ، وبهمة غير متوفرة لدية ، يقوم صانعا بيديه فراغا أكبر كى يقبض على الدخان الطائر .
عندى قطة بيضاء ، وسلحفاة صغيرة ، أخشى أن يكونا قد أتيا من زمن سحيق كى يحفرا لى قبرا رومانسيا مثل أحلامى.
***************************************************************************


قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون