الفراغ
أطلت من النافذة.
مدت يدها تلتقط حبات العرق المتساقطة من
وجهها، وحبات المطر المنزلقة من سطح القطار.
- المطر يسقط فى الصباح، والشمس ساطعة ياأم؟
- نحن فى الشتاء، والجو قلاب.
كان الفراغ ممتداً كندف الثلج الساقطة فوق
أرض سوداء.
حين أشاحت بوجهها بعيداً عنه.
- لا تترك البيت.
أنتظر.. سأخرج أنا .
" أمى، ماذا لو ملأت كفى بحبات العرق،
وبذرتها فى الأرض، أتنبت أطفالاً؟"
كانا يتسامران كثيراً، يتناجيان، ولم يخطر
ببالها، أنه يكره السخونة والعرق، حين تمددت فوق جسده أجابها : رائحة الصهد تملأ
أنفى.
ضغطت أكثر ولم تبال.
من ثقب الإبرة، حاولت أن تدخل الخيط، كى تحيك
له قميصاً.
كان الفراغ، يمتد خارجاً من حافتى الثقب،
وفشلت فى إقناعه بأنها تحب(الطيور والشمع والفاصوليا).
من صمته اللزج، صنعت له درعاً وقارباً
وشمساً.
وقالت : أرحل.
فبراير 1989
******************************************