الخميس، 19 مارس 2015

حوار

أوصت بتضافر جهود الافراد والمؤسسات للنهوض به

صفاء عبد المنعم: أدب الأطفال يمر بمرحلة حرجة
حوار: نجاح شوشة
أضيفت: 1436/03/29 الموافق 2015/01/20 - 05:10 ص 
عدد القراء: 1039
أكدت الكاتبة صفاء عبد المنعم الروائية المتخصصة في الكتابة للطفل أن أدب الأطفال يمر بمرحلة حرجة، وأن الأناشيد والأشعار الموجهة للأطفال اختفت لأسباب كثيرة ومتعددة.
وأوصت الكاتبة بتضافر جهود الافراد والمؤسسات لعمل برامج واكتشاف الموهوبين ووضع الخطط الرامية لإثراء أدب الطفل بجميع أشكاله من أغانى وأناشيد وحكايات مصورة ورسوم متحركة تماما مثلما يحدث في الدول الغربية.
في الوقت ذاته حذرت الكاتبة من قيام بعض القنوات بشراء الأفلام والبرامج الأجنبية الجاهزة، والقيام ببثها كما هي دون اختيار أو تميز ما يناسب بيئتنا العربية أو ما يناسب ديننا، الأمر الذي أدى لانتشار ظاهرة العنف بين الأطفال.
وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته "رسالة المرأة" مع الأديبة والكاتبة صفاء عبد المنعم.
لماذا اختفت الأناشيد والأشعار الموجهة للأطفال
اختفت الأناشيد والأشعار الموجهة للأطفال لأسباب كثيرة ومتعددة ..
أولا: ندرة كُتاب الأطفال، خاصة بعد طغيان الحياة المادية وهجرة الكثير من الشعراء والأدباء إلى العمل بالصحافة من أجل لقمة العيش، فقل الإنتاج الإبداعي.
ثانيا: عدم اهتمام الحكومات فى الفترة الماضية بالتعليم والثقافة واختفاء دور المعلم المثقف والأب المثقف والأم التى تراعى أولادها وتتفرغ لأطفالها.
ثالثا: اختفاء الاحتفاء بالغناء فى الأفراح والميلاد وابتكار واعتبار ترديد الأناشيد عيب أو رجس من عمل الشيطان ، والاهتمام بالجانب الدينى فقط والابتعاد عن الجانب الروحى.
رابعا: ينبغي على الآباء والأمهات الغناء لأولادهم، وحيث أن هذا الأمر عزيز، فقد صُمت آذان الأطفال من الصغر؛ مستسهلين الأغانى الشائعة لدى الكبار، ما أسفر عن انحدار الذوق العام لدى الطفل.
خامسا: عدم إبراز دور المثقف والكاتب والشاعر وأهميته ودوره فى إثراء الفكر الإنسانى  فى وسائل الإعلام، في حين يتم التركيز دائما على لاعبي الكرة وكم يتقاضى في المباراة الواحدة وبكم يباع من نادٍ إلى نادٍ آخر، الأمر الذي صرف همة الطفل إلى أن يصبح لاعبا لا شاعرا مثل أحمد شوقى مثلا .
كيف نجعل الطفل قارئًا في ظل هذا السيل من المغريات والكرتونات
ينبغي أن تكون البداية منذ الصغر ، منذ تكون الجنين فى رحم الأم ، لو تعودت أمه القراءة فسوف يكبر وتحكى له ، ثم تعوده على قراءة الصور .
أتذكر أمى رحمة الله عليها كانت تحضر لنا بعض الصور الصماء وتقول لنا (أحكى من خيالك ما تراه فى الصورة) وهذا قبل تعلم القراءة والكتابة ، المرحلة قبل التعلم المدرسى.
وجدتى رحمة الله عليها كانت كل ليلة تحكى لنا حكاية قبل النوم (الحدوتة) ونجلس حولها ونتخيل المغامرات التى يقوم بها البطل، فهذا يجعل الخيال نشط لدى الطفل فهو يرسم الشخصية كما يحبها ، والتاريخ عندنا ملىء بالأبطال.
فهل فكر فنان أو أديب أن يحول الشخصيات التاريخية إلى أفلام كرتونية شيقة وجميلة يشاهدها الطفل فيعرف تاريخه وحضارته المجيدة ويتعلم اللغة العربية من خلال سماعها بشكل جيد وصحيح  .
وفى المدرسة  وأنا صغيرة ، كان هناك حصة للقراءة تضاف إلى حصص اللغة العربية ، وكنا ندخل إلى المكتبة مع المعلمة منذ الصف الأول الابتدائى، هى تقرأ ونحن نسمع لها ثم تسأل فيما قرأت وتطلب منا أن نحكى لها القصة شفهيا ، ثم بعد ذلك فى السنوات الأكبر كنا ندخل المكتبة ونقرأ القصص ونلخصها ، ونأخذ جائزة قصة مجانا من المعلمة .
ومن الشائع في بعض البلدان الغربية أن يشترك الأب والأم فى قراءة القصص بالمكتبة كى يحكوا لأولادهم، أنا شخصيا عندما كان أطفالي صغار كنت آخذهم إلى معرض الكتاب واشترى لهم القصص الجميلة رغم صغر سنهم ، ثم نجلس فى المساء أنا اقرأ وهم يسمعون ، ليس شرطا أن يكون الطفل كاتبا كى يقرا ولكن الثقافة تفتح العقل وتنشطه ، والحمد لله صار أولادى الآن من المتفوقين دراسيا، أما أنا فأصبحت كاتبة بفضل الحكايات التى كانت تحكيها لى جدتى وأنا طفلة صغيرة لا أعرف القراءة أو الكتابة.
ما هو السن المناسب للطفل ليبدأ مرحلة القراءة؟
منذ الصغر 3 سنوات أو أقل من المرحلة التى يصبح الطفل فيها مدركا لصوت أمه ، هى تحكى له وهو يسمع منها الحكايات ، ثم تطلب منه بعد ذلك أن يحكى لها ، سوف يحكى نفس القصة التى سمعها ولكن بطريق مختلف سوف يضيف ويحذف ويسمى شخصيات بأسماء أخرى ، وبهذا تنمى عنده ملكة الحكى ثم تشترى له القصص كمكافأة على نجاحه فى الدراسة .
من أي عمر يمكننا مخاطبة الطفل عبر القصة المكتوبة؟
يمكن ذلك بداية من المرحلة الابتدائية المتقدمة 8 سنوات لأنه تعلم القراءة والكتابة ، ويستطيع أن يقرأ بمفرده، لكن أسلوب الكتابة من المفترض أن يكون ملائما بطبيعة الحال.
ويراعى في تلك الأعمال سمو القيم والمبادئ والأخلاق بصفة عامة، القيم الصغرى مثل (الخير ، العدل ، الجمال ، حب الآخرين ، مساعدة الغير) للمرحلة من 4 إلى 12 سنة ثم القيم الكبرى (المحرمات التى حرمها الله على الإنسان) من 13 إلى 15 سنة ، ثم التعرف على الأكثر معرفة ( العالم تاريخيا وجغرافيا ، والموسوعات العلمية والخيال العلمى ) من 15 إلى 18 سنة.
ما هي أهم الأمور التي يجب أن يضعها كتاب الأطفال في الحسبان؟
لا يستطيع شخص بمفردة أو مجموعة من الأفراد عمل تغير شامل لمواكبة ما يتم تقديمه للأطفال، ولا بد من تضافر جهود الافراد والمؤسسات لعمل برامج واكتشاف الموهوبين ووضع الخطط الرامية لإثراء أدب الطفل بجميع أشكاله من أغانى وأناشيد وحكايات مصورة ورسوم متحركة تماما مثلما يحدث في الدول الغربية.
في ظل ولع الأطفال بالإنترنت، كيف يصل إليهم الأدباء؟
 أنا بصفة شخصية أحاول الوصول إلى الأطفال على الشبكة من خلال ثلاث صفحات أقوم بإدارتها، و أضع عليها كل ما يخص الطفل من حكايات وألعاب وأغانى وهى: ( توتة لرعاية الأطفال الموهوبين – حدوتة قبل النوم – توتة وبوبو ورشة حكى للأطفال ) وهذا جهد فردى.
وعلى المستوى الواقعى قمت بعمل ورشة لتدريب الأطفال الموهوبين بالاشتراك مع إدارة غرب القاهرة التعليمية وذلك منذ ثلاث سنوات تقريبا وهى مستمرة إلى الآن وكل مرة أذهب غلى مدرسة مختلفة أحكى للأطفال  وأحيانا أستضيف بعض كتاب الأطفال يحكون عن تجربتهم الشخصية وماذا كانوا يفعلون وهم أطفال صغار ومن شجعهم على القراءة منذ الصغر  ومتى تعلموا القراءة ، وكيف أصبحوا كتابا للأطفال ؟ .
وهذا العام قمت بعمل ورشة حكى ( حواديت) للأطفال من خلال عروسة ( دمية ) وطفل ( دمية) يتبادلان الحوار ويحكيان عن بعض المواقف اليومية  ومن خلال ذلك وبطريق غير مباشر يتعلم الطفل الصواب من الخطأ وأحيانا يتحدث مع الدمية ويتحاور معها .
وأتمنى أن ادير مؤسسة ثقافية كبيرة للطفل كى أحقق هذا الحلم قبل أن أترك الدنيا وأرحل، فتعليم الطفل الحكى والقراءة لا يقل أهمية عن تناول الطعام.
ما تقييمكم لقنوات الأطفال التى تستحوذ على عقولهم ومنعهم من حب القراءة
 وجودها فى حد ذاته جميل .
ولكن ماذا تقدم للطفل؟ هذا هو المهم ، فبعض القنوات يقوم بشراء الأفلام والبرامج الأجنبية الجاهزة، وتقوم ببثها كما هي دون اختيار أو تميز لما يناسب بيئتنا العربية أو ما يناسب ديننا، الأمر الذي أدى لانتشار ظاهرة العنف بين الأطفال.
التعليقات

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون