******
أهداء إلى جدتى سيدة الحكايات القديمة .
أختفت الأناشيد والأشعار الموجهة للأطفال
لأسباب كثيرة ومتعددة ..
أولا : ندرة كُتاب الأطفال ، خاصة بعد طغيان
الحياة المادية وهجرة الكثير من الشعراء والأدباء إلى العمل بالصحافة من أجل لقمة
العيش ، فقل الإنتاج الإبداعى .
ثانيا : عدم أهتمام الدولة فى الفترة الماضية
بالتعليم والثقافة وأختفاء دورالمعلم المثقف و الأب المثقف والأم التى تراعى
أولادها وتفرغها للطفل
ثالثا : أختفاء الأحتفاء بالغناء فى الأفراح
والميلاد وأبتكار الجماعة الشعبية للأغانى .
رابعا : أعتبار أن الأغانى وترديد الأناشيد
عيب أو رجس من عمل الشيطان ، والأهتمام بالجانب الدينى فقط والإبتعاد عن الجانب
الروحى .
خامسا : هناك أباء وأمهات جهلاء لا يغنون
لأولادهم فصمت أذان الأطفال من الصغر واستسهال الأغانى الشائعة للكبار وهذا يؤدى
إلى أنحدار الذوق العام لدى الطفل .
سادسا : ندرة عدد المغنين والموسيقين الذين
يغنون أو يلحنون للأطفال مثل محمد فوزى وعفاف راضى وسيد حجاب وغيرهم من الفانين .
سابعا : عدم إبراز دور المثقف والكاتب
والشاعر واهميته ودوره فى إثراء الفكر الإنسانى
فى وسائل الإعلام والتركيز على لاعب الكرة وكم يكسب فى المطش الواحد ويباع
من نادى إلى نادى بالملايين ، جعل طموح الطفل أن يكون لاعبا لا شاعرا مثل أحمد
شوقى مثلا .
*****
لكى نجعل الطفل قارئا :
نبدأ منذ الصغر ، بداية من تكوين الجنين وهو
فى رحم الأم ، لو تعودت أمه على القراءة سوف يكبر وتحكى له ، ثم تعوده على قراءة
الصور .
أتذكر امى رحمة الله عليها كانت تحضر لنا بعض
الصور الصماء وتقول لنا ( اأحكى من خيالك ماتراه فى الصورة ) وهذا قبل تعلم
القراءة والكتابة ، المرحلة قبل التعلم المدرسى .
وجدتى رحمة الله عليها كانت كل ليلة تحكى لنا
حكاية قبل النوم ( حدوتة ) ونجلس حولها ونتخيل المغامرات التى يقوم بها البطل ،
فهذا يجعل الخيال نشط لدى الطفل فهو يرسم الشخصية كما يحبها ، والتاريخ عندنا ملىء
بالأبطال مثل ( سيرة عنترة بن شداد وحمزة البهلوان وذات الهمة والسيرة الهلالية
وأبطال ) ، والدين الإسلامى أيضا به أبطال كثر ، هل فكر فنان أو أديب أن يحول هذه
الشخصيات إلى أفلام كرتونية جميلة يشاهدها الطفل فيعرف تاريخه وحضارته المجيدة
ويتعلم اللغة العربية ايضا من خلال سماعها بشكل جيد وصحيح .
وفى المدرسة وانا صغيرة ، كان هناك حصة قراءة تضاف إلى حصص
اللغة العربية ، وكنا ندخل إلى المكتبة مع المعلمة منذ الصف الأول الإبتدائى هى
تقرأ ونحن نسمع لها ثم تسأل فيما قرأت وتطلب منا أن نحكى لها القصة شفهى ، ثم بعد
ذلك فى السنوات الأكبر كنا ندخل المكتبة ونقرأ القصص ونلخصها ، ونأخذ جائزة قصة
مجانا من المعلمة .
فى يوم من الأيام قال الدكتور لويس عوض رحمة
الله عليه أن والده كان يضع له الكتب فى طريقه وهو طفل يحبو كى تتعود عينيه على
شكل الكتب فى أوربا الأب والأم يشتركون فى المكتبة ويقرأون القصص كى يحكوا
لأولادهم . أنا شخصيا عندما كنت أم واطفالى صغار كنت أأخذهم غلى معرض القاهرة
الدولى لكتاب الطفل واشترى لهم القصص الجميلة رغم صغر سنهم ، ونجلس فى المساء انا
اقرأ وهم يسمعون ، ليس شرطا أن يكون الطفل كاتبا كى يقرا ولكن الثقافة تفتح العقل
وتنشطه ، والحمد لله أولادى من المتفوقين دراسيا الآن .
وأنا أصبحت كاتبة بفضل الحكايات التى كانت
تحكيها لى جدتى وانا طفلة صغيرة لا أعرف القراءة أو الكتابة .
************
السن المناسب لقراءة القصص :
منذ الصغر 3 سنوات أو أقل من المرحلة التى
يصبح الطفل فيها مدركا لصوت أمه ، هى تحكى له وهو يسمع منها الحكايات ، ثم تطلب
منه بعد ذلك أن يحكى لها ، سوف يحكى نفس القصة التى سمعها ولكن بطريق مختلف سوف
يضيف ويحذف ويسمى شخصيات بأسماء أخرى ، وبهذا تنمى عنده ملكة الحكى ثم تشترى له
القصص كمكافأة على نجاحه فى الدراسة .
***************
أى عمر يمكننا مخاطبة الطفل عبر القصة
المكتوبة :
من المرحلة الأبتدائية المتقدمة 8 سنوات لأنه
تعلم القراءة والكتابة ، ويستطيع أن يقرأ بمفرده .
الأمور التى يجب أن يضعها كتاب الأطفال فى
الحسبان :
القيم والمبادىء والأخلاق عامة :
والأديان بشكل عام تحث على مكارم الأخلاق .
حكى قصص الأبطال والمغامرين .
لابد أن يتبنى الكاتب القيم الصغرى مثل (
الخير ، العدل ، الجمال ، حب الأخرين ، مساعدة الغير ) للمرحلة من 4 إلى 12 سنة ثم
القيم الكبرى
( المحرمات التى حرمها الله على الإنسان ) من
13 إلى 15 سنة ، ثم التعرف على الأكثر معرفة ( العالم تاريخيا وجغرافيا ،
والموسوعات العلمية والخيال العلمى ) من 15 إلى 18 سنة . . ولا بد أن يتعلم الطفل اللغات ويقرأ بها فهذا يضيف له أرث ثقافى
كبير من دول متعددة وكذلك يطلع على
الفلسفة لأنها تنمى مدارك العقل .
*****************
الوسائل البصرية وشبكة الأنترنيت :
لا
يقدر شخص بمفردة أو مجموعة من الأفراد عمل تغير شامل لمواكبة ما يتم تقديمة
للأطفال ، ولكن لا بد من تضافر جهود مؤسسية كبيرة مثل الثقافة والتعليم والأعلام
لعمل برامج وأكتشاف الموهوبين ووضع خطة لتعريف الصغار على الألعاب والأغانى
والأناشيد والحكايات بالصور والرسوم المتحركة مثلما يفعل الغرب تماما ، ولابد أن
يساهم الكتاب والممثليين فى هذا الدور القومى المهم لإثراء روح الطفل .
**************
نعم فكرت
فى الوصول للطفل عبر الأنترنيت :
أنا
عن نفسى أقوم بعمل ذلك فهناك ثلاث صفحات أقوم بغدارتها ،و أضع عليها كل ما يخص
الطفل من حكايات وألعاب وأغانى والصفحات هى
(
توتة لرعاية الأطفال الموهوبين – حدوتة قبل النوم – توتة وبوبو ورشة حكى للأطفال )
وهذا جهد فردى أقوم به ، ولو أملك المال الكثير لفعلت الكثير والكثير كنت أقيم مركزا لهذه
الأعمال وأشترى كتب الأطفال العربية والعالمية وأكلف الفنانين والموسيقين لعمل هذه
الأعمال الدبية للطفل ، وكذلك أبسط بعض الأعمال المهمة لتناسب سن الطفل .
وعلى المستوى الواقعى قمت بعمل ورشة لتدريب
الأطفال الموهوبين بالأشتراك مع إدارة غرب القاهرة التعليمية وذلك منذ ثلاث سنوات
تقريبا وهى مستمرة إلى الآن وكل مرة أذهب غلى مدرسة مختلفة أحكى للأطفال وأحيانا أستضيف بعض كتاب الأطفال يحكون عن
تجربتهم الشخصية وماذا كانوا يفعلون وهم أطفال صغار ومن شجعهم على القراءة منذ
الصغر ومتى تعلموا القراءة ، وكيف أصبحوا
كتابا للأطفال ؟ .
وهذا العام قمت بعمل ورشة حكى ( حواديت)
للأطفال من خلال عروسة
( دمية ) وطفل ( دمية) يتبادلان الحوار
ويحكيان عن بعض المواقف اليومية ومن خلال
ذلك وبطريق غير مباشر يتعلم الطفل الصواب من الخطأ وأحيانا يتحدث مع الدمية
ويتحاور معها .
وأتمنى أن ادير مؤسسة ثقافية كبيرة للطفل كى
أحقق هذا الحلم قبل أن أترك الدنيا وأرحل
، تعليم الطفل الحكى والقراءة لا يقل أهمية عن تناول الطعام.
*******************
قنوات الأطفال التى يشاهدها ملايين الأطفال :
وجودها فى حد ذاته جميل .
ولكن ماذا تقدم للطفل هذا هو المهم ، وللأسف
هناك بعض القنوات تشترى الأفلام الجاهزة والبرامج والكرتون الأجنبى وتبثه سواء
معربا أو كما هو دون أختيار أو تميز ما يناسب بيئتنا العربية أو مايناسب ديننا ،
وهذا مايجعل أنتشار ظاهرة العنف بين الأطفال تنتشر .
وهناك قنوات دينية فقط ولا تمزج بين الدينى
والإجتماعى فتجعل الطفل يعيش فى مجتمعا مثاليا وغير موجود فى الواقع فيصطدم بمن
حوله وينشأ العنف أيضا .
**************
تعريف بالكاتبة
صفاء عبد المنعم
قاصة وروائية وباحثة بالأدب الشعبى
وكاتبة أطفال .
عضو
أتيلية القاهرة للكتاب والفانين ،
عضو غتحاد كتاب مصر ،
عضو بنادى القلم الدولى ،
معتمدة بالإذاعة المصرية ،
عضو
جمعية الفولكلوريين ،
عضو
بالمجلس الأعلى للثقافة لجنة الطفل .
عندى
ورشة حكى للأطفال
ورشة لتدريب الأطفال الموهوبين .
مديرة مدرسة وسابقا معلمة للغة العربية
نشرت للأطفال :
كتاب
أغانى وألعاب شعبية للأطفال 2004
كتاب
سفينة الحلوى قصص للأطفال 2006
كتاب حكايات من حلايب 2012
تحت الطبع :
ضيعة القطط البيضاء رواية للأطفال
حمزة صائد الأسود قصص للأطفال
حكايات العمة توتة قصص للأطفال
حكايات القطة كوكا وبيتسى قصص للأطفال
حكايات بسملة قصص للأطفال