قرية سهلان
كان ياما كان فى سالف العصر والأوان ..
قرية اسمها قرية
سهلان ، وسميت بهذا الاسم لأن كان بها سهل خصب على الجانب الأيمن وسهل آخر على الجانب
الأيسر ، وكان السهلان شديدى الخصوبة والنماء ، وكان أهل القرية يأكلون الخضر
والفاكهة التى تنبت فى أراضهم ويعيشون فى محبة وسلام .
وفى يوم من الأيام
..
هجمت عل القرية
مجموعة من الطيور ، وكانت كثيرة العدد ، أكلت جميع الزرع التى فى السهلين .
فأحتار جميع أهل
القرية ، كيف يعيشون ؟ ومن أين يأكلون ؟ وموسم المطر لم يأتى بعد ؟
فكروا كثيرا
وكثيرا ، الأطفال سوف يمتون من الجوع ، والكبار كيف يعيشون دون طعام ؟
وسهروا ليالى
عديدة يتشاورون ويفكرون .
وأخيرا أهتدى رجل
منهم غلى فكرة جديدة وقال : يا أهل القرية ، نحن المخطؤن ، لم ندخر من قوت يومنا
إلى غد ، ولم نعمل حساب غدر الأيام ، وهجوم الطيور علينا ، أو جفاف الأرض لغياب
المطر ، أو جفاف النهر فى يوم من الأيام !
لذا فلا بد من
الخروج من القرية إلى الماكن المجاورة أو البعيدة ، للصيد ، أو للعمل فى القرى
المجاورة ، إلى أن ياتى موسم المطر ونعود للزراعة ، ونحتاط من الطيور
المهاجرة الجاعة والنهمة ، ولا بد أن نصنع
شباكا لصيدها ، والأستفاده من لحومها .
وبالفعل خرج الرجل ومعه مجموعة من الشباب
والرجال الأقوياء للعمل فى القرى المجاورة .
وخرج رجل آخر ومعه
مجموعة أخرى للصيد .
وبقيت النساء
والأطفال والعجائز لصنع الشباك للصيد ، وحراسة القرية ، وتربية الأطفال ورعايتهم .
ومرت الأيام وهم على هذا الحال ..
يخرج الرجال
والشباب بالنهار للعمل ، وتجلس النساء لصنع الشباك .
وفى يوم من الأيام
قالت امرأة للنساء : لماذا لا تخرجن للعمل مثل الرجال ؟ هل نحن عاجزات ؟
فرددن فى صوت واحد
: لا بل لدينا صحة قوية ، ونستطيع أن نفعل ما يفعله الرجال .
ونساعدهم فى جمع
مال كثير ، وطعام أكثر .
قالت امرأة أخرى :
بل نحن نعرف فنون واشغال كثيرة لا يعرفها الرجال ، مثل صناعة الخبز والكعك والفطير
اللذيذ .
وردت أخرى : ونصنع
الجبن والزبد والقشطة .
قالت النساء : إذن
لابد من العمل .
خرجت النساء إلى القرى المجاورة للعمل ،
وأمتدت أقدامهم السريعة والقوية إلى المدينة الكبيرة البعيدة ، وتعلمنا الكثير من
الحرف اليدوية الأخرى مثل صناعة الملابس
الجميلة ، وصناعة الخيام ، وزاد المال فى أيدى أهل القرية فبنوا بيوتا من الطوب
الأحمر ، وقرروا بناء مسجد كبير فى القرية للصلاة ، وبناء مدرسة جديدة للتلاميذ ،
وشراء سيارات لنقل البضائع إلى المدينة الكبيرة ، لبيع المنتجات التى تصنعها
النساء من الحرف اليدوية الجميلة مثل الشيلان والسجاد والمنسوجات والخزف وغيرها .
وأصبح ياتى بعض الناس من المدن البعيدة
لشراء مايحتجون إليه من القرية نفسها .
وتحولت قرية سهلان
من الزراعة فقط إلى الصناعة والصيد ، ودخل أولادهم المدرسة القريبة ، وتعلموا
القراءة والكتابة وبعض الحرف اليدوية الصغيرة .
وذهبوا إلى
الجامعة فى المدينة الكبيرة .
وفى موسم المطر
تعلم أهل القرية ان يزرعوا أرضهم ، ويخزنون الفائض للأيام القادمة .
وبنوا سدا صغيرا
يتجمع خلفه الماء الزائد عن حاجتهم ، وأحاطوا قريتهم بالأشجار القوية التى تصد
عنهم هجمات الطيور الكثيرة .
********************