أسد بحرف العين
كانت فريدة الصغيرة تجرى وتلعب فى البيت طوال
النهار، وهى تقلد معلمة الحضانة، وتجمع جميع اللعب والعرائس فى طابور طويل،
وتجلسهم أسفل تربيزة السفرة، وفى يدها عصاة صغيرة تشير بها، وهى تردد بصوت جميل :
ألف أرنب، باء بطة، تاء تفاحة .
ثم سمعت صوتاً صغيراً، وخطوات بطيئة تدخل حجرة
المكتب على حذر وأنا أكتب، وعندما أنتبهت إليها، رأيتها تأتى بخطوات سريعة وهى
تحدثنى بصوت حنون، ثم وقفت بالقرب من المكتب الكبير الضخم، نظرت إليها، كانت تشبه
حبة البندق الصغيرة، قالت لى بصوت مبهج وبكلمات سريعة : رسمت أسد بحرف العين، وبطة
بحرف الألف!
أنتبهت إليها، وهى تنطق الحروف بخفة وسرعة،
ثم ضحكت وناديتها : تعالى هنا يافريدة.
كانت تريد أن تخرج من الحجرة، حينما أنتبهت
إليها .
وقفت قليلا عند الباب تنظر نحوى بعيني قط
صغير. ناديت عليها ثانية: تعالى هنا يافيرى.
أقتربت فى هدوء ثم وقفت إلى جوارى وهى تضحك.
قبلتها قبلة كبيرة وسألتها: أين كراسة الرسم؟
قالت فرحة: أنا رسمت أسد بحرف العين، وبطة
بحرف الألف، وأخذت تضحك وتدور فى الحجرة وهى تردد سعيدة : ألف أرنب، باء بطة، تاء
تفاحة، وترقص مثل فراشة جميلة.
ثم وقفت فجأة فى أنتظار رد الفعل منى تجاه
ماقالته لى .
ضحكت وأنا أمد لها يدى: هاتي كراسة الرسم
يافريدة، أريد ان أرى الأسد والبطة .
ضحكت ضحكة جميلة، وجلست على المكتب أمامى،
وفتحت كراسة الرسم الصغيرة .
رأيت صورة أسد كبير يضحك. وهى تشير نحو فمه
الواسع الكبير الذى يشبه حرف العين، ثم رأيت بطة رفيعة جدا وتشبه حرف الألف .
ضحكنا معا، وتركتها تكمل رسمتها الصغيرة، وهى
مازالت تردد: ألف أرنب، باء بطة،تاء تفاحة.
أخذت أنظر كثيراً،وأنا أتعجب كيف يكون الأسد
يشبه حرف العين،والبطة تشبه حرف الألف!
************************