يوم عاصف
تسير.. تمد قدميها تعبر الطريق .
تهب عاصفة ترابية... تقف .
بهدوء.. تنظر .
تراه.. على الرصيف المواجه يسير، بخطوات
متخاذلة .
كلما يخطو خطوه.. ترى فيه مدينتها الواسعة .
هو كلما يقترب منها، يتباطأ فى سيره .
يرى وجهها، يتذكر وجه أمه الصبوح .
تقترب خطوه، خطوتين، تقترب بينهما المسافة .
أتضحت ملامحها الحزينة فى ابتسامة .
أندفع نحوها .
مدت يدها .. صافحها .
أبتسمت .
نمت على جبينه بعض التساؤلات .
- سالها عن الصدفه ؟
أجابت بحذر .
- جميلة .
لكن لا ندعها تعبث بنا، أو نترك أنفسنا لها .
يتحدث كثيرا . تتدخل فى الحديث بكلمات بسيطة،
الفكر مشغول .
يظهر فى الجو غبار .
تستدير للخلف .
مفتوحة العينين .. تنظر .
تفاجأ .. من ؟
آه ياربى .. آه رأها .
أخذت تبتعد .. تجرى .
تقاوم العاصفة .
حدثت نفسها ..
دائما هكذا يتبعنى، لست خائفة،
الشك يتله .
تهب العصفة .. تغمض عينيها .
تصدم .. تبصر .
تجده ، لم يعد يهتم .
توقفه ، تحدثه .
الهواء لا يساعدها .
تغمض عينيها.. تتحدث .
نوفمبر 1983
*****************