فلامنكو
تكتب كأن هناك قارىء مجهول فى زمن ما قادم تكتب له .
فى أحيان كثيرة كانت تنتابها الشجاعة فتكتب جملا قصيرة قادرة على مواجهة الحقيقية ، وكان لديها القدرة على تحمل تبعات شجاعتها وخرفاتها وخرقها للمألوف .
مجرد عبارات صغيرة وقصيرة ، كانت قادرة على كسر إيقاع الواقع الرتيب الذى تنتمى إليه .
اليوم أحست أنها هى الوحيدة التى تلقت صدمة حضارية واسعة ، وصدمة نفسية كبيرة ، وصفعة قوية على خدها الأيمن الأملس الناعم .
ولو أنها أستأذنت ، لكانت تلقت صفعة أخرى على خدها الأيسر ، عندما تحدثت ذات العينين الخضراوين بشكل أكيد وقاطع وبثقة عظيمة متناهية وقاطعة عن سقوط الطبقة الوسطى فى مصر وإلى الأبد .
ولا بد من إنتباه الجميع إلى ذلك بما فيهم أولى الأمر " تقصد هنا بأولى الأمر هم رجالات الدولة " .
نظرت نحوها بتحدى صارخ قاطعة تراسل الجميلة فى الحديث عن السقوط المنتظر ، وقلت بصوت خفيض متواضع " لقد ساهمت الدولة بشكل كبير ومتعمد فى القضاء على الطبقة الوسطى بكل شرائحها المكونة لها منذ عهد محمد على وحتى عهد جمال عبد الناصر، إنه التعمد فى القضاء على الدولة الحديثة " فكيف تطالبين الدولة بالتدخل ؟.
نظرت نحوى بعينيها الخضراويين الواسعتين وضحكاتها الكبيرة والتى تمتد بمقياس 180 درجة وتظهر جميع أسنانها المرصوصة بشكل جميل وبديع ، ورائحة عطرها تغذو المكان وتسيطر على الحضور بتيريها الشيك .
كانت تحاول وتؤكد قدرتها الفائقة على الأقناع ونفخ روح الحماسة فى المحيطين بها على أعتبار أنها أسبرتاكوس محرر العبيد ، وتدعى وتتشدق بأنها تحاول أن تحررهم من أشكال المقولات الجاهزة .
بل كانت تضيف بعض الرؤى المستقبلية منبتة الصلة عن الماضى بكل أهواله وحروبه الغاشمة ، كانت تحاول وتستمد من الواقع رموز ونماذج ساذجة وتستشهد بما حدث فى ثورة 25 يناير وخروج الأطفال فى المظاهرات المختلفة وتؤكد رؤاها المختلفة عن كل المحيطين بها وكأنها ربة الجمال تجلس فى قاعة زيوس تقسم وتخطط الأنماط والأشكال والمستقبل الجديد بشكل قاطع وحاسم وجهل مرير .
ولكن حينما تحدثت الأخرى بشكل بسيط ومحايد ووديع .
مطت ذات العينين الخضراوين الكلمات بين شفتيها وهى تضحك باتساع فمها وتظهر أسنانها المصفوفة فى عناية ، وتدفع دخان سيجارتها المستوردة فى وجوه المحيطين بها من رجال ونساء .
علمت شهد أنها لن تكسب المعركة ، ولن يهتم بها أحد إذا تحدث صاحب المال والسلطة أنصت إليه الجميع واستمعوا بأهتمام شديد ، وأمنوا على كلامه بثقة وبهزات متتالية من رؤوسهم وهم صامتين ، ولكن إذا تحدث المتواضع ، نفر الجميع منه وتململوا فى مقاعدهم .
ودارات حوارات جانبيه ، أستشعرت شهد أن الحوار وصل إلى متاهة مغلقة ، قامت واقفة ، وأخذت تدير رأسها يمينا ويسارا باحثة عن باب الخروج .
وخرجت وهى تحدث نفسها : فى يوم ما سوف يأتى قارىء مجهول ، وسوف يكون له القدرة والشجاعة أن يعلن رأيه على الملأ ويقرأ القصة بصوت مرتفع فتحت شهد باب الأسانسير ، ودخلت بمفردها ، وهى تتأمل الوجوه من حولها ، الجدران البيضاء ، المفروشات الأنيقة ، السجاجيد الفخمة ، الأكواب الكريستال ، الأصوات العالية ، راقاصات الفلامنكو المنقوشة على الحوائط فى جمال وأبهار ، تركت كل هذا ورائحة تنتشر من حولها ، وفى حالة براءة تحسد عليها ، ضغطت بقوة وهدوء على حرف (الجى) فى الأسانسير كى تهبط فى سلام وأطمئنان .
فى أحيان كثيرة كانت تنتابها الشجاعة فتكتب جملا قصيرة قادرة على مواجهة الحقيقية ، وكان لديها القدرة على تحمل تبعات شجاعتها وخرفاتها وخرقها للمألوف .
مجرد عبارات صغيرة وقصيرة ، كانت قادرة على كسر إيقاع الواقع الرتيب الذى تنتمى إليه .
اليوم أحست أنها هى الوحيدة التى تلقت صدمة حضارية واسعة ، وصدمة نفسية كبيرة ، وصفعة قوية على خدها الأيمن الأملس الناعم .
ولو أنها أستأذنت ، لكانت تلقت صفعة أخرى على خدها الأيسر ، عندما تحدثت ذات العينين الخضراوين بشكل أكيد وقاطع وبثقة عظيمة متناهية وقاطعة عن سقوط الطبقة الوسطى فى مصر وإلى الأبد .
ولا بد من إنتباه الجميع إلى ذلك بما فيهم أولى الأمر " تقصد هنا بأولى الأمر هم رجالات الدولة " .
نظرت نحوها بتحدى صارخ قاطعة تراسل الجميلة فى الحديث عن السقوط المنتظر ، وقلت بصوت خفيض متواضع " لقد ساهمت الدولة بشكل كبير ومتعمد فى القضاء على الطبقة الوسطى بكل شرائحها المكونة لها منذ عهد محمد على وحتى عهد جمال عبد الناصر، إنه التعمد فى القضاء على الدولة الحديثة " فكيف تطالبين الدولة بالتدخل ؟.
نظرت نحوى بعينيها الخضراويين الواسعتين وضحكاتها الكبيرة والتى تمتد بمقياس 180 درجة وتظهر جميع أسنانها المرصوصة بشكل جميل وبديع ، ورائحة عطرها تغذو المكان وتسيطر على الحضور بتيريها الشيك .
كانت تحاول وتؤكد قدرتها الفائقة على الأقناع ونفخ روح الحماسة فى المحيطين بها على أعتبار أنها أسبرتاكوس محرر العبيد ، وتدعى وتتشدق بأنها تحاول أن تحررهم من أشكال المقولات الجاهزة .
بل كانت تضيف بعض الرؤى المستقبلية منبتة الصلة عن الماضى بكل أهواله وحروبه الغاشمة ، كانت تحاول وتستمد من الواقع رموز ونماذج ساذجة وتستشهد بما حدث فى ثورة 25 يناير وخروج الأطفال فى المظاهرات المختلفة وتؤكد رؤاها المختلفة عن كل المحيطين بها وكأنها ربة الجمال تجلس فى قاعة زيوس تقسم وتخطط الأنماط والأشكال والمستقبل الجديد بشكل قاطع وحاسم وجهل مرير .
ولكن حينما تحدثت الأخرى بشكل بسيط ومحايد ووديع .
مطت ذات العينين الخضراوين الكلمات بين شفتيها وهى تضحك باتساع فمها وتظهر أسنانها المصفوفة فى عناية ، وتدفع دخان سيجارتها المستوردة فى وجوه المحيطين بها من رجال ونساء .
علمت شهد أنها لن تكسب المعركة ، ولن يهتم بها أحد إذا تحدث صاحب المال والسلطة أنصت إليه الجميع واستمعوا بأهتمام شديد ، وأمنوا على كلامه بثقة وبهزات متتالية من رؤوسهم وهم صامتين ، ولكن إذا تحدث المتواضع ، نفر الجميع منه وتململوا فى مقاعدهم .
ودارات حوارات جانبيه ، أستشعرت شهد أن الحوار وصل إلى متاهة مغلقة ، قامت واقفة ، وأخذت تدير رأسها يمينا ويسارا باحثة عن باب الخروج .
وخرجت وهى تحدث نفسها : فى يوم ما سوف يأتى قارىء مجهول ، وسوف يكون له القدرة والشجاعة أن يعلن رأيه على الملأ ويقرأ القصة بصوت مرتفع فتحت شهد باب الأسانسير ، ودخلت بمفردها ، وهى تتأمل الوجوه من حولها ، الجدران البيضاء ، المفروشات الأنيقة ، السجاجيد الفخمة ، الأكواب الكريستال ، الأصوات العالية ، راقاصات الفلامنكو المنقوشة على الحوائط فى جمال وأبهار ، تركت كل هذا ورائحة تنتشر من حولها ، وفى حالة براءة تحسد عليها ، ضغطت بقوة وهدوء على حرف (الجى) فى الأسانسير كى تهبط فى سلام وأطمئنان .