دراسة
الإرهاب وبعض أشكال القهر
صفاء عبد المنعم
القاهرة 7يناير 2015
تعريف الإرهاب هو / تلك الأفعال العنيفة التى
تهدف إلى خلق أجواء من الخوف .
الإرهاب كلمة ظهرت مؤخرا فى بداية القرن لدى
الشعب ، وخاصة عند الجماعة الشعبية ، فهذه الكلمة قد وردت فى القرآن الكريم (
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) صدق
الله العظيم .
وقد رأينا هذه الأيه مكتوبة على شعار الإخوان
المسلمين بين سيفين متقاطعين .
وكانت فى السنوات البعيدة فترة الستينات وما
بعدها تدرس هذه الآية فى منهج اللغة العربية فى المرحلة الإبتدائية ، قبيل حرب
اكتوبر وأتفاقية كامب ديفيد ، ثم حذفت من المنهج بعد ذلك ، كان العدو المباشر
المقصود فى ذلك الوقت هم اليهود المرابطين على خط القنال بعد هزيمة 67 .
فمعظم جلينا والجيل السابق والجيل الاحق ومنذ
وعد بولفر 1917 ونحن جميعا نعرف من هو العدو ، وكان لا يوجد شارع أو بيت إلا وبه
شهيد من 67 أو 73 ، وكان البث افعلامى المسموع والمقروء يبث كل يوم صفات وطرق
تفكير هذا العدو وكيفية المواجهة وصعوبنها خاصة بعد أنتشار شائعة خط بارليف الذى
لا يقهر .
وعندما بدأت حرب الستنزاف وما تبعها من
مناواشات على الجبهة ،كان الشعب والعامة يعرفون بهذه الأنتصارات الصغيرة فيهللون
فرحا ، وعندما ضربت مدرسة بحر البقر ومصنع أبى زعبل ونحن أطفال ، خفا خوفا شديدا
من صوت الطائرات وهى تمر من فوق رؤسنا ، وكنا نردد الأغنية الشهيرة ( ياعزيز
ياعزيز .. كوبة تاخد لانجليز) ونجرى ونحن أطفال وراء أى طائرة تطير .
فظل فى ذاكرة البعض معرفة العدو المباشر
الواضح المختلف المرابض والمحتل لجزء من البلد الحبيب .
إلى أن قامت حرب1973
وجاء النصر ، وكانت صيحة الجيش المشهورة (
الله أكبر) فى العاشر من رمضان ، وظل وإلى الآن فى بعض المدراس يردد هذا الصياح
قبل تحية العلم ثلاث مرات .
ولكن فى أمريكا وبعض الدول الأوربية
كانت ظاهرة الإرهاب تأخذ شكلا مختلفا خصوصا
بعد الدعاية لفكرة الجهاد فى أفغانستان ، وتدريب وتربية الكوادر الجهادية هناك ومن
مختلف الدول الإسلامية .
وبعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة وسقوط البرجين
الكبيرين .
بدأت تطفو على السطح ظاهرة ومسمى الإرهاب
الإسلامى ، دون التفرقة بين الدين والظاهرة .
وتم تصنيف كل ماهو مسلم أو عربى على أنه
إرهابى .
وأخذ هذا المسمى يتغلل فى فكر وذاكرة الدول
الغير إسلامية ، وبدأت المعاداة بشكل
مباشر للدين الإسلامى ، ومحاولة محاربة أتباعه دون التفرقة بين الدين والفكر
التطرفى أو المذهبى المتطرف ، وكذلك التفرقة بين الأشخاص ، فالجميع مسلمون
إرهابيون .
ونلاحظ ذلك فى بعض الأفلام على سبيل المثال
فيلم (خان) والجملة الشهيرة التى كان يرددها البطل طوال الوقت ( أنا مسلم ولست
أرهابى)
وبدأت تصدر الكتب عن تصنيف هذا الفكر على
سبيل المثال وماحدث لفرج فودة من أغتيال
بسبب كشفهم ، لهو دليل قاطع على تجذر هذه الظاهرة ، وكذلك قضية التفريق بين نصر
حاد أبو زيد وزوجه ، ثم وبذكاء بارع بدأ تصدير افرهاب إلى أهله .
بمعنى أنقلب السحر على الساحر .
فبدأت تظهر بعض الطوائف الدينية والأفكار
وتنتشر بين الناس ، وتطفو على السطح بخلاف جماعة الإخوان المسلمين ، التى تكونت
على يد حسن البنا فى 1928 ، ظهرت فصائل وأتباع ، وامراء ، ومريدين ، وشيوخ ،
وفضاءيات ، وأتجاهات لا حصر لها .
يقال إنهم حوالى 50 فصيل على الأقل ، ومن
أشهر أمراء الجماعات فى مصر والبلدان العربية ، وخاصة بعد سماح الرئيس الراحل أنور
السادات بالظهور فى الجامعات فى فترة السبعينيات لمحاربة الشيوعين ، وكان مقتله فى
6 أكتوبر 1980 أثناء العرض العسكرى على يديهم ، والبداية الحقيقية لهم فى الشارع
المصرى ، وانتعاش ورواج فكرهم بتكوين الجماعات الدينية ، والسيطرة على بعض الجوامع
وألقاء الخطب والأفكار ، وظهور الفكر السلفى كذلك وتوغله بغتجهاته المختلفة .
فبدأ الشارع يعرف معنى وفكر الجماعات الدينية
سواء المعتدلة أو المتطرفة منها .
ولكى تسيطر الدولة بجهازها الأمنى على الشعب
وترهبه ، أصبحت تصدر لهم فزاعة ( الإخوان المسلمين ) لسنوات طويلة تاركة الفساد
والفقر يرتع ، والجماعات افسلامية تسيطر على فكر الشارع وتغيره حسب أفكارها
وأهوائها وانشاء المدارس الخاصة بهم والمعاهد الدينية كذلك ، والسيطرة على الفقراء
من خلال الجمعيات الأهلية المتحكمة فى المعونات وخاصة فى المناطق الفقيرة والأحياء
الشعبية والقرى .وتحديدا الأيتام والأرامل والمطلقات ، وتشغيل بعض الشباب عند
الشركات وتوظيف الأموال وظهور الرأس مال الإسلامى مثل ( السعد والريان والتوحيد
والنور)
والذى يمول هذه الجامعات تميلا داخليا ،
وشركات الصرافة كذلك .
فهذه الجامعات عن طريق التمويل الخارجى عرفت
معنى الأقتصاد وسيطرة رأس المال ، فأصبح لديها شركات كبرى لتميل مشروعها الإسلامى
.
وكان الشعب المصرى ( الجماعة الشعبية )
تحديدا لا تعرف ولا تروج كثيرا لكلمة افرهاب بشكلها الدينى المنظم ، ولكنها كانت
تعرف بمعنى الخوف / الإستبداد/ الظلم ..
ومن أمثلتها الشعبية فى توضيح آليات القهر هى
:
جبت لقرع ينوسنى ، قام عرى راسه وخوفنى .
أنا واخويا على ابن عمى ، وانا وابن عمى على
الغريب .
ياغولة عينيك حمرا .
فآليات القهر لديهم بسيطة ويمكن تحملها بداية
من استخدام السلاح الأبيض ( المطواة ) فى المعارك ، ثم تطورت إلى ( السنجة)
والشومة والزقلة كانت قديما سلاح الفتوات فى الحارة المصرية .
ورواية الحرافيش لنجيب محفوظ ترسم هذه الصورة
بشكل جيد للفتوة ، ثم تطورت بعد ذلك واخذ شكل البلطجى .
وصورة الفتوة مختلفة تماما كما طرحها نجيب
محفوظ فى رواية الحرافيش عن صورة البلطجى الذى ظهر بعد ذلك ، ثم أصبح هناك (
البودى جارد ) مع التطور الأقتصادى .
وهذه بعض الصور الذهنية :
الفتوة فى صورته هو حامى الغلابة .
البلطجى فى صورته هو حامى الراقصة فى الكابريهات
.
البودى جارد فى صورته هو حامى صاحب الشركة أو
رجل الأعمال .
وبدأت تنتشر ظاهرة السكيورتى فى العمارات
الكبيرة والشركات وأصبح هناك شركات حراسة خاصة لذلك .
فأختفى رجل الأمن بالشكل المتعارف عليه
حكوميا ( العسكرى ، الشويش ، الضابط .. الخ ) .
وبدأ العنف يظهر ويتجلى فى الخطاب العادى فى
الشارع .
إلى أن جاءت ثورة 25 يناير 2011
وما تبعها بعد ذلك ، ووضوح صورة العنف
واشكاله الحالية ، سواء مع النشطاء السياسين ، أو مع رجال الأمن ، أو الفراد
العاديين ، وما يحدث من تفجيرات هنا وهناك فى بعض المناطق المأهولة بالسكان ، وما
يحدث فى سيناء الآن لهو دليل واضح على تغلغل هذه الظاهرة ورسوخها سنوات طويلة هناك
فكونت بؤر إرهابية كبيرة للتصدى ومحاربة الدولة ، وجاءت دعوة ( السيسى) للتفويض من
قبل الشعب للتصدى ومحاربة الإرهاب ، وخروج جموع الشعب فى هذا اليوم إلى جميع
الميادين .
ست البنات
ولكن ماذا تفعل الجماعات الشعبية الفقيرة ضد
هذه الهجمات وهذا الفقر والجوع السائد ، وخاصة التعدى على البنات والنساء فى
الميادين بأى حجة وأى وجه لأنهن الأضعف والأدنى .
وما حدث مع فتاة الميادن الملقبة بست البنات
لهو دليل على ذلك .
لقد تكون صنفان من الشعب ، صنف يكره العنف
ولا يحبذه فوقف وخرج لمحارته ، وصنف يدعو للإرهاب والعنف ، تكتل وشكل جماعات صغيرة
مسلحة فى الشوارع للسطو على السيارات والعمارات والشقق الخالية فى المناطق
المتطرفة .فأصبحت ظاهرة منتشرة تحتاج إلى الدراسة الإجتماعية إذن الحرب على
الإرهاب مطلب أمنى شعبى قومى سياسى بدعوة الأستقرار ، وحتى لا نصبح مثل العراق أو
سوريا أو ليبيا وغيرها من البلدان الأخرى التى سادت فيها الفوضى .
فهناك مطلب شعبى يومى على الجبهة الداخلية .
وعلى الحكومة بجهازها الأمنى أن تراعى ذلك
وتقضى على هذه الظاهرة .
هامش
البداية أغتيال عمربن الخطاب ...
فى الأربعينيات مذابح المدنين فى دير ياسين .
فى السبعينيات حادثة الحرم المكى .
فى الثمانينات مذابح صبرا وشتيلا وقانا
بواسطة عصابات صهيونية .
أغتيال السادات .
فى التسعينيات مذبحة القصر
فى الألفينيات أحداث 11 سبتمبر2001
ضريح الإمام على 2003
تفجير
كنيسة القديسين 2011
تفسير الإرهاب عند البعض :
مهاتير محمد فى ماليزيا 2004
الأرهاب ليس كالحرب التقليدية ، الهجمات
الإرهابية هى نوع جديد من الحرب ، إنها حرب الضعفاء ضد الأقوياء ، فلابد أن تحدث
هجمات إرهابية ردا على أنواع القهر التى يذيقها القوى للضعيف .
فرج فودة
انطلاق الكلاشينكوف دليل على عجز الحروف ،
وصوت الطلقات تعبير عن قصور الكلمات .
جلال أمين
هناك دول دأبت على استخدام هذا اللفظ (
الإرهاب) لوصم كثير من الأعمال المعادية لها ، بل ولتبرير شن الحرب ضد دول لا خطر
منها ، ولا تشكل أى تهديد حقيقى لتحقيق أهداف غير معلنة ، ولا تتفق مع المبادىء
الإنسانية السائدة .
ناعوم تشومسكى
القتل الغاشم للمدنين البرياء هو إرهاب ،
وليس حربا على الإرهاب .
بعض أنواع التنظيمات
كتائب القسام
كتائب شهداء الأقصى
حركة حماس
حركة الجهاد افسلامى
حزب الله
الإخوان المسلمون
بوكو حرام
حركة طالبان
كتائب عز الدين القسام
داعش .