الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الفصل الأول


ضيعة القطط البيضاء

رواية للأطفال من 10 إلى 14

للكاتبة صفاء عبد المنعم

2014

الحكاية الأولى

................

كان ياما كان فى سالف العصر والأوان ..

كان هناك ضيعة صغيرة ، صغيرة جدا ، تقع فوق ربوعة عالية ، محصورة بين جبلين كبيرين ، تعيش فى هذه الضيعة مجموعة من القطط البيضاء ذات الشعر الكثيف ، وكانت تحكم هذه الضيعة جدة عجوز حكيمة هى أكبر القطط سنا وخبرة .

وكانت القطط الصغيرة تحب أن تلعب حول الجدة العجوز سعيدة ومبتهجة بشروق الشمس صباحا ، وخيوطها الذهبية الحمراء ترسل لهم الدفء والنور ، وتضحك مع الصغار وترسل لهم قبلات طيبة كل صباح ..

-     صباح الخير ياصغارى .

-     صباح الخير أيتها الشمس الكبيرة .. أنعم الله عليك بالصحة والعافية .. أيتها الطيبة الجميلة .

-     شكرا ياصغارى شكرا .

-     وتضحك الجدة العجوز حاكمة الضيعة فى ود وصفاء ، وترسل إشارة من رأسها الكبير تحية للشمس على حبها للصغار .

-     وفى الليل .. تجمع الصغار حولها ، وتحكى لهم الحكايات القديمة المسلية عن الضيعة وعن الأجداد وتاريخ البطولات القديم حتى يعود الكبار من العمل وجمع الطعام .

-     وكان دائما هناك فراشات بيضاء وأخرى ملونة بألوان زاهية ترفرف حول الجدة .

 

وفى يوم من الأيام غابت الشمس ، واشتد البرد على الصغار ، ولم تستطع الأمهات تدفئة صغارهن من البرد ، وأخذ يتضرع الكبار إلى الله أن يرسل لهم الشمس الكبيرة كى تنتشر أشعتها الذهبية لتدفىء الأرض الباردة .

وأصبح الثلج يزحف تدريجيا على الضيعة الصغيرة ويغطى قمم الجبال العالية ، واختفت الفراشات البيضاء ولم تعد تزهر ولا تطير حول الجدة العجوز .

هرعت القطط الكبيرة نجو الجدة الحكيمة حاكمة الضيعة وسألتها : ماذا نفعل ياأمنا الحكيمة ، الأطفال الصغار سوف تتجمد من البرد ، ونحن لم نعد نخرج للبحث عن الطعام ، فسوف نهلك جميعا من الجوع .

قالت الجدة الحكيمة : ياصغارى هذا أختبار وبلاء ، علينا بالصبر والدعاء والتضرع إلى الله .

قالت قطة حزينة : لقد دعونا وصلينا كثيرا ، ولكن شتاء هذا العام قارص وشديد البرودة ، والصغار سوف يتجمدون .

وقالت أخرى :أنظرى ياحكيمة حولك الثلوج تغطى الجبال من حولنا لابد من الهجرة .

قالت قطة شجاعة : نهجر أرضنا ، ومكان أجدادنا ، وأحفادنا الصغار  أين يعيشون ؟!

قالت الجدة الحكيمة :المكان ياأولادى ليس مساحة من الأرض نعيش عليها ، المكان ذكريات وتراث وعظام أجدادنا .

قالت قطة باكية : لابد من وجود حل سريع ، بدلا من الرحيل وترك المكان .

وهنا تدخل قط شاب وشجاع قائلا : ياجدتنا الحكيمة ، أنعم الله علينا بالخير والسلام منذ سنين طويلة ، وعشنا هنا حياة كريمة رغدة وسعيدة ، يجب أن نرضى الله بالعمل كى يرضى عنا .

قال قط آخر : نحن تعودنا معشر القطط ذات الشعر الأبيض الكثيف على الراحة والهدوء ، وكنا نجد طعامنا بسهولة ويسر حولنا فى كل مكان ، فلابد من التعاون ، وتقسيم العمل بيننا .

ردد الجميع : رأى صائب ، نعم لابد من تقسيم العمل بيننا .

قال القط الشاب الشجاع : مجموعة تحرس القطط لاصغيرة وتدفئها .

ومجموعة تبحث عن الطعام .

ومجموعة تحرس حدود الضيعة من الأعداء .

ومجموعة كبار القطط الأجداد والجدات يصلون ويبتهلون إلى الله كى يرضى عنا ويرسل لنا الشمس الكبيرة الدافئة .

قالت القطة الحكيمة : رأى صائب أيها الشاب الشجاع ، لابد من تقسيم العمل والتعاون بين الجميع .

ومنذ هذا اليوم ياصغارى القطط ، أصبح للضيعة الصغيرة المحصورة بين جبلين كبيرين والتى يسكنها القطط البيضاء ذات الشعر الكثيف قانون ينظم الحياة بين الجميع .

وبعد ثلاثة أيام من تاريخ هذا الإجتماع أرسل الله الشمس الكبيرة المشرقة الطيبة .

والشمس أرسلت ضفائرها الذهبية الحمراء الطويلة ، لتشع لنا الدفء والضوء ، واعتذرت لنا أسفة وقالت : أنا أسفة جدا ياصغارى لأننى غبت عنكم كثيرا ، ولكننى كنت فى عمل شاق وبعيد ، كنت أدفىء الجزء الثانى من كوكب الأرض .. أنا اسفة .

وأعتبرنا هذا اليوم عيدا للضيعة الجميلة ، وعادت الفراشات البيضاء والملونة ترفرف من جديد .

ومرت الأيام وأيام ، والقطط تعيش فى سعادة وهناء بفضل وجود قانون ينظم العمل والتعاون بين الجميع وكبر القطط الصغار وصاروا شبابا .

وقررت قبل أن ارحل ياصغارى ، وأدخل عند الضيعة السوداء المجهولة و البعيدة والتى توجد خلف الشمس أن نختار من بيننا رئيسا جديدا لهذه الضيعة الجميلة ، وأنتم ياصغارى سوف تصبحون فى المستقبل شبابا يافعين ، وتختارون من بينكم حاكما لكم ، يحكم بينكم بالعدل .

قال الصغار مبتهجين : مارأيك ياحكيمة فى الشاب الشجاع الذى أقترح  نظام تقسيم العمل ، فهو الآن كبيرا ويملك عقلا راجحا ومفكرا ذكيا .

قالت القطة الحكيمة حاكمة الضيعة : أطلبوا منه أن يرشح نفسه مثل غيره ، وسوف يتم القتراع بالعدل ..  أذهبوا إليه .

 
                        ********************

قصة قصيرة (عزيزي أصلان)

  عزيزى أصلان     الآن وللمرة الثانية انتهى من وردية ليل . لم يكن يشغل بالى سوى العم بيومى وهو يرفع وجهه ( أول دور مش تانى دور ) جملة ...

المتابعون