الأربعاء، 25 أبريل 2018

بلوزة بيضاء


بلوزة بيضاء لقتل الحزن
إلى محمد حسنى توفيق
بعد أن قرأت خبر وفاة صديق جديد من ثلة الأصدقاء القدامة، قررت فى هذا اليوم أن تضرب الحزن بعصا غليظة على رأسه ، ولا تجعله يفترسها مثل المرات السابقة، فقامت من فور قراءة الخبر، دخلت الحمام، وأخذت حماماً دافئاً، رغم حرارة الجو، ثم فتحت دولاب ملابسها الكبير، وأخذت تتفحص بعينيها الكليلتين من كثرة السهر، والبكاء على رحيل الأحبة، وأختارت البلوزة الجديدة البيضاء والتى حضرت بها فرح إحدى قريباتها منذ أسوع تقريباً، وجلست أمام المرآة تمشط شعرها القصير والذى رفضت أن تصبغه أخيراً بسبب جشع الكوافير الذى طلب منها 450 جنيهاً، فصرخت فى وجهه قائلة: أتقى ربنا هذا المبلغ هو ربع راتب شهر تقريباً، وذهبت إلى الفرح هكذا دون صبغة، دون مكياج، دون تصفيف شعرها بشكل جيد ولائق.
فى الفترة الأخيرة، كانت تشعر بشعور عيق وقاتل(من يهتم بى، كى اهتم بنفسى؟) هذه الجملة القاتلة ترقد فى أعماقها البعيدة البعيدة، وتسطير على ذهنها سيطرة الحزن على القلب.
ولكنها كانت دائماً تهش وتبش فى وجه الأصدقاء وهى تضحك بمرارة: ياسيدى خليها على الله.
اليوم وبعد أن قرأت خبر وفاة هذا الصديق التاريخى، وكم كبير فى طابور لا ينتهى من رحيل الأصدقاء، قررت أن ترتدى البلوزة البيضاء الجديدة حتى تقتل الموت، أو تنتصر على الحزن ولو لبعض الوقت، قليلا من الوقت لن يضر، وسوف تعود فى الليل إلى وحدتها وحزنها مهما بددت من ملابس وأرتدت من ألوان.

فصل من رواية عطية الشمس

  (عطية الشمس)  رواية صفاء عبد المنعم -----------------------   إهداء إلى/ أبطال رواية من حلاوة الروح --------------------------...

المتابعون