قصص للأطفال / حكايات بسملة
سلحفاة ماما وقطتها
ماما لديها سلحفاة وقطة .
قطة بيضاء جميلة واسمها كيتى .
وسلحفاة صغيرة واسمها ترتر .
كل يوم ما ما تضع أوراق الخس الطازج لترتر كى
تأكل وتشبع ، وتضع بعض السالمون الشهى لكيتى .
ماما تعطف عليهما ، وعندما تدخل من الباب تسألنا : كيتى أكلت ، والسلحفة .
نغتاظ أنا وأخى كثيرا من حب ماما لهما ،
وننتهز الفرصة فى غيابها ، ونلعب بهما .
القطة كيتى تقف بجوار ترتر وتراقبها وهى
تتحرك ببطء ، وعندما تسير ، تسير كيتى وراءها تحرصها ، وترتر تخرج رأسها الصغير
خارج الدرقة كى تحيى كيتى ، وتسير فى خط مستقيم .
دائما ماما تقول لكيتى : أين أختك ترتر ،
وتربت على ظهرها بحنان وتقبلها ، وتمد يدها الكبيرة بقطعة الشيكولاته اللذيذة
والتى تحبها كيتى كثيرا .
كيتى تحب الخيار والشيكولاتة والأيس كريم من
يد ماما .
وماما تضحك ، وهى تنظر إليها بإعجاب شديد
:قطط آخر زمن ، وتمسك ترتر وتنظفها ، ثم تقبلها ، وهى تملس على درقتها بحب وحنان .
وأنا أتابع ماما وهى تملس باطراف أصابعها
الكبيرة على رأس ترتر وترفعا فى الهواء ، فترفرف ترتر بأرجلها ، وتخرج رأسها ،
كأنها تطير أو تسبح فى الهواء .
نضحك جميعا .
ونقول لماما : أنت أم حنونة وطيبة .
فتضحك ، وتأخذنا جميعا فى حضنها الكبير ،
وتربت علينا بيديها الكبيرتين ، أنا وأخى وكيتى وترتر ، زنعيش فى سعادة غامرة
ومحبة كبيرة .
فراشة بسملة
كانت بسملة لأول مرة ، تستقل مترو أنفاق
العباسية الجديد .
هبطت السلالم المتحركة فى دهشة طفلة ، خرجت
توا من البيت وترى الأماكن وتتعرف على الناس ، وتشاهد الإنجازات الحديثة ، قابضة
على يد أمها فى قوة .
ثم فجأة تركتها ، وصارت تجرى هنا وهناك ،
مهرولة وراء فراشة جميلة ملونة بألوان زاهية ، وكانت بسملة تطير فرحة بإنفلات يدها
من يد الأم الكبيرة ، والملاحقة بالفراشة ، ولكن بسملة قررت أن تطير وراء الفراشة
الجميلة فاردة ذراعيها علها تلحق بفراشتها الملونة الجميلة .
هى لا تريد القبض عليها ، هى تريد الإفلات ،
وأن تمرح فرحة بأجنحاتها الصغيرة التى نمت لها توا ، وأصبحت تشبه الفراشة الملونة
فى طيرانها وسعادتها .
هكذا كانت بسملة تجرى بين الفراشة وأمها داخل
محطة مترو الأنفاق ، وتركب السلالم المتحركة ، وتضحك ، نشيطة ، فرحة بإنفلاتها من
قبضة الأيادى الكبيرة ، وسلسلة الوامر والنواهى الكثيرة ، هكذا هى كانت تشعر أنها
فراشة حرة ، تحب أجنحتها ، وتعشق طيرانها ، وحريتها ، وانطلاقها .
حنان بسملة
كانت بسملة تقف بعيدا ، تتأمل الأولاد
والبنات وهم يلعبون فى فناء المدرسة ، وعندما رأت باب المقصف يفتح أبوابه ، جرت
مسرعة ، وأشترت قطعة حلوى لذيذة ، ووقفت تأكل فى صمت مستمتعة بطعمها اللذيذ ، وعن
بعد رأت تلميذة صغيرة بالصف الول الإبتدائى ، تبكى بشدة ، أقتربت منها وسألتها :
ماذا بك ؟
قالت لها البنت : وقع منى جنيها ، وأخذته
البنت التى تبيع بالمقصف ن ولم تعطينى الحلوى .
أقتربت بسملة من المقصف ، وسألت البنت
البائعة عن الجنية .
أنكرت البنت وقالت : إنها لم تراه ، ولم تأخذ
شيئا منها .
أخذت بسملة الطفلة غلى مديرة المدرسة ، وحكت
لها ما حدث .
قامت المديرة بتقبيل الطفلة ، وذهبت إلى
المقصف ، وأحضرت لها قطعة حلوى ، وأعطتها لها .
شكرت بسملة مديرة المدرسة ، وأخذت الطفلة
الصغيرة معها ، ووقفتا تأكلان الحلوى اللذيذة فى سعادة وحب .
بسملة والعصفور
استيقظت بسملة من النوم مبكرا ، وصلت الفجر
مع جدتها ، ثم أخذت تقرأ بعض قصار السور من المصحف الكبير .
ثم شربت اللبن مع جدتها ، وجلست على المكتب
تذاكر دروسها .
وقف على الشباك عصفور صغير وجميل ، بألوان
زاهية ، واخذ يصوصو.
نظرت بسملة نحوه ، رأت فى إحدى قدميه خيط
رفيع ملفوف عليها ، وهو يتألم ويصوصو .
أمسكت بسملة بالعصفور وقالت له : صباح الخير
ياصديقى الصغير ، وفكت له الخيط من على قدميه .
ثم توجهت نحو المطبخ ، وأحضرت له بعض الحب ،
ووضعته أمامه فى كفها الصغير ، وأقتربت من النافذة .
أخذ العصفور يلقط الحب وهو سعيد ويرفرف
بجناحية الصغيرين كأنه يشكرها ، ثم طار وحلق وعاد يأكل ثانية ، ثم يصوصو .
ضحكت بسملة وقالت للعصفور الصغير : أنا سعيدة
مثلك ، لأنك حر وطليق ، وأجنحتك الملونة الجميلة ترفرف بهما فى الفضاء .
طار العصفور ، وبعد دقائق عاد ومعه عصفورة
جميلة ، تطير مثله وتصوصو ، ثم حطا على الناقذة .
قدمت بسملة الحب للعصفورة ورحبت بها : صباح
الخير ياجميلة .
قال العصفور لبسملة : إنها صديقة زينة وتحبها
.
أين هى الآن ، أنا لم أعد أراها تذاكر معك ؟
قالت بسملة : زينة مريضة فى البيت ، وسوف
أذهب لزياراتها بعد الظهر ، وأذاكر معها ، تحب أن تأتى معى أنت وصديقتك ؟
ضحك العصفور وقال : لقد زارتها صديقتى فى
الصباح الباكر ووجدتها نائمة .
ثم طار عاليا وراء العصفورة الجميلة .
عادت بسملة إلى المكتب ، وجمعت كتبها ، وقالت
لجدتها : سوف أذهب لزيارة صديقتى زينة لأنها مريضة ، واذاكر معها ، أدعى لها
ياجدتى بالشفاء .
قبلتها جدتها فى رأسها ، واعطتها مسبحة ملونة
جميلة وقالت لها : هذه هدية منى لصديقتك ، وسوف أقوم وأصلى لها ركعتين وادعو لها
بالشفاء .
قبلت بسملة يد جدتها ، وخرجت وهى سعيدة فى
طريقها إلى منزل صديقتها زينة .
بسملة والإنتخابات
صحت بسملة من النوم مبكرا .
وقالت لأمها : سوف أذهب معك إلى الإنتخابات ،
فأنا أحب أن أرى هذا اليوم ، خصوصا ياأمى أول رئيس للجمهورية بعد ثورتين .
قالت الأم : نعم وسوف نعيش عصر جديد ، لأن
هذه الإنتخابات جاءت بعد ثورتين شعبيتين فى ثلاثة أعوام .
ولكن أنت الآن صغيرة ، وربما يكون الطابور
طويلا .
قالت بسملة : لقد كبرت ياأمى ، ولم أعد طفلة
صغيرة ، أنا بالصف السادس الإبتدائى ، وسوف أنجح بإذن الله ، فيجب أن أفهم واعرف
حقوقى وواجباتى ، واعرف ماذا يحدث ، لكى أختار بعد ذلك .
لقد سمعت خالو بالأمس يقول لأخى عمر : تعال
معى الإنتخابات غدا ياعمر ، حتى تعرف كيف تتختار وتتعلم .
ضحكت الأم وقالت : أخيك عمر فى الصف الأول
الثانوى ، وعنده ستة عشرة عاما ،وقريبا
سوف يستخرج بطاقة ، ويحق له الإنتخابات فى الثامنة عشرة .
أرتدت بسملة ملابسها فى سرعة وقالت لأمها :
ياأمى أنا كبرت ، وفى يوم من الأيام سوف أشترك فى بناء المجتمع فيجب أن أتعلم من
الآن .
واعدك أن أجتهد فى دروسى ، واصبح صحفية
مشهورة ،وأكتب عن هذا اليوم فى مذكراتى ، لقد سمعت أخى عمر يقول : إنه يريد أن
يصبح عالما ويدخل جامعة زويل ، ويدرس فيها ، فهو يحب الفزياء النووية كثيرا ،
وعنده عدة أختراعات ويريد أن يطورها ، وهو يقرأ كثيرا عن النانو تكنولجى والأبحاث
الحديثة .
وأنا أحب اللغة العربية ، وأقرأ القصص ،
وأشترك فى الصحافة المدرسية ، ومجلة الحائط ، وسوف أكتب موضوعا عن الإنتخابات بعد
ثورتين عظيمتين فى تاريخ المصريين ، هذه فرصة ذهبية ياأمى لكى أكتب عن إحساسى بصدق
، وعن رؤية وليس نقلا عن أحد ، حتى أكون صادقة فى أقوالى .
صمتت الأم قليلا ، ثم قالت لها فى حنان وود :
نعم يابسملة من حقك وحق كل طفل أن يعرف ويفهم ويبحث ويرى بنفسه ، حتى تتكون لديه
رؤية واضحة وصحيحة عن المجتمع ،هيا تعالى معى .
بسملة تحب الحكايات
عند بسملة عروسة جميلة اسمها ساندى .
بسملة تحب عروستها كثيرا ، وعند النوم تأخذها
فى حضنها ، وتحكى لها الحكايات الجميلة .
قالت بسملة لساندى : كان ياما كان فى سالف
العصر والأوان ، أميرة جميلة ، اسمها عطر الحكايات .
وكانت أمها تسميها العطرة .
وكانت كل ليلة تجمع الأميرة الأطفال الصغار ،
وتحكى لهم حكايات عن بلاد بعيدة ، يعيش فيها الناس سعداء ، دون ظلم ، ويحبون ملكهم
العظيم العادل .
وفى يوم من الأيام مات الملك العادل ، وترك
وراءه طفلتين صغيرتين لا تعرفا شيئا عن أصول الحكم .
وكان لهاتين الطفلتين مربية عجوز طيبة اسمها
نسمات .
وكانت نسمات تحب الطفلتين حبا جما ، فخافت
عليهما من غدر عمهما الذى أصبح وصيا عليهما ، وقالت لهما : ياأميراتى الصغيرتين
تعال معى نهرب من هذا القصر ، ونذهب عند ملك الدولة التى تجاورنا ،إنه رجل طيب
وأمين ، ويحب والدكما ، وعندما تكبرا نعود إلى المملكة والشعب الطيب .
خافت الكبيرة كثيرا من كلام المربية نسمات ،
وقالت لها : وكيف نعرف الطريق ، وكيف نذهب ، ومتى نعود ، أنا خائفة ؟
قالت لها المربية : لاتخافى يامولاتى ، سوف
أحملك على ظهرى أنت وأختك ، وأطير بكما بعيد ، بعيدا ، فاخى ربيع المحبة يعمل هناك
فى المملكة .
وفى كل ربيع سوف نأتى إلى المملكة ، ونشاهد
الملكة الأم ، والناس من بعيد ، ونتسمع الأخبار ، ونعرف ماذا يحدث ، ثم نعود إلى
مكاننا البعيد .
أنت على شكل النرجس ، والأميرة الصغيرة على
شكل زهرة الداليا الجميلة .فرحت الطفلتان بهذه الفكرة وقالتا : شكرا لك يانسمات
أيتها المربية الطيبة .
ولكن العم الشرير كان واقفا بالباب وسمع
الحديث الذى دار بين المربية والطفلتين ، فدخل فى سرعة وقتل الطفلتين الصغيرتين ،
فخرج الدم متدفقا ، ولكن رائحتهما صارت ذكية وجميلة وطاهرة ، واخذت تملأ الدنيا
برائحة النرجس الحزين الطيب ورائحة الداليا الصغيرة .
وحملت المربية نسمات جثة الطفلتين ، وطارت
بهما بعيدا ، وكلما مرت ببلد من البلدان ، تطير رائحة ذكية تحملها المربية نسمات
مع الربيع فى كل عام ، فيشمها الناس ويقولون : الله هذه نسمات الربيع تمر بنا الآن
.
**********************************************************
بسملة تحب الرسم
فى يوم شم النسيم ، خرجت بسملة فى رحلة إلى
القناطر الخيرية مع جدتها وأمها وأخيها عمر .
وعند الشاطىء ، جلست بسملة ، واخرجت من
شنطتها علبة الألوان والفرشاة ، وجلست ترسم الزهور والطيور والأطفال وهم يلعبون فرحين
.
وعند الغداء ، أحضرت الأم الطعام ، والبيض
الملون بالوان جميلة خضراء وحمراء وصفراء .
وأخذت تنادى أمها : يابسملة تعالى إلى الطعام
.
جاءت بسملة مسرعة وهى فرحة ومعها صور كثيرة ،
قامت برسمها ، وأخذ الجميع يشاهدون الصور الجميلة وهم سعداء.
وقالوا لها : سوف تصبحين رسامة كبيرة فى يوم
من الأيام .
على بعد رأت بسملة طفلا صغيرا يبكى ، قامت من
مكانها ، واتجهت ناحيته ، وسالته : لماذا تبكى ؟
قال الطفل : لقد تهت عن أسرتى ، وأنا لا أعرف
كيف أعود إليهم ، أنا جوعان ، أنا خائف .
أخذت بسملة الطفل الصغير من يده ، وأجلسته إلى
جوارها مع أسرتها ، ووضعت له الطعام والبيض الملون والخس اللذيذ ، وقالت له : لا
تخاف الآن أسرتك تبحث عنك ، وسوف تجدك معنا فى أمان .
جلس الطفل إلى جوار بسملة يأكل وهو حزين .
رأته بسملة هكذا ، فخافت عليه كثيرا ، أحضرت الألوان والفرشاة ، وقالت له : تعال
أرسم معى فراشات ملونة تطير فرحانة ، وزهور جميلة ، ولونها معى .
فرح الطفل كثيرا ، وأمسك الفرشاة ، وأخذ يرسم
طفل صغير يبكى ، وطقل يجرى وراء فراشة جميلة وهوسعيد وفرحان .
ومرت الساعات وهو سعيد بالرسومات الكثيرة ،
وعن بعد سمع صوت أمه وهى تنادى : ياشادى ..ياشادى .
جرى مهرولا نحوها ، وهو يطير من الفرح
والسعادة ، وأرتمى فى حضنها .
قامت بسملة من مكانها ، وقبلته ، وأعطته
الصور الكثيرة التى رسمها معها ولونها .
شكرتها الأم على معروفها الطيب ، وأخذت أبنها
، وسارت تبتعد به .
وظلت بسملة عند الشاطىء ترسم صورة أم بيد
كبيرة تقبض على طفل بيد صغيرة فى قوة
وحنان ، وطفل آخر
يجرى
جوار أمه وهو سعيد وفرحان ، وحولهما زهور وطيور ، وأطفال يلعبون فى الحديقة .
*******************************************************
بسملة تحب شراء الملابس الجديدة
تعودت بسملة مذ كانت صغيرة أن تذهب مع أمها لشراء
الملابس الجديدة لها ولأخيها عمر فى العيد .
بسملة تحب شراء الملابس الجديدة كثيرا ،
واحيانا تختار اللون الجذاب ، واحيانا أخرى تختار حسب تفصيلة الفستان المدهشة ،
وتضع جميع الملابس الجديدة فى دولابها الصغير .
وعندما تخرج مع أمها لزيارة الأقارب ، تقف
أمام الدولاب كثيرا حائرة ماذا ترتدى ؟ وأيهما تختار ، وتحدث نفسها ماذا ألبس ؟
هذا لونه جميل ، لالا هذا لونه أجمل ، وهذا رائع ، لالالا ، هذا البنطلون أفضل
..وتقف كثيرا محتارة أيهم تختار من كثرة الملابس ، وتخرج جميع الملابس من الدولاب
على السرير ، وتظل هكذا مدة طويلة ، ترتدى هذا ، وتخلع ذاك ، وتظل ترتدى وترتدى ،
وتقف أمام المرآة حائرة .
وتناديها أمها من خارج الحجرة : يابسملة ، هل
أنت جاهزة .
تخرج بسملة من الحجرة باكية وغاضبة وحائرة ،
وهى تردد : ليس عندى ملابس جديدة كى أرتديها .
تقول أمها بعد نفاد صبرها : تعال أساعدك فى
أختيار اللبس المناسب ، الملابس كلها جميلة وجديدة .
تدخل الأم الحجرة ، تجد الملابس فى كل مكان
على السرير والأرض ، تكاد الأم تصرخ ، ولكنها تبتسم ، وتمد يدها تعطيها جيب أسود
وبلوزة بيضاء جميلة ، وتقول لها : هذا جميل يابسملة .
تغضب بسملة وتردد : لالا لقد ارتديت هذا
اللبس فى المرة السابقة ، عندما ذهبنا عند خالتى ، وهذا عندما ذهبنا عند عمى ،
وهذا ، وهذا ،لالالا ، أنا أريد ملابس جديدة .
وتظل بسملة تعد المرات التى أرتدت فيها
الملابس ، وأين ذهبت بها ، وهى تردد : أريد ملابس جديدة ياأمى ، لقد ارتديت هذه
الملابس جميعها من قبل تبتسم الأم فى صبر ، وتخرج تايير روز جميل ، وتقول لها :
هذا رائع وجميل ، ولم ترتديه إلا مرة واحدة فى عيد ميلادك .
تردد بسملة صارخة : لالا لقد أرتديت هذا
التايير فى العيد الماضى ، وراءه جميع الأهل والأصدقاء ، أنا أريد ملابس جديدة
ياأمى .
تغضب الأم ، وتخرج من الحجرة ، ثم تقف عند
الباب وتقول : يابسملة هناك أطفال كثيرون ، ليس لديهم غير فستان واحد ، ولا يملكون
كل هذه الملابس .
أنا ذاهبة بمفردى ، ولن تأتين معى ، ولن
اشترى ملابس جديدة .
جرت بسملة فى سرعة ، وأرتدت ملابسها ، وخرجت
من الحجرة ، وهى مازالت تردد : أريد ملابس جديدة ياأمى ، لقد رأنى اصدقائى وجميع
الأهل بهذه الملابس كثيرا ، أنا أحب شراء الملابس الجديدة .
ابتسمت الأم ، وامسكت يدها بقوة وحنان :
ياحبيبتى كلما أشتريت ملابس كثيرة كلما زادت الحيرة ، أختارى ما يناسبك ، والأنسان
الجيد لا يقدر بما لديه من ملابس ، ولكن يقدر بأعماله الجيدة ، والناس لم تعد
مشغولة كثيرا ، بماذا ترتدين ، وكم مرة رأت هذا اللبس .
صمتت بسملة ، وبعد لحظة قالت لأمها : أعدك
ياأمى عندما أعود إلى البيت سوف أخرج كل ملابسى ، واختار ما يناسبنى وما أحتاجه ،
والزائد عن حاجتى ، سوف أتبرع به .
ضحكت الم وقبلتها : بارك الله فيكى يابسملة .
بسملة تحب حكايات جدتها
بسملة تحب حكايات جدتها كثيرا .
وقبل النوم ، تدخل حجرة الجدة وهى تحمل فى
يدها كوبا كبيرا من اللبن الدافىء ، وتقول لها : مساء الخير ياجدتى ، لقد أحضرت لك
اللبن الدافىء المحلى بالعسل ، كى تشربينه قبل النوم ، شرط أن تحكى لى حكاية صغيرة
قبل النوم .
تضحك الجدة ، وهى جالسة فى سريرها بعد أن صلت
العشاء ، وجلست تسبح قبل النوم .
فقالت لها : أنا أحبك يابسملة ، لأنك حريصة
دائما على سماع حكاية كل يوم قبل النوم ، برغم أنك كبيرة الآن ، وتعرفين القراءة
بشكل جيد ويمكن أن تقرأين القصص الكثيرة .
مدت بسملة يدها بكوب اللبن الدافىء لجدتها
وهى تقبلها : ياجدتى أنا أحب حكاياتك الجميلة عن الملوك والأمراء والأميرات
السابقين العظام الذين عاشوا فى قديم الزمان ، وكذلك الحواديت القديمة ، والأمثال
، وحكمك العظيمة التى ترويها بأسلوب شيق وجميل ، فهى تحمل خبرة بعيدة ، ونتعلم
منها الكثير ، وتفتح الخيال ، فعندما تحكين لى حكاية ، أنا أتخيل الشخصيات وأرسمها
بخيالى ، وأتخيل صوتها ، وحركاتها ، وكل شىء عنها أنا أصنعه بخيالى ، وأنت تحكين
لى .
أحكى لى ياجدتى حكاية النملة الحائرة .
أخذت الجدة كوب اللبن من يد بسملة ، وشكرتها
على أهتمامها بها ورعايتها لها . ثم جلست بسملة على الكرسى الذى بجوار السرير ،
وهى مستعدة لسماع حكاية النملة .
قالت الجدة : كان ياما كان ، فى سالف العصر
والأوان ، نملة طيبة وحائرة ، لا تستطيع أن تأخذ قرار بنفسها فى سرعة ، وكانت تعيش
وحيدة فى بيت نظيف وصغير . وصاحبة البيت كانت كل يوم قبل النوم تضع برطمان العسل
وبرطمان السكر فوق المنضدة إلى جوار بعضهما ، كى تصنع لأولادها الصغار اللبن
والطعام اللذيذ فى الفطور ، وتحليه بالعسل أو السكر حسب رغبة كل واحد .
وفى الليل ، بعد أن تنام ربة البيت ، تتسحب
النملة الطيبة ، وتدخل المطبخ ، وتصعد فوق المنضدة ، وتجلس بين برطمان العسل
وبرطمان السكر ، وتضع يدها على خدها وهى تفكر كثيرا ، وتردد فى نفسها : أأكل من
برطمان السكر ، ولا من برطمان العسل .
وتظل هكذا طوال الليل جالسة بين البرطمانين
حائرة .
ويأتى أخواتها النمل ، جيرانها ، ويتلذذون
باكل العسل الشهى ، وينادونها : أيتها النملة الطيبة ، كلى من برطمان العسل اللذيذ
، فهو مفيد كثيرا .
ثم يأتى آخرون ، يأكلون فتافيت السكر الصغيرة
، ويقولون لها : لالا أيتها النملة الطيبة ، فتافيت السكر الصغيرة أجمل وأطعم ،
ويمكن أن تحملينها إلى البيت معك ، وتدخرينها للشتاء القارص البرد .
وتظل هى جالسة وحائرة وتردد : أأكل من برطمان
السكر أجمل واطعم ، لالا أأكل من برطمان العسل شهى ولذيذ ومفيد .
وتصحو صاحبة البيت فى الصباح للأعداد الفطور
للأسرة ،واللبن للصغار ، وقبل أن تضىء النور ، تسمع النملة خطوات ربة البيت قادمة
، وقريبة منها فى المطبخ ، تجرى النملة بسرعة ، وتختبىء أسفل المنضدة .
تخرج صاحبة البيت اللبن من الثلاجة ، وتضعه
على النار ، ثم تمد يدها إلى برطمان العسل وتفتحه بقوة ، وتأخذ منه ملعقة كبيرة
وتضعها فى الكوب ، فتسقط بعض القطرات على الأرض ، ثم تفتح برطمان السكر ، وتأخذ
منه ملعقة وتضعها فى الكوب الثانى ، تتساقط بعض الفتافيت الصغيرة على الرخامة
البيضاء، وبعضها على الأرض.
وتظل النملة الطيبة أسفل المنضدة حائرة بين
قطرات العسل وفتافيت السكر ، وهى تدير رأسها بينهما وتردد أأكل من فتافيت السكر ،
أم من قطرات العسل .
تأتى صاحبة البيت بفوطة صغيرة مبللة بالماء ،
وتمسح الرخامة وتنظفها ، وتمسح الأرض وتنظفها .
فتسقط النملة الطيبة على ظهرها ، وهى مازالت
حائرة ، ثم تجرى بسرعة ، وتعود إل مسكنها الصغير دون أن تأكل ، أو تحصل على الطعام
، وهى مازالت حائرة ، وتردد : أنا أحب فتافيت السكر الصغيرة ، واحب العسل اللذيذ ،
لماذا لم أأكل فتفوتة سكر .
فى الليل سوف أعود وأقرر سريعا ، ماذا أأكل ،
ولكن هل فتافيت السكر أفضل وأحلى ، أم قطرات العسل اللذيذ ، ودخلت مسكنها ، وأخذ
الجوع يتسرب إليها ، رويدا رويدا ، وهى مازالت تسأل نفسها حائرة ماذا تأكل ؟
أنهت الجدة شرب كوب اللبن ، وأعطته إلى بسملة
وشكرتها : شكرا لك ياصغيرتى على هذا اللبن المحلى بالعسل اللذيذ ، ثم قبلت بسملة ،
ووضعت رأسها على المخدة أستعدادا للنوم ، وأغمضت عينيها .
قبلت بسملة رأس جدتها ، وقالت لها : تصبحين
على خير ياجدتى ، وغدا تحكين لى حكاية جديدة مع كوب اللبن الدافىء الجديد المحلى
بالعسل اللذيذ وأطفات النور ، وخرجت من الحجرة .
********************************************************
بسملة
تحب القراءة
-------------------
دخلت
بسملة مكتبة خالها ، تبحث عن كتابا تقرأه.
وعندما
وقفت أمام الأرفف الكبيرة والكتب الكثيرة .
أحتارت
كثيرا ماذا تختار ؟
وأخذت تبحث بعينيها ، وتقرأ البطاقات الموضوعة
على الأرفف ، بتنسيق جميل ، وهى تردد : ماذا أختار ؟
،كتب تاريخ ، فلسفة ،
، قصص
، روايات ،
، خيال
علمى ، أديان .. أنها كتب كثيرة وجميلة وشيقة للغاية .
أحتارت
بسملة كثيرا من أين تبدأ ؟
ومتى تقرأ كل هذه الكتب التى تعجبها ؟
أخذت تفكر وتفكر .
وعندما
دخل خالها المكتبة لكى يعيد الكتاب الذى فى يده .
وجدها
حائرة .
فسألها
: ماذابك يابسملة ؟
قالت : متى قرأت كل هذه الكتب ياخالى ؟
قال : بدأت القراءة منذ كنت صغيرا مثلك .
كنت أقرأ مجلات سمير وميكى وتان تان وغيرهم
، ثم تعودت على القراءة ، وكنت أقرأ فى اليوم ساعتين تقريبا ، وإلى الآن .
المهم البداية ياصغيرتى .
- وبماذا أبدأ ياخالى ؟،أبدائى بالمعلومات البسيطة ، مثل كتب تبسيط العلوم ,
، وكتاب
قطر الندى ، وكتب مهرجان القراءة للجميع للأطفال ، بها مجموعات جميلة وطريفة من الأدب
العربى والمترجم وتناسب سنك الصغير
.
فأنت
الآن فى الصف السادس الإبتدائى ، وتجدين القراءة .
المهم
البداية ياحلوتى
.
ثم قبلها
على رأسها
.
وقبل
أن يغادر حجرة المكتب ، شكرته بسملة على النصيحة الغالية
ومدت يدها ناحية رف كتب قطر الند ى ، وأختارت
كتابا
، وجلست تقرأ