حتى لا أكون ثلجا
سأقفز من على المكتب إلى المطبخ ، أعد وجبة ساخنة .
سأقرأ عن إضراب النساء فى الأرجنتين ، وعن
الحجاب فى تركيا ، وعن نساء إيطاليا فى المظاهرات ، سأقرأ كل ما يقع عليه يدى عن
المرأة والرجل ، عن الحب ، عن الدين والسلطة والجنس ، عن كيفية الخروج من الحظائر
المغلقة ، عن أستضافة أصدقائى بحرية بالغة ، والتحدث فى موضوعات شتى ، عن السياسة
والعنف ، والعمل فى مصانع مغلقة ، كلها حريم ، أو كلها رجال ، عن سوء التغذية ،
والحمل والإجهاض ، عن الموضة ، عن البنات المحجبات داخل مدرجات الجامعة ، عن شباب
الخريجين ، عن سائقى التاكسى ، عن حق المواطنة .
كل ذلك سوف أفتح تاريخه ، وكى لا أكون ثلجا ، ساردد أغنية من الأرجنتين ل (
مرسيدس سوسا ) ..
" كل مرة يمحون فيها شخصى
كنت
أختفى من الوجود
وحيدة من عينى تسيل دموع
كنت
أربط عقدة فى منديلى
ولكننى كنت أنسى
أن
هذه لم تكن موتتى الأولى
فأبدأ الغناء من جديد .
كيف جرؤ التاريخ على اختزال كل هذه الآهات ؟
طعم الشاى الساخن يثير أحقادى نحو الحياة ،
طالما لن يذكر فيها أننى كنت يوما أحاول أن أكون شخصا مستقلا .
إبريل 1997