الأربعاء، 21 يناير 2015

قرية سهلان

قرية سهلان

     كان ياما كان فى سالف العصر والأوان ..
قرية اسمها قرية سهلان ، وسميت بهذا الاسم لأن كان بها سهل خصب على الجانب الأيمن وسهل آخر على الجانب الأيسر ، وكان السهلان شديدى الخصوبة والنماء ، وكان أهل القرية يأكلون الخضر والفاكهة التى تنبت فى أراضهم ويعيشون فى محبة وسلام .
وفى يوم من الأيام ..
هجمت عل القرية مجموعة من الطيور ، وكانت كثيرة العدد ، أكلت جميع الزرع التى فى السهلين .
فأحتار جميع أهل القرية ، كيف يعيشون ؟ ومن أين يأكلون ؟ وموسم المطر لم يأتى بعد ؟
فكروا كثيرا وكثيرا ، الأطفال سوف يمتون من الجوع ، والكبار كيف يعيشون دون طعام ؟
وسهروا ليالى عديدة يتشاورون ويفكرون .
وأخيرا أهتدى رجل منهم غلى فكرة جديدة وقال : يا أهل القرية ، نحن المخطؤن ، لم ندخر من قوت يومنا إلى غد ، ولم نعمل حساب غدر الأيام ، وهجوم الطيور علينا ، أو جفاف الأرض لغياب المطر ، أو جفاف النهر فى يوم من الأيام !
لذا فلا بد من الخروج من القرية إلى الماكن المجاورة أو البعيدة ، للصيد ، أو للعمل فى القرى المجاورة ، إلى أن ياتى موسم المطر ونعود للزراعة ، ونحتاط من الطيور المهاجرة  الجاعة والنهمة ، ولا بد أن نصنع شباكا لصيدها ، والأستفاده من لحومها .

     وبالفعل خرج الرجل ومعه مجموعة من الشباب والرجال الأقوياء للعمل فى القرى المجاورة .
وخرج رجل آخر ومعه مجموعة أخرى للصيد .
وبقيت النساء والأطفال والعجائز لصنع الشباك للصيد ، وحراسة القرية ، وتربية الأطفال ورعايتهم .

     ومرت الأيام وهم على هذا الحال ..
يخرج الرجال والشباب بالنهار للعمل ، وتجلس النساء لصنع الشباك .
وفى يوم من الأيام قالت امرأة للنساء : لماذا لا تخرجن للعمل مثل الرجال ؟ هل نحن عاجزات ؟
فرددن فى صوت واحد : لا بل لدينا صحة قوية ، ونستطيع أن نفعل ما يفعله الرجال .
ونساعدهم فى جمع مال كثير ، وطعام أكثر .
قالت امرأة أخرى : بل نحن نعرف فنون واشغال كثيرة لا يعرفها الرجال ، مثل صناعة الخبز والكعك والفطير اللذيذ .
وردت أخرى : ونصنع الجبن والزبد والقشطة .
قالت النساء : إذن لابد من العمل .

     خرجت النساء إلى القرى المجاورة للعمل ، وأمتدت أقدامهم السريعة والقوية إلى المدينة الكبيرة البعيدة ، وتعلمنا الكثير من الحرف اليدوية  الأخرى مثل صناعة الملابس الجميلة ، وصناعة الخيام ، وزاد المال فى أيدى أهل القرية فبنوا بيوتا من الطوب الأحمر ، وقرروا بناء مسجد كبير فى القرية للصلاة ، وبناء مدرسة جديدة للتلاميذ ، وشراء سيارات لنقل البضائع إلى المدينة الكبيرة ، لبيع المنتجات التى تصنعها النساء من الحرف اليدوية الجميلة مثل الشيلان والسجاد والمنسوجات والخزف وغيرها .

     وأصبح ياتى بعض الناس من المدن البعيدة لشراء مايحتجون إليه من القرية نفسها .
وتحولت قرية سهلان من الزراعة فقط إلى الصناعة والصيد ، ودخل أولادهم المدرسة القريبة ، وتعلموا القراءة والكتابة وبعض الحرف اليدوية الصغيرة .
وذهبوا إلى الجامعة فى المدينة الكبيرة .
وفى موسم المطر تعلم أهل القرية ان يزرعوا أرضهم ، ويخزنون الفائض للأيام القادمة .
وبنوا سدا صغيرا يتجمع خلفه الماء الزائد عن حاجتهم ، وأحاطوا قريتهم بالأشجار القوية التى تصد عنهم هجمات الطيور الكثيرة .

                              
                     ********************


قصة فأل سئ

  فأل سئ لا أعرف بالضبط ماذا حدث لي؟ منذ ليلة أمس وأنا تنتابني حالة من العراك والغضب الزائد، لقد ألغيت لقاءً كان مهما بالنسبة لي في العم...

المتابعون